شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-04-07
 

إسقاط هدنة حلب وريفها... حلفاء أميركا يحشرونها؟

معن حمية - البناء

إسقاط هدنة حلب وريفها، ليس بيد المجموعات الإرهابية، بل هو قرار تركي ـ سعودي يخرج عن إيقاع التفاهمات الروسية ـ الأميركية، التي أنتجت الهدنة، وكرّست رعاية أميركية للمجموعات الإرهابية المكفولة سعودياً وتركياً ومن ضمنها جبهة «النصرة» الإرهابية.

القيادة السورية التي تعاملت بمرونة مع ما أفضت إليه التفاهمات، والتزمت الهدنة، وحرصت على السير في مسار «جنيف»، لم تتأخر في الردّ على إسقاط الهدنة في حلب وريفها، حيث شرع الجيش السوري والقوى التي تؤازره بعملية عسكرية ضدّ المجموعات الإرهابية، ستكون لها نتائج مهمة في مسار الحرب ضدّ الإرهاب.

الردّ السوري على إسقاط هدنة حلب وريفها، سبقه ردّ مماثل على خرق في بعض مناطق ريف اللاذقية، تصدّى له الجيش السوري ممسكاً بزمام المبادرة والسيطرة.

ويأتي الردّ السوري السريع على إسقاط هدنة حلب، لأنّ سورية تعي جيداً أنّ إسقاط هذه الهدنة إنما حصل بفعل إيعاز من الدول الداعمة للإرهاب، وتحديداً من تركيا والسعودية، وأنّ الهدف من وراء ذلك، هو تأمين مؤازرة غير مباشرة لتنظيم «داعش» الإرهابي الذي مُنيَ في الآونة الأخيرة بهزائم متتالية في تدمر والقريتين، وتلقى ضربات قاسية في العديد من المناطق.

وفي هذا السياق، يقدّم الرصد الروسي لخروقات الهدنة، أدلة دامغة بمسؤولية المجموعات الإرهابية عن إسقاط الهدنة، وهذا أمر يُحرج الإدارة الأميركية، التي سلكت طريق التفاهمات مع روسيا الاتحادية، وهي التفاهمات التي أقرّت مبدأ الهدنة، ومحاربة تنظيم «داعش».

وحيث ينتفي مبرّر إسقاط الهدنة في ظلّ المسار السياسي الذي تواكب خطواته كلّ من موسكو وواشنطن وترعاه الأمم المتحدة، تتكشف حقيقة ما تريده تركيا والسعودية من وراء إسقاط الهدنة، إذ إنّ الدولتين المذكورتين تحرصان على عدم تمكين الجيش السوري وحلفائه من الإجهاز على تنظيم «داعش» في المناطق التي يتخذها إمارات له. وهذه حقيقة لم تعد خافية على أحد، ووضوحها بهذا الشكل يضع الولايات المتحدة الأميركية في موقف حرج جداً إزاء العديد من الدول والمجتمعات الغربية التي واجهت وتواجه مخاطر الإرهاب وإجرامه.

غير أنّ الولايات المتحدة التي أكد رئيسها باراك اوباما أمس 6 نيسان 2016 «أنّ تدمير تنظيم داعش لا يزال أولويته الأولى»، قد لا تستطيع هضم «أفعال» حلفائها السعوديين والأتراك، وهي تسجل على هاتين الدولتين جموحهما وإيغالهما في دعم الإرهاب بكليته، دونما مراعاة للتصنيفات الدولية والأميركية للإرهاب.

الحلفاء الإقليميون لواشنطن، يحشرونها في زاوية عدم القدرة على الالتزام بالتفاهمات التي تعقدها، ما قد يطرح سؤالاً جوهرياً، عما إذا كانت واشنطن ستتقبّل هذا الحشر، أم أنّ لديها خيارات أخرى؟

الجواب أميركياً عن هذا السؤال لا يبدو قريباً، لكن في المقابل قد يأتي الجواب من المحور الآخر، ميدانياً على الأرض. وكما هو واضح فإنّ الجيش السوري على أتمّ الجهوزية، لتحقيق إنجازات كبيرة في حلب وريفها، وهذه الإنجازات سيكون لها تأثير كبير وحاسم على مجريات السياسة، وعلى مفاوضات جنيف. كما ستشكل مسوغاً لروسيا وحلفائها للمطالبة مجدّداً بتصنيف المجموعات الإرهابية بكلّ فصائلها، على أنها إرهاب، طالما أنها خرقت التفاهمات والهدنة.

ما هو مؤكد، أنّ حسابات الحقل السعودي التركي قد لا تتطابق مع حساب البيدر الأميركي، أقله إزاء التفاهمات المعقودة بين موسكو وواشنطن، والتي تضع محاربة «داعش» أولوية المتفاهمين. فها هما تركيا والسعودية توعزان إلى المجموعات الإرهابية من أجل نصرة «الدواعش» الذين يترنّحون تحت ضربات الجيش السوري. فهل تنجح الدولتان الداعمتان للإرهاب في إنقاذ «داعش» عبر «النصرة»؟

أم أنّ الجيش السوري بتحركه السريع وردّه الصاعق سيقوّض مفاعيل النصرة المعلنة لـ»داعش»؟

الجواب في ميدان حلب وريفها… وثمن إسقاط الطائرة السورية لن يكون أقلّ من ثمن «السوخوي» الروسية… ونتائج الميدان الحلبي لن تكون أقلّ أهمية من النتائج في تدمر والقريتين.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه