شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-08-01
 

ميليشيا أردوغان الشعبية تعزل الجيش وتقوّي الشرطة

جهاد أيوب - البناء

تعيش تركيا أردوغان اليوم مرحلة حرجة في تاريخها، ومهما كانت النتائج بعد لعبة الانقلاب لن تكون مشرقة لها، تركيا التي كانت تؤثر بمحيطها ومأمورة من المشروع الأميركي في الحالة الأردوغانية لن تعود مؤثرة، لكنها ستظلّ مأمورة مهما سمعنا من صراخ هنا وهناك، وأخطر ما تعانيه ضعف جيشها داخلياً، مما يضرّ أمنها وحدودها، صحيح من أجل مشروعه يعتمد أردوغان في تنظيف الدولة على تقزيم الجيش، ولكنه بذلك يتجاهل انه يقزّم دور تركيا مستقبلاً!

منذ استفتاء 2010 والمشاكل حاصلة بين الجيش الذي يعتمد في عقيدته على العلمانية وأردوغان الإخونجي، وهذا الأخير يسعى من الأساس للسيطرة على الجيش، وعلى جهاز المخابرات، وعلى القضاء، والمتابع للأحداث يتلمّس كيف انّ الكلّ الآن يضرب الجيش، الجيش ضدّ الجيش، المدني ضدّ الجيش، الدولة ضدّ الجيش، المسؤول ضدّ الجيش، الإعلام ضدّ الجيش… ولا شك انّ ذلك أصاب الجيش بهشاشة تنعكس على معنوياته، وتربك دوره، وتشتّت حضوره، وتضعف من تأثيره، وتزعزع كيانه الداخلي وقد تصيبه بالانقسامات خاصة بعد عمليات الطرد، والإقالات العشوائية المتعمدة، أيّ انّ المتهم بالانقلاب كان 450 عنصراً من الضباط الصغار، لكن النتيجة كانت إقالة أكثر من 150 من كبار الجنرالات… ومن الواضح أنّ أردوغان لا يعنيه وجود الجيش التركي القوي بقدر ما يعنيه شلل حركته، وجعله مسانداً لجيشه الحالي المتمثل بالشرطة، والشرطة التركية في عهده أصبحت تمتلك السلاح الثقيل والطائرات، وأسند اليها قتال الأكراد من باب الأمن، وطلب من الجيش مساندتها، وهذا أيضاً لن يطول إلى حين ان يتمكن أردوغان، وقريباً جداً من جعل عناصره المدنية المتطرفة التي نزلت الشوارع محتجة ومتطاولة على الجيش قوة ميليشياوية أردوغانية منظمة تؤمّن حماية نظامه، ومشابهة للجيش الشعبي العراقي والحرس الجمهوري الإيراني مع اختلاف الدور!

أردوغان المؤمن بالكيان التركي الأردوغاني داخل الدولة لديه قضاء داخل القضاء، وزمر في مؤسسات الدولة داخل كلّ مؤسسة من التربية والإعلام والاقتصاد والخارجية يعتبر انّ القضاء على نفوذ الجيش هو المعترك الأخير كي يسطير على الداخل التركي، أما ما يحدث حول دولته الأردوغانية فقرّر ان يبتعد مرحلياً بقدر المستطاع عنها وتحديداً سورية، معتمداً سياسة التصريحات التصعيدية الكلامية النارية، والهجومات اللفظية الصارخة ضدّ الرئيس بشار الأسد إلى حين تتضح أموره الداخلية، ويضع سيطرته على دولته، أما ما يتعلق بتحرك أجهزته المخابراتية في الخارج، وبالتحديد في فيتنام سيبقي على عملها كما هو، ضاغطاً بذلك على بعض الدول الأوروبية!

ومن المعروف أنّ عدداً كبيراً من الأجانب المتأسلمين، وبالأخصّ من الصينيّين يأتون إلى فيتنام من دون تأشيرات دخول، وهناك يلتحقون بمكاتب مخابرات تركية تؤمّن لهم دخول تركيا للالتحاق بدورات تدريبية عسكرية داعشية الفكر الديني، لتتوزّع في المنطقة العربية وبعض أوروبا!

في تركيا أربع معسكرات تعنى بجمع وتدريب وتوزيع وتسليح وتلقين الإرهابيين الدواعش بلغاتهم وجنسياتهم المتعدّدة اهمّها في اسطنبول، وذلك بطلب وغطاء أطلسي أميركي لن يجرؤ أردوغان ان يضربها، أو يلغيها، أو يشير إليها مهما شطح ونطح، واتهم بعض دول الغرب بالانقلاب عليه في هذه المرحلة، لذلك لا عجب انْ صبّ جامّ غضبه على سورية ورئيسها الشرعي بشار حفاظاً منه على صورته كـ قائد للسنية السياسية في المنطقة، ومن أجل خطابه الطائفي التعبوي الداخلي!!

أردوغان وخلال تحرّك الانقلابيين اقترح على القطريين ان يذهب إليهم حتى تتوضح الصورة، أخذ بالنصيحة الإيرانية بعدم الرحيل والخروج من بلاده هو اليوم الأقوى في تركيا الأضعف داخلياً وخارجياً، والمسيطر على دولة سريعة العطب اذا وقعت فيها الحرب الأهلية، وهو الباحث عن دور إقليمي يفتقد للاقتصاد القوي وللأمن الداخلي، أردوغان هذا لن يعطي محور الممانعة من إيران وسورية وروسيا كلّ الأمان، وكلّ ما وعد به لكونه بالأصل لا يفي بوعوده، ولن تعوّل عليه أميركا كما السابق لخلل حكمه، وتشتّت ديكتاتوريته في المستقبل القريب، أما إسرائيل فهي الأسعد بما يحصل من فوضى اجتماعية، وانقلاب سياسي، وتفكيك للجيش في تركيا، وهذا يسهّل حركتها هناك، ويزيد من تواصلها مع المشروع السياسي الديني السني المتأسلم مما يمكنها من السيطرة على غالبية العناصر الإرهابية المنتمية إلى داعش مهما اختلفت الأسماء وآخرها جبهة فتح الشام النصرة سابقاً ، و داعش هو الجيش الفعلي لـ القاعدة !


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه