إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مـن ايـــام الحـزب يـوم عـمـاطـــور

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-08-09

إقرأ ايضاً


مهداة الى الرفيق المناضل الراحل نديم عبد الصمد(*)

بعد ان عقد الزعيم اجتماعاً في التاسع من كانون الثاني 1937، لفروع منفذية الشوف في بعقلين(1) تقدم مسؤولو مديريات الشوف الاعلى بدعوة الزعيم لزيارة المنطقة، فانقسمت الاراء بين رافض، على رأسهم نائب الزعيم (ورئيس المكتب السياسي)، الشاعر صلاح لبكي، ومتريّث يتصدره المنفذ العام كامل ابو كامل (الامين لاحقاً) الذي كان يرى انه بعد ان عقد الزعيم اجتماعاً ناجحاً في بعقلين لم يعد من ضرورة لعقد اجتماع آخر قد يعرّض الحزب لملاحقات جديدة (الجزء الثالث من مجلد "من الجعبة" ص81)، ومؤيد، يقوده جورج عبد المسيح. لا يذكر الامين جريج مسؤولية الامين جورج عبد المسيح حينذاك. انما يورد ان عميد الداخلية محمد راشد اللادقي، عميد الدفاع جورج حداد والمسؤول المالي جميل عازار، رافقوا سعاده عند توجهه الى الاجتماع بالقوميين الاجتماعيين في بعقلين.

فيما انصاع المنفذ كامل ابو كامل لاي قرار يتخذه الزعيم، تشبث الرفيق صلاح لبكي برأيه، وبقي يلاحق هذا الموضوع، حتى انه لحق بسعاده الى بعقلين محاولاً اقناعه بالعدول عن عقد الحشد في عماطور. الا ان سعاده كان مقتنعاً جداً بفائدة اقامة الاجتماع في عقر منطقة نفوذ االسيدة نظيرة جنبلاط(2) فعاد الى بيروت يرافقه نائبه صلاح لبكي فيما تعليماته تقضي بالسير في تنظيم الاجتماع الذي حدد موعده بعد ثماني واربعين ساعة.

يقول الامين كامل ابو كامل في مخطوطة مذكراته (الجزء الثالث من مجلد "من الجعبة"، ص75):

" تركنا الزعيم يعود الى بيروت وعقدنا جلسة حضرها المديرون وجورج عبد المسيح بالاضافة الى هيئة المنفذية. اخذ جورج على نفسه وضع خطة حماية المهرجان، فانتقل الى الشوف الاعلى مع المديرين، وبعد مضي يومين كانت جميع الترتيبات قد اعدت لعقد المهرجان، فارسلنا الى الزعيم نعلمه بان الترتيبات قد انتهت فعاد الرسول حاملاً رسالة من الزعيم يقول فيها انه في الصباح الباكر يكون بيننا ".

اما بالنسبة لمرور سعاده ببلدة "المختارة" ، فان الامين ابو كامل يوضح: "اوعزنا لمديريات بعقلين ان تنتظر الزعيم في سهل "بقعاته" بينما تواكب سيارته مديريات المناطق الخمسة(3) وعندما يصل الزعيم الى "بقعاته" تتقدمه سيارات "بعقلين" التي تنقل مديرياتها الثلاثة، وكنتُ قد سبقتُ هذا الموكب الى "عماطور" حيث اشرفتُ على الترتيبات التي أعدّها جورج عبد المسيح. فوصلتُ عماطور السابعة صباحاً، وبعد قليل بدأت البيارق (اعلام الزوبعة) تطل علينا من بعيد زاحفة نحو عماطور، فالسيارات كانت قليلة ومُكلفة في ذاك الوقت، لهذا زحفت المديريات القريبة كمرستي وجباع وبعذران مشياً على الاقدام، ولم تدق الساعة الثامنة الا وكانت ساحة "عماطور" تعجّ بالحضور، والاعلام الحزبية ترفرف في كل مكان "

*

وايضاً عن مخطوطة مذكرات الامين كامل ابو كامل، يورد الامين جريج في الجزء الثالث من مجلده "من الجعبة" (الصفحة 76) التالي:

" الثامنة او الثامنة والنصف والزعيم لم يصل بعد " قلت لجورج عبد المسيح: دعنا نتمشى قليلاً باتجاه "عين قني" فالموكب يأتي من هذه الطريق مشينا، ورافقنا عدد من الاعضاء والمسؤولين، بينهم سليمان عبد الصمد، عادل حصن الدين، فهد عبد الصمد. وما ان خطونا مئتي متر حتى بدأت تمرّ بنا سيارات قوميي بعقلين. وطلّت علينا سيارة الزعيم تمشي الهويناء الى ان وصلت الينا فترّجل الزعيم منها وكان يرافقه عميد الداخلية محمد راشد اللادقي(4) فأخذنا له التحية الرسمية وسرنا وراءه الى ان وصلنا الى اول عماطور فعرّجنا على بيت الشيخ ابو سليمان عبد الصمد، شيخ عقل الطائفة الدرزية اليزبكي، حيث كان للطائفة الدرزية شيخان: شيخ عقل يزبكي وشيخ عقل جنبلاطي.

والشيخ ابو سليمان كان رجلا طويل القامة تجلله لحية طويلة بيضاء، كثير الذكاء وقور، يحمل افكارا تقدمية فضلاً عن تحلّيه بالمزايا الروحية. فسرّ الزعيم للتعرف عليه وكان مرتاحاً للتحدث معه، ومن دار الشيخ ابو سليمان انتقلنا الى دار والد المحامي رفيق عبد الصمد حيث غسل الزعيم يديه واستراح قليلاً وبعدها ذهبنا الى بيت المختار فريد ابو شقرا الواقع في آخر عماطور حيث كان اُعد للزعيم وصحبه طعام الترويقة وهذه اللياقات هي عريقة في تقاليد اللبنانيين، سكان الجبل.

" وما ان جلسنا على المائدة وتذوقنا بعضاً من هذه المأكولات الشهية، حتى جاءنا من يقول ان حضرة القائمقام في دار البلدية يريد مقابلة الزعيم فتطلع الزعيم إليّ وقال هذه مسؤوليتك، فنهضت وهرولت مسرعاً باتجاه البلدية. رحبت بالقائمقام ورجوته ان يقبل دعوتي ويشاركنا الطعام. فاعتذر بلطف متذرعاً بكثرة الاشغال ودخل معي في حوار بشأن المهرجان. قلت يا حضرة القائمقام ان الذي نقوم به ليس مهرجاناً وليس هذا الا مجرد استقبال ترحيبي بالزعيم سعاده الذي جاء عماطور بناء على دعوة منا لمصالحة العائلتين المتعاديتين منذ زمن بعيد. قال: ومن هم المتصالحون؟ . قلت: جماعة من آل ابو شقرا وجماعة من آل عبد الصمد، قال: وما اسماؤهم؟، قلت: ولماذا الاسماء؟. قال: اريد اسماءهم. قلت سآتيك بالاسماء اذا كان لديك الوقت الكافي، قال: انتظر نصف ساعة حتى تأتيني بالاسماء .

" خرجت من دار البلدية تواً للاجتماع بالمديرين والمدربين حيث اظهرت مخاوفي من زيارة القائمقام هذه وطلبت منهم تنظيم الاعضاء زمراً بشكل يكون صالحاً لمجابهة اي احتمال لمهاجمة المهرجان وتفشيله، كما طلبتُ منهم ان يشددوا الحراسة على الزعيم ومرافقيه، وعدت الى القائمقام لاقول له ان العائلتين بكامل اشخاصهم يوجد بينهم خلاف، لذلك سجلّ عندك ان عائلة ابو شقرا من صغيرها الى كبيرها في خصومة مزمنة مع عائلة عبد الصمد من صغيرها الى كبيرها ايضاً وقد جاء انطون سعاده الى عماطور كي يقيم صلحاً بين العائلتين سيدوم الى الابد. واني اعدك باننا سنحافظ على الهدوء والسكينة وسأكون مسؤولاً عن كل ما يحدث ويسيء الى الامن. لم يسع القائمقام امام هذا الطلب وامام ما رأى بعينيه من جموع تحتشد في الخارج، الا ان يبتسم ابتسامة متحفظة ويقول لي: "اسمع اني سأذهب وسيأتي الضابط نسيب دحروج مع قوة من رجاله للمحافظة على الامن وهذا واجب علينا يجب ان تكونوا هادئين كما وعدتني "، وافقته، وعاد القائمقام الى دار المختارة، وعدت الى الزعيم في بيت المختار.

" بعد فترة من الراحة عدنا الى بيت الشيخ ابو رفيق عبد الصمد، الواقع قرب ساحة عماطور وهناك توافد شيوخ البلدة للسلام على الزعيم والتعرف إليه والاشادة بما حققه من اصلاحات اجتماعية. وحوالي الثالثة بعد الظهر تقدم الزعيم الى المنصة وبدأ بالكلام فأمتلأت سطوح البلدة بالنساء والاطفال، والساحة بالاهلين، وانتشرت جحافل القوميين لتسد جميع المنافذ المؤدية الى مكان الزعيم وسلاحهم العصي الغليظة بينما رابط الذين يحملون اسلحة حول مدخل البلدة لجهة المختارة، وتوارى قسم منهم في الاحراش المحيطة بعماطور يشكلون قوة متحركة كقوة طوارىء وكان الجميع يسمعون خطاب الزعيم نسبة لستراتيجية المكان ولان اكثر من مذياع كان جاهزاً في الساحة. وفجأة، ولم يكن قد مرّ خمس دقائق على بدء الزعيم بالخطابة الا ونسيب دحروج، قائد الدرك في بيت الدين، يتقدم خمسين دركياً ويطلّون علينا من جهة المختارة، فاعطيتُ الاوامر للرفقاء بان يفتحوا طريقاً للقوة القادمة واسرعتُ حتى التقيت بالقائد الذي تربطني به معرفة وشبه صداقة. رحبتُ به وقلت: خير يا حضرة القومندان. قال: جئتُ للمحافظة على الامن فارجو ان تساعدوني على ذلك. فاجبت: يجب ان تكون مرتاحاً من هذا القبيل. ودعوته الى ان يجلس حيث المشايخ فاعتذر عن قبول الدعوة مفضلاً البقاء مع عسكره فطلبت له كرسياً للاستراحة.

" كلمة الزعيم استمرت ساعتين وربع. كانت الجموع الغفيرة تصغي الى كل كلمة. ولما انهى الزعيم كلمته ارتفعت الهتافات حتى بلغت عنان السماء فنهض الضابط دحروج عن كرسيه وتقدم مني مُعرباً عن اعجابه بكلمات الزعيم ونظامية القوميين وطلب مني ان اقدمه الى الزعيم.

ودهش القوم عندما شاهدوا نسيب دحروج يتقدم من الزعيم ويصافحه بحرارة متمنياً له النجاح.

عاد الزعيم محفوفاً بوجهاء عماطور وجيرانها الى دار ابو رفيق عبد الصمد فغصّت بهم الدار وكانوا يتسابقون للتحدث اليه وسماع اقواله التي تفيض بالمحبة والوطنية والاصلاح.

*

معلومات

" ولعماطور قصة طويلة: تقطنها عائلتان كبيرتان وعريقتان هما عائلة عبد الصمد اليزبكية وعائلة ابو شقرا الجنبلاطية. والخلاف بين العائلتين واقع منذ ان تأسست عماطور حتى اكتسب شهرة في جميع انحاء البلاد فكما يذكر التاريخ داحس والغبراء يذكر اللبنانيون عداوة عبد الصمد – ابو شقرا وبقي الحال مستمراً الى ان دخلت مبادىء الحزب عماطور، وفجأة في اجتماع من الاجتماعات يوم كان الحزب سرياً يجد ابن ابو شقرا القومي نفسه مع ابن عبد الصمد يضمهم اجتماع تحت سقف واحد وتربطهم عقيدة واحدة فالقوميون اخوة.

ويعجب اهالي عماطور من هذه الظاهرة تظهر لاول مرة في بلدهم عندما يشاهدون شبابا من العائلتين يجوبون الشارع سوية وكأن الذي بينهم صلات اخوة لا صلات عداوة. فمن يا ترى قرّب ما بين هؤلاء الشباب، وبقي الناس في حيرة الى ان انكشف الحزب وانكشف معه امر اعضائه. عندها ادركوا عظمة هذه العقيدة التي فعلت ما لم يتمكن وسطاء الخير الذين جربوا ان يصلحوا العائلتين مع بعضهم البعض في محاولاتهم العديدة وكانت محاولاتهم كلها فاشلة. (من الجعبة، الجزء الرابع ص75-76).

• في ندائه الذي ارسله من المغترب في اول تموز 1939 يذكر الزعيم هذا اليوم من ايامنا التاريخية فيقول: "اذكركم بيوم "عماطور الشوف" الم تقفوا في ذلك اليوم الشهير تجاه القوة المسلحة المرسلة لتفريق شملكم وبعثرة صفوفكم موقف النظام والطاعة المثلى فلم تحركوا ساكناً والسماء والارض ومن فيها شهدوا بأني لو شئت اختيار غير هذا الموقف ومقابلة العنف بالعنف لكان انتصارنا بالقوة اكيدا كما كان انتصارنا بالصبر ".

• كم كانت الدهشة عظيمة عندما تلاقت الوفود من جميع انحاء منطقة الشوف في عماطور تتقدمها اعلامها خافقات، تسير بخطى موزونة موقعة كأنها قطع جبارة من جيش مدرب عظيم.

" حضرت القوة الحكومية المستنفرة وحضر معها قائمقام الشوف، ناظم العكاري وهناك امام دار البلدية وساحتها دارت رحى صراع نفسي رهيب.

" قوة هائلة مستعدة لكل طارىء، ترى قيادتها فيها رجحانا وانتصاراً، وقوى اخرى، عدتها الايمان والارادة ومخطط "حربي" بسيط.

" قوة حكومية بقيادة نسيب دحروج تطوّق الساحة، وقوة قومية اجتماعية خفية تطوّق هذه القوة من على السطوح ومن جوانب المداخل الى الساحة. القوتان مسلحتان ولكن شتان ما بين القوتين !!

" وصل الزعيم باكراً فابلغه القائمقام وقائد الدرك الاسباب الموجبة لالغاء المهرجان، فاحالهما الزعيم الى المنفذ العام، كامل ابو كامل، للتفاوض والمشورة.

في هذه الاثناء، بدأ الزعيم خطابه فيما بدأ المنفذ العام ابو كامل يكشف الاوراق المستورة فتبرز الى الميدان ورقة اثر ورقة: هنا سلاح على سطح وهناك سلاح على مدخل، الخ... مما جعل السلطة المحلية ترى بام عينها ان الاصطدام لن يكون لصالحها كما انه لم يعد بامكانها الغاء المهرجان والزعيم كان قد بدأ الكلام، فاخذت تساير، وان مرغمة، مطالبةً بالاختصار الى ان انتهى الزعيم من القاء خطابه بسلام "

" مما لا شك فيه ان صداقة المنفذ العام كامل ابو كامل بالقائد دحروج لعبت دوراً ايجابياً في هذا الحل كما ان موقف القائمقام ناظم العكاري ساهم في الخروج من المأزق بسلام.

("من الجعبة"، الجزء الرابع ص73).

• السلطة الحزبية المحلية الممثلة بالمنفذ العام، كامل ابو كامل، تتهيب الموقف واخيراً، رئيس المكتب السياسي في الحزب، صلاح لبكي، ينصح بالاكتفاء باجتماع بعقلين، لم يبق سواه (سعاده) راغباً بل مصمماً على تنفيذ المخطط القاضي بعقد هذا الاجتماع.

("من الجعبة"، الجزء الرابع ص71).

• يقول الامين جبران جريج في مقال نشره في جريدة "البناء" بتاريخ 13/01/1973: كان الزعيم قد اختار الشوف في هذا الظرف (ولم يكن قد مضى على خروجه من السجن الثاني الذي دام اربعة اشهر ونيّف، سوى شهرين) للتدليل على قوة الحركة السورية القومية من جهة، ولتثبيت مبدأ حرية العمل السياسي في كل الكيان اللبناني".

• ويروي الامين كامل ابو كامل في مخطوطة مذكراته "انه بعد انتهاء الاحتفال في عماطور، وصل صلاح لبكي قادماً من بيروت، وطلب الانفراد بالزعيم، فدخلا غرفة أخليت لهما، ليخرج منها صلاح لبكي بعد نصف ساعة وبيده رسالة، وفوراً ركب سيارته وعاد الى بيروت. وكانت هذه المرة الاخيرة التي ارى صلاح فيها.

سألتُ حضرة الزعيم مرة، وكنتُ في مكتبه، ماذا كان يحمل صلاح للزعيم حتى ذهب ولم نره، فابتسم الزعيم وزفر زفرة خفيفة وقال: صلاح كان يحمل لي اذلالنا، وحاولتُ ان ارفعه كي يصمد للضغط ففرّ من العراك. فصلاح انسان رقيق الشعور ولا قدرة له على تحمل الصدمات، فطريقنا وعرة ولا يتحملّها من كان بتركيبة صلاح، سيما وان عنده من يحط من عزيمته (ويقصد حماته، الاديبة سلمى الصايغ) ولم يزد على ذلك.

*

احد بناة العمل القومي الاجتماعي في عماطور

الرفيق مسعود عبد الصمد

اورد الامين اديب قدورة في الصفحة 246 من مؤلفه "حقائق ومواقف" هذه المعلومات عن الرفيق مسعود عبد الصمد، ننقلها بالنص الحرفي:

" مسعود عبد الصمد من عماطور، الشوف، كان دركياً في الدرك اللبناني – ادخله الى الحـزب في العام 1934 – 1935 كامل ابو كامل وفؤاد ابو عجرم (الأمينان) – مسعود بطل، قبضاي، فتى الفتيان، أشبهي، مقاتل، يخافه الموت ويخافه الطيّاح والعصابات واللصوص. اسمه أسطورة ، شجاعته لا تصدق .

دخل في الحزب سراً وظل أميناً للعقيدة ومناقبها ونظام الحزب، ولم يخن وظيفته ولا شرف الدرك .

عندما اعتقلتنا سلطات الانتداب في مطلع الحرب العالمية الثانية أرادت السلطات أن تعتقله أيضاً فتمترس في جبال الشوف عاصياً، فجنّدت الدولة جميع جواسيسها ومحالفاتها السياسية في الشوف، وأرسلت حملة بعد حملة لتطويق المناطق التي كان يقال انه فيها، واستكشفت الطيارات اكثر من مرة، وتحركت الدبابات عليه مرات ومرات يساندها المشاة وأعوان الانتداب في الشوف. فتارة يضيعون أثره ويعودون بدونـه، وتارة يوقفون أهل بيته وجيرانه وأصدقاءه. الشوف كله يعرف أسطورة مسعود. ولكنهم قبضوا عليه أخيراً بحيلة وخيانة كما حصل لفؤاد علامة من قبله. فأتوا به الى سجن القلعة، وكان مثال الأسير القومي الأبي المتعالي الصبور والصدوق والمعزّي والخدوم، وقد توفي بالسكري في مطلع السبعينات " .

هوامش:

(1) عقد الاجتماع في بيت ناموس المنفذية الرفيق حسن الطويل في منطقة "كفرصير" لانه "اكثر البيوت ملاءمة لمثل هذا الاجتماع. فالبيت عدا كونه كبيراً، فأمامه ساحة كبيرة تتسع لجموع المدعوين"

(الجزء الثالث من مجلد "من الجعبة" الصفحة 73).

(2) يقول سعاده في خطاب اول آذار 1938: "ثم زرت منطقة الشوف التي يجري فيها نزاع شديد بين الحركة القومية ونفوذ الاقطاعيين".

(3) لا يذكر الامين كامل اسماء "المناطق الخمسة".

(4) محمد راشد اللادقي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(*) من الرفقاء الاصفياء، المناضلين، والده الرفيق مسعود عبد الصمد. نشرت عنه كلمة وفاء وتقدير، عندما وافته المنية

بتاريخ 05/02/2016، للاطلاع عليها الدخول الى الموقع المذكور آنفاً .

ملاحظة :

يصح ان يُكتب اكثر عن زيارتيّ سعاده لكل "بعقلين" ولقائه المسؤولين والرفقاء، والعديد من اعيان البلدة، و"عماطور" حيث اقيم الاحتفال الحاشد مع كل ما رافقه، كما عن زيارات اخرى قام بها سعاده الى منطقة الشوف. عن كل هذا يصح ان يصدر كتاب او كتيّب. اكتفينا في هذا العرض ان ننشر ابرز ما حصل في يوم عماطور التاريخي .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024