إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أسباب خارجية وداخلية لتراجع المبادرة

حسين حمّود - البناء

نسخة للطباعة 2015-12-09

إقرأ ايضاً


تراجع زخم ما سُمِّي بمبادرة الرئيس سعد الحريري، لكنها لم تُسحب من التداول ولم تُجمّد، بل ما زالت محور اتصالات بين الأقطاب المعنية للوصول إلى مخرج ضمن تسوية شاملة لسلة متكاملة وفق طلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ثم عادت وكرّرته قيادات في الحزب.

ومن المقرّر أن تكون المبادرة محور الاجتماع المنتظر بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الرابية اليوم، فيما يبقى مصير لقاء القادة الموارنة الأربعة: عون، فرنجية، الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، معلقاً على نتائج الاتصالات الجارية لتأمين أكثرية مسيحية للمرشح الرئاسي، وتحديداً فرنجية، ويبدو أنّ هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الوقت، وبالتالي ترحيل الاستحقاق إلى العام المقبل بعدما كان مرجحاً إنجازه قبل نهاية العام الحالي، لكن «فرملته» أملَت التأجيل.

أما أسباب تراجع زخم المبادرة أو «فرملتها» فهي خارجية وداخلية. وتتمثل الأسباب الخارجية بمواقف إيران وسورية والسعودية.

وفي هذا السياق، يشير مطلعون على هذا الملف إلى أنّ موقفَي دمشق وطهران تمّ تأويلهما اجتهاداً وليس بتصريحات أو وقائع محدّدة. فإيران لم تؤيّد أو ترفض علناً المبادرة لا بل لم تشأ التدخل في الاستحقاق الرئاسي الذي تعتبره شأناً لبنانياً داخلياً يعني اللبنانيين. وهي أحالت مراجعيها أو مستطلعي رأيها في محاولة لاستنباط موقف حزب الله منه، إلى الحزب والسيد نصرالله اللذين وحدهما المخوّلين بالتصريح عن موقفهما في أيّ شأن لبناني يعنيهما. أما في ما يتعلق بسورية فقد أحال الرئيس بشار الأسد بعض الشخصيات اللبنانية التي فاتحته في هذا الموضوع إلى السيد نصرالله أيضاً للتشاور معه والتوافق على موقف من دون أن يبدي أيّ إشارات ظاهرة إلى أنه مؤيد أو رافض لمبادرة الحريري.

لكن الأهمّ في فرملة المبادرة هو أولاً التزام الحريري الصمت حيالها وتركُ الحديث عنها لكتلته وأعضائها، بالجملة والمفرّق في شكل ملتبس من دون حسم الموقف، علماً أنّ تيار «المستقبل» متمسك بمبادرة رئيسه ولن يتراجع عنها، مطلقاً في هذا السياق جملة تهويلات تتعلق بمصير لبنان أمنياً واقتصادياً بغية الضغط على قوى الثامن من آذار للسير في «الصفقة» التي تعيد الحريري إلى رئاسة الحكومة والسلطة التنفيذية.


وفي الموازاة، يأتي الضغط السعودي على حزب الله عبر إدراج عدد من قياديّيه ومؤسّساتهم التجارية على لوائح الإرهاب وأخيراً توقيف بث قناة «المنار» التابعة للحزب على قمر «عربسات». إلا أنّ الحزب لم يتراجع عن موقفه الداعم لترشيح عون إلى رئاسة الجمهورية من دون رفض فرنجية إلاّ أنّ الحزب يدعو إلى التشاور بين الجانبين وأيّ اتفاق يصلان إليه يسير الحزب به.

وكان الحزب أبلغ عون موقفه القديم – الجديد من مسألة ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، مباشرة منذ أيام في الرابية في معرض نقاش حول بعض المقترحات التي عرضها بعض الشخصيات السياسية على عون، فسّرها الأخير بأنها للتخلي عنه وظنّ أنها رسائل غير مباشرة له من الحزب، ودائماً حسب المصادر المطلعة.

أما الأسباب الداخلية لفرملة المبادرة، فهي إضافة لموقف حزب الله تتمثّل بعدم اتخاذ البطريرك الراعي موقفاً حاسماً من ترشيح فرنجية واكتفى بدعم «مبادرة إنهاء الشغور الرئاسي». وتقول المصادر إنّ بكركي يهمّها انتخاب رئيس جمهورية، أما موقفها من المرشحين فهو معلّق على ما يتوافق عليه الأقطاب، وكذلك هو موقف عدد من المطارنة الذين فوتحوا بمسألة ترشيح فرنجية.

كما أنّ تصعيد جعجع ضدّ الحريري وتيار المستقبل أدّى إلى تبريد «حماوة» المبادرة من دون أن يكسر الجرّة مع السعودية، مراهناً على مردود سياسي مُجزٍ منها في حال سار بالمبادرة، لكن من دون توقع إيجابيات على هذا الصعيد.

وفي الخلاصة، لم تجمّد المبادرة ولم تسحب بل ما تزال على نار هادئة، بالرغم من شعور قطبين غير مارونيّين، من المتحمّسين للمبادرة بالنكسة لما آلت إليه الأمور.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024