إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بوتين يكشف قنوات تمويل «داعش»

ناديا شحادة - البناء

نسخة للطباعة 2015-11-18

إقرأ ايضاً


يبدو جليًا لكل من يتتبّع أمر الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش بالذات منذ ظهوره وحتى الآن، أنه تنظيم مموّل بشكل جيد للغاية ومن دول كبرى، ويتضح هذا من خلال السرعة التي تم فيها انتشار التنظيم، في مناطق واسعة يفرضون فيها حكمهم ويمارسون عمليات الابتزاز وتهريب النفط بالإضافة إلى الدعايات المروجة لهم والأسلحة المتطورة التي يمتلكها، وعمليات التفجير التي يقوم بها عناصر التنظيم واسعة النطاق في دول الشرق الأوسط وصولاً إلى القارة الأفريقية والأوروبية، واستهدافه لمدن عدة كان آخرها التفجيرات شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي.

تنظيم «داعش» الذي خرج إلى الوجود بفضل سياسات بعض دول العالم الرئيسة والإقليمية التي حاولت تحقيق أهدافها الاستراتيجية في آسيا وأفريقيا بمساعدة التنظيم الإرهابي، حسب تأكيد مدير جهاز الأمن الروسي، وكان هدفه الأول محاربة النظام بسورية والعراق، توسّع وانتشر في أرجاء العالم بفضل تمويل دول عدة، منها دول الخليج وتركيا. وهذا ما اشار اليه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، حيث قال في كلمة ألقاها في جامعة هارفارد في ولاية ماساتشوستس إن الإرهابيين حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة، مؤكداً على أن الأتراك والسعوديين كان همهم الوحيد هو إسقاط الرئيس الأسد وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد الرئيس الأسد.

يؤكد الخبراء الاستراتيجيون على أن انتشار الإرهاب سبب إرباكاً شديداً لدول عدة بمنطقة الشرق الأوسط ودول أجنبية خارجية وجعل المجتمع الدولي مضطراً لمجابهة الدولية الإجرامية التي يمثلها تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، وأصبح من الضروري المطالبة بوقف تمويله. وبذلك تحوّلت قمة العشرين بتدخلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مناقشة ربط الإرهاب والحرب عليه بمستقبل الرئاسة السورية ومصير الرئيس الأسد إلى نقاش بين صناع القرار في العالم حول الربط بين الإرهاب ومصادر تمويله وذلك بعد أن عرضت موسكو صوراً لأقمار صناعية لأنابيب نفط وقوافل «داعش» من سورية والعراق عبر تركيا. هذا ما أكده الرئيس بوتين في أعقاب مشاركته، أول أمس، في قمة العشرين بأنطاليا التركية، حيث قال إنه قدّم لنظائره معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب وعرض عليهم صوراً فضائية تظهر أبعاد اتجار داعش بالنفط، مشيراً إلى أن تمويل داعش يتمّ من 40 دولة، بينها دول من مجموعة العشرين.

فالرئيس بوتين بعد تفجيرات باريس الأخيرة والتي تبنّاها تنظيم «داعش»، وجدها فرصة في قمة العشرين لقيامه بتحركات جادة لقطع سبل تمويل «داعش» التي طالبت بها موسكو سابقاً وقدّمت مشروع قرار لمجلس الأمن في 12 شباط 2015 وشاركت في إعداده مجموعة من الدول ويهدف إلى تجفيف منابع التمويل لـ «داعش» والقاعدة والمنظمات المرتبطة بها، وصوّت مجلس الأمن بالإجماع على هذا القرار الذي يكرر سلسلة إجراءات اتخذها المجلس، منذ أن استولى التنظيم على مناطق واسعة في العراق وسورية، ولكن رغم قرارات مجلس الأمن بوقف التمويل استمرت الدول الداعمة والممولة للإرهاب بالتجاهل.

فمع التمويل والدعم المستمر للتنظيمات الإرهابية التي باتت لا تستهدف سورية والعراق فقط، وإنما في خارطتها استهداف دول العالم يبقى السؤال هل بدأت معركة وقف تمويل الإرهاب بقوة، وبالذات بعد أن غير تنظيم داعش استراتيجيته وانتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على القارة العجوز التي تعيش حالة من الرعب غير مسبوقة بعد الأحداث التي شهدتها باريس الجمعة الماضي؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024