إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أردوغان والمنطقة العازلة في سورية

ناديا شحادة - البناء

نسخة للطباعة 2015-08-01

إقرأ ايضاً


يبدو ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ما زال يتمنى ويسعى الى تحقيق حلمه في إقامة منطقة عازلة شمال سورية، فأردوغان الذي سعى منذ توليه منصب رئيس الوزراء وصولاً الى منصب رئاسة تركيا لتحقيق حلمه بأن يصبح سلطاناً على تركيا وخليفة عثمانياً جديداً بالمنطقة، ولتحقيق هذا الحلم تورط ومنذ بدابة الحرب في سورية مع التنظيمات الارهابية من خلال مساندتهم وتقديم الدعم اللوجستي والتنسيق مع هذه التنظيمات، وبعد المتغيرات التي شهدتها المنطقة منها صعود القوة الايرانية من جديد بعد الاتفاق على النووي، ومع الانتصارات التي تحققها المقاومة على التنظمات الارهابية في كل من سورية والعراق، وتحقيق الاكراد لانتصارات في المدن الحدودية شمال سورية، تلك المتغيرات جعلت من تركيا أردوغان تعيش على صفيح ساخن، واستشعر اردوغان بضياع أحلامه ومن خطورة الأكراد، فدخل في الحرب ضد «داعش»، وطلب المساعدة من حلف الناتو، وسمح لأميركا والتحالف الدولي باستخدام القواعد التركية لضرب تنظيم «داعش».

وما يؤكده المتابعون ان اردوغان تجاوز اتفاقية السلم والمصالح مع الأكراد التي وقعت عام 2013، حيث أكد ان عملية السلام مع الاكراد لا يمكن ان تستمر، وبات واضحاً للجميع من خلال سير العمليات العسكرية التي تقوم بها انقرة انها لم تقصف مواقع «داعش» فقط، فطائراتها المقاتلة تواصل قصف مواقع الاكراد جنوب الحدود مع سورية، إضافة الى تصريحاته في 28 تموز من العام الحالي التي قال فيها ان العمليات العسكرية ضد الناشطين الاكراد وتنظيم «داعش» ستستمر بالعزم نفسه.

اردوغان حلم منذ بداية الحرب في سورية بإقامة المنطقة العازلة، وكرر مراراً مطلبه بإنشاء تلك المنطقة، والبداية كانت عام 2012 في مجلس الأمن، واستمر اردوغان في الحاحه على مطلبه، الذي لاقى اعتراضاً واعتبر قراره غير مقبول من الكثير من الدول، وجاء النفي من واشنطن من خلال تصريح صادر عن البيت الابيض بأنه لم يبحث اقامة منطقة عازلة على الحدود بين سورية وتركيا، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان اقامة المنطقة العازلة ليست امراًَ قيد التفكير حالياً، إضافة الى اعلان الأمين العام لحلف شمال الاطلس ينس ستولتنبرغ في 9 تشرين الاول عام 2014 على ان اقامة منطقة عازلة في شمال سورية التي تطالب بها إنقرة ليست مدرجة على جدول اعمال الحلف وشركائه.

مراوغات أردوغان العديدة انكشفت وظهر المستور في محاولته الفاضحة الأخيرة بتحقيق حلمه في انشاء مناطق عازلة في سورية من خلال دخوله بالتحالف لضرب «داعش» حيث صرح قائلاً في 28 تموز 2015 ان اقامة منطقة عازلة في شمال سورية وتطهيرها من تنظيم «داعش» من شأنه ان يسهل عودة اللاجئين السوريين في تركيا الى بلادهم.

تصريحات أردوغان هذه جاءت بالوقت الذي كان الحلف الاطلسي يعقد اجتماعاً بطلب من انقرة لبحث الوضع الأمني في تركيا، هذا الحلف الذي خيب آمال اردوغان وباتت الرياح تجري بعكس ما يشتهي في اقامة منطقة عازلة في سورية وذلك من خلال تصريحات امينه العام ستولتنبرغ ينس التي جاء فيها ان الحلف لا يشارك في الجهود التي تبذلها تركيا لاقامة منطقة آمنة على الحدود السورية وبذلك تتبخر احلام أدروغان من جديد.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024