إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

زيارة الرئيس الأسد موسكو... أذهلت وأربكت أعداء سورية

جاك خزمو - البناء

نسخة للطباعة 2015-10-29

إقرأ ايضاً


زيارة الرئيس بشار الأسد روسيا ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدت عمق ومتانة وصلابة العلاقة الروسية ــــ السورية، وأكدت أنّ الرئيس بشار الأسد يمتاز بالجرأة والشجاعة والحنكة والحكمة، ويعتمد على شعبه، إذ إنه قام بهذه الزيارة في وقت تواجه سورية أعتى أنواع الإرهاب المدعوم من مجتمع دولي فاسد لا تهمّه الإنسانية، ولا يحسب أيّ حساب لحقوق الإنسان التي ينتهكها متى شاء، ويدافع عنها إذا كانت شماعة يستطيع من خلالها الحصول على مكاسب خاصة.

هذه الزيارة المفاجئة أذهلت أعداء سورية، ووجّهت رسائل عدة، من أهمها:

1 ـــ العلاقة الروسية ـــ السورية قوية جداً، ولا يمكن لأحد من أعداء سورية المساس بها أو خدشها، إذ إنّ دولاً عدة ومن بينها السعودية وقطر، حاولت جاهدة عرض إغراءات كبيرة وخيالية لروسيا مقابل التخلي عن سورية الدولة، وعن الرئيس بشار الأسد، لكن روسيا أكدت لقادة هذه الدول أنّ لديها مبادئ وأخلاقاً، وأنها وفية لأصدقائها وحلفائها، ولن تتركهم وحدهم في حالة الضيق والأزمات.

2 ـــ تعتبر روسيا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الشرعي لسورية، وتستقبله كزعيم دولة، وتجري مفاوضات ومحادثات معه، ضاربة عرض الحائط كلّ التصريحات المناوئة للرئيس الأسد شخصياً، ومؤكدة للعالم كله أن لا حلّ في سورية إلا بمشاركة الرئيس الأسد.

3 ـــ تصميم روسيا على مواجهة الإرهاب، وهي جادّة في ذلك، وهي تدرك أنّ الإرهاب في سورية والعراق يشكل خطراً على العالم كله، وليس على سورية وحدها، ولذلك تدرك أنّ القضاء على الإرهاب هو عملية صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وتتطلب تضافر الجهود، وأنّ روسيا تعمل إلى جانب قوات الجيش العربي السوري في سحق الإرهاب، والقضاء على الإرهابيين الذين يخططون للقيام باعتداءات على دول عديدة في العالم في حالة تحقيق أيّ نجاح في مخططاتهم الخطيرة جداً… وأن لا قضاء على الإرهاب إلا بالتعاون مع الحليف السوري، وهذا ما يتمّ حالياً!

4 ــــ استمرار تقديم الدعم الروسي العسكري والإنساني لسورية، بعد أن تمادى قادة دول عديدة في دعمهم للإرهاب، وتزويد الإرهابيين بالمال والعتاد، وذلك من أجل تدمير منطقة الشرق الأوسط.

5 ــــ احترام روسيا للشرعية الدولية إذ إنّ مساعدتها لسورية لم تأتِ من دون الحصول على طلب رسمي من الحكومة الشرعية في سورية، وهي بذلك تحترم سيادة الأراضي السورية، وتعمل ضمن الأنظمة الدولية، في حين أنّ التحالف الأميركي ضدّ «داعش» هو تحالف «وهمي» وليس قانونياً أو شرعياً، يهدف إلى تكبير وتعظيم داعش عندما يدّعي قادة التحالف أنّ القضاء عليه يحتاج إلى ثلاثين سنة وهذا صحيح، لأنه ليست هناك أي جدية في محاربة هذا التنظيم وأخواته من المجموعات الإرهابية التي لا تقلّ خطورة عنه.

كما أنّ روسيا تؤمن كما هو إيمان سورية وكلّ شريف، إنه ليس هناك إرهاب معتدل وإرهاب متطرف… فالإرهاب واحد، ويجب التعامل مع كلّ أنواعه ودرجاته وتسمياته. وهذا ما تفعله روسيا في استهدافها مواقع ومقار القيادة للعديد من التنظيمات العاملة على الأرض السورية.

6 ـــ تعتبر روسيا سورية حليفةً لها، وهي مركز نفوذها ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فإنّ سورية مهمة لروسيا، وستبقى كذلك لأنّ العلاقة مبنية على أخلاق ومبادئ وتعاون مشترك في العديد من الميادين، وهي علاقة ممتدّة لسنوات طوال، وليست وليدة الأحداث الحالية، ولم تأتِ روسيا لدعم سورية منتهزة الوضع، بل دفاعاً عن أمنها القومي، ومصالحها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.

7 ـــ يوجّه الرئيس بوتين من خلال استقباله الرئيس الأسد رسالة مفادها أنّ روسيا دولة عظمى مستقلة في قراراتها، وتعرف مصلحتها، ومصلحة العالم، وتتفهّم الشرق الأوسط ومشاكله أكثر من الإدارة الأميركية. وأنّ روسيا ليست دولة ضعيفة، بل هي دولة عظمى لا تسمح لأميركا وحلفائها باللعب بدول العالم وشعوبها كما تشاء، فهناك حدود وقوانين. أيّ أنّ روسيا أثبتت أنها دولة قادرة على وقف انهيار المجتمع الدولي، وقادرة على تصحيح ما يجري في العالم من انتهاك لسيادة الدول، وفرض إملاءات على الشعوب. واختيار الأنظمة التي تحكم بإمرتها… ومن خلال سورية أكدت روسيا أنها قطب قويّ وندّ للسياسة الأميركية الشرسة العرجاء التي تكيل بأكثر من مكيال في نظرتها للقضايا الدولية، وأنّ الوقت حان لتتوقف أميركا عن سياسة العداء للدول التي لا تسير في ركبها، وعليها احترام هذه الدول وقادتها لأنهم شرفاء وشجعان وأقوياء.

8 ــــ أعطت الزيارة إشارة واضحة المعالم إلى أنّ الدولة السورية بقيادة الرئيس الأسد قوية استطاعت بكلّ نجاح أن تتصدّى لمؤامرة كونية على مدار أكثر من 55 شهراً حوالي 5 سنوات ، رغم تزويد الإرهاب بما يحتاج إليه من عناصر إرهابية ومرتزقة رخيصة ومال وسلاح متطور، وهذه القوة نابعة من تماسك الشعب السوري وتصدّيه للمؤامرة، ودفاعه عن دولته، والتفافه حول قيادته الشرعية، وكذلك دفاعه الشرس عن وحدته الوطنية، ورفضه للفتنة والتقسيم. هذا الصمود البطولي منح روسيا ثقة أكبر في الدولة السورية، واحتراماً أكبر لما تقدّمه من جهود وتضحيات للتصدّي للإرهاب وسحقه والقضاء عليه، وأنّ سورية لم تكن ولن تكون لقمة سائغة لا للسعوديين ولا القطريين ولا للأتراك، ولا لأيّ عدو من أعداء سورية. وأنّ القيادة السورية كانت حكيمة وهادئة في إدارة المعارك البطولية للجيش العربي السوري، وفي مواجهة العداء الكبير المتآمر عليها من قبل من راهنوا على إقامة «شرق أوسط جديد» مفتّت ومجزّأ وضعيف.

إنّ سورية أسقطت المؤامرة، وأفشلت مخططات الأعداء، لذلك، فإنّ الحليف الروسي يكنّ لهذه الدولة كلّ إجلال واحترام، لأنها لم تتنازل عن مبادئها ولم تغيّر من مواقفها، ولن تتخلى عن أصدقائها وبخاصة روسيا وإيران والصين.

لقد كانت زيارة الرئيس الأسد لروسيا مهمة وذات دلائل عظيمة ورسائل قوية لأعداء سورية، وأربكت الأعداء وأذهلتهم، لأنّ الرئيس الأسد ليس رئيساً عادياً بل هو رئيس حكيم وقوي يحبّ وطنه، ويدافع عنه ويتمسك بمبادئه واستطاع أن يحقق إنجازات كبيرة ومشهودة… وأنّ الزيارة ستشكل تغيّراً كبيراً لمصلحة سورية ليس فقط على المدى القريب، بل على المدى البعيد أيضاً. وهي تؤكد أيضاً أنّ الشعب السوري سينتصر قريباً على الإرهاب.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024