إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تصعيد قد يصل إلى الفوضى

حسين حمّود - البناء

نسخة للطباعة 2015-09-02

إقرأ ايضاً


صعّد المتظاهرون في وسط بيروت تحرّكهم كما وعدوا الأسبوع الماضي، كما زادوا من حدّة الشعارات التي رفعوها والتي تشابهت مع الشعارات التي كانت رفعت في بداية الحراك السوري في بعض أحياء درعا في آذار عام 2011.

لكن اللافت أكثر هو احتلال المعتصمين وزارة البيئة ومحاصرة الوزير محمد المشنوق داخل مكتبه مصرّين على استقالته رافضين كلّ المساعي التي بُذلت معهم من أجل التفاوض لفك الاعتصام ومناقشتهم في مطالبهم، ما اعتبرته أوساط سياسية محاولة لاستدراج القوى الأمنية لإخراجهم عنوة من مرفق عام، وهو ما حذرت منه أيضاً قوى سياسية ونقابية لا تقلّ عن المعتصمين في مطالبتها بالإصلاحات التي يطالب بها الأخيرين.

ولفتت الأوساط إلى أنّ طلب المعتصمين قد يكون مقبولاً في حال ثبتت مسؤولية الوزير في أزمة النفايات أو إخفاقه في معالجتها، لكن في ظلّ الوضع الراهن، من الشغور الرئاسي وتعطيل المجلس النيابي، فإنّ استقالة وزير قد تجرّ لاحقاً إلى المطالبة باستقالة وزير ثان ثم ثالث وصولاً إلى فرط الحكومة، وبالتالي شغور السلطة التنفيذية برمّتها وشلّ الحكم.

وذكّرت الأوساط بما حصل في سورية عند بدء الأزمة لافتة إلى تدحرج المطالب، بعد تلبية الطلب الأول للمتظاهرين وصولاً إلى رأس النظام، الأمر الذي استفاد منه خصوم سورية السياسيين وأعدائها التاريخيين للتحريض على القتال وعسكرة التظاهرات ما أدّى إلى الحرب الكونية على سورية بغية تكسير محور المقاومة، زاوية زاوية.

وبعد ملاحظتها تشابه الشعارات في الحراك السوري واللبناني كـ»سلمية سلمية» واتهام القوى الأمنية بممارسة العنف الفظيع ضدّ المتظاهرين، و«شبيحة شبيحة» في إشارة إلى قوى الأمن الداخلي أيضاً، وصولاً إلى شعار»الشعب يريد اسقاط النظام»، أكدت المصادر وجهة نظرها المذكورة آنفاً حول تدحرج المطالب السياسية، بما صرّح به أحد المعارضين السوريين بأنه بعد «استجابة النظام لطلب إقالة مسؤول الأمن في درعا بسبب أخطاء ارتكبها آنذاك 2011 صعّدنا مطالبنا وصولاً إلى إسقاط النظام».

وأشارت الأوساط إلى أنّ سيناريو ما سُمّي «الربيع العربي» واحد من حيث التنفيذ والاستهدافات التي تصل إلى إنهاك المجتمع وقواه المسلحة تسهل بعدها إدخال البلد الموعود بالربيع في الفوضى.

وتؤكد الأوساط انّ هذا ليس اتهاماً لكلّ المشاركين في التحرك وليس حتى تشكيكاً بكلّ منظميه، بل مقاربة للأوضاع في الدول التي دخلت في الفوضى بالرغم من بعض المطالب المشروعة والمحقة التي يطالب بها الشعب، لكن الاستخبارات الخارجية لا تترك فرصة انتهاز أيّ أزمة في الدول العربية، وخصوصاً المحيطة بـ«إسرائيل»، لتأجيج الصراع لهدف واحد وهو المحافظة على أمن «إسرائيل» وحمايتها من الدول التي تعتنق جيوشها عقيدة عدائية للكيان الغاصب أو قوى مقاومة من شأنها التصدي للمشاريع التوسعية الصهيونية في المنطقة.

ومن هنا تدعو الأوساط «الشباب المتحمّس والحالم بوطن جميل ونظيف وخال من الفساد والمفسدين، إلى إدراك ما يعني شلّ الحكومة وإنهاك القوى الأمنية وخلخلة المجتمع، والذي بدأ بالفعل الانقسام على ذاته، فكلّ هذه مقدّمات لانزلاق المجتمع إلى حرب أهلية، لا تؤدّي سوى إلى نتيجة واحدة يخسر منها الجميع وهي الفوضى التي تدمّر البلد لمصلحة أعدائه»، أما الحلّ، فهو كما تقول الأوساط، تجميع مصادر القوة ووضع برنامج واضح للإصلاح من دون تعصّب طائفي أو مذهبي، ووضع آلية تنفيذ واضحة المعالم والتوجهات يمكن لها أن توصل الجميع إلى برّ الأمان. وأكدت أنّ هذه الآلية ليست غير قانون انتخاب غير طائفي قائم على النسبية يتيح إنتاج سلطة جديدة تضمّ الجميع بلا استثناء ليتشارك المجتمع في ما بينه في تحديد مصيره، وغير ذلك الطوفان.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024