شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-07-23
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 17 و23 تموز 2016

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.


اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

بروز مرشح ثالث للرئاسة أقل تاييداً لـ"إسرائيل" من ترامب وكلينتون

يحتل مرشحا الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب Donald Trump وعن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون Hillary Clinton صدارة الأخبار في المرحلة الراهنة، وهذا أمر طبيعي. غير أنه لا بد من الإشارة إلى وجود مرشح ثالث عن حزب الأحرار Libertarian Party هو حاكم ولاية مكسيكو الجديدة السابق غاري جونسون Gary Johnson : من الناحية المبدئية، ليس لهذا المرشح حظوظ قوية بالفوز في الرئاسة، غير أنه بدأ يحقق نتائج جيدة في إستطلاعات الرأي العام، حيث أن ما يزيد على 10% من الناخبين المُستطلَعين يعربون عن تأييدهم له، وهي نسبة عالية جداً لمرشح من خارج الحزبين الرئيسيين في أميركا، ما يعني أن حملته قد يكون لها تأثيراً حاسماً لتحديد مسار الإنتخابات في حال تأكدت شعبيته الحالية.

أما بشأن موقف غاري جونسون من قضية الشرق الأوسط، فإنه يدعم "حق ‘إسرائيل‘ بالوجود"، وتحالفها المزعوم مع الولايات المتحدة (نقول "المزعوم" بالنظر إلى أنه يُفترض أن أي تحالف يسري بين الأطراف المتحالفة بالتساوي، في حين أن التحالف يسري هنا لصالح "إسرائيل" وحدها، واليهود لا يترددون بممارسة الغدر وطعن أميركا بالظهر حين يجدون مصلحتهم في ذلك، كما بينته عدة قضايا قديمة وحديثة العهد، بما في ذلك تسريب الشركات "الإسرائيلية" للتكنولوجيا السرية الأميركية إلى شركات صينية في السنوات الأخيرة...)، على أنه يدعو بالمقابل إلى قطع المساعدات المالية الأميركية الطائلة الممنوحة للكيان الصهيوني، ويقول أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن لا تلحق "إسرائيل" في أية حرب تشنها هذه الأخيرة...

وبالنظر إلى واقع هيمنة اللوبي اليهودي على مقدرات السياسات الأميركية الخارجية وحتى الداخلية، يمكن إعتبار هذه المواقف الأفضل من بين المرشحين الرئيسيين للرئاسة الأميركية حتى الآن من ناحيتي الحقوق العربية، مع التقليل من إنحياز أميركا الفاضح لصالح اليهود في النزاع الفلسطيني، ولناحية المصلحة الحقيقية للولايات المتحدة نفسها.

يبقى التذكير أن حظوظ غاري جونسون بالفوز في الرئاسة هي قليلة جداً، على أنه ومن الناحية العملية، فإن من شأن تحقيقه نتيجة جيدة في الإنتخابات التأثير على المسار المستقبلي للسياسات الأميركية، بما في ذلك مسار السياسات الخارجية الأميركية.


مال وأعمال

العدالة الأميركية تصادر أموال الصندوق الإستثماري الماليزي، على أنها لم تلاحق غولدمان ساكس حتى هذه الساعة

يبدو أن فضيحة أموال الصندوق الإستثماري الماليزي 1أم دي بي 1MDB مرشحة لأن تأخذ أبعاداً جديدة تشمل أنحاء عديدة من العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة حيث رفعت وزارة العدل الأميركية مؤخراً دعوى مدنية لمصادرة موجودات بعض المتورطين في الصندوق بأميركا، ذلك أن الأميركيين يقولون بأنه تم إختلاس 3,5 بليون دولار من أموال الشعب الماليزي، وأن هذه الأموال أو جزءاً منها إستثمرت لشراء شقق وفنادق وسفن وطائرات خاصة في نيويورك ولوس انجلوس،, (الواقع أن إجمالي الأموال في هذه القضية بقيمة نحو 6 بليون دولار، لكن الأموال التي تعني الولايات المتحدة مباشرة هي بنحو 3,5 بليون دولار)

وتطالب وزارة العدل الأميركية بمصادرة 1 بليون دولار من الموجودات موضوع النزاع، وهي المبالغ التي تم تحويلها عن طريق المصارف الأميركية.

وكان صندوق 1 أم دي بي يستعمل الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs لجمع الأموال المخصصة لمشاريع غايتها الرسمية إفادة الشعب الماليزي، على أن القسم الأكبر من تلك الأموال تم تحويله إلى حسابات عدد من أبرز المسؤولين الماليزيين والمحيطين بهم...

وتقول الحكومة الأميركية بأن غولدمان ساكس حققت عائدات تزيد على 192 مليون دولار من جراء الأتعاب التي تقاضتها لإستثمار 3,5 بليون دولار من أموال الصندوق في سوق السندات المالية، وأنه كان يتم التداول في أكثر تلك الأموال عبر حسابات تعود إلى مصارف أميركية وأن تدخل المصارف الأميركية تلك يمنح الدولة الأميركية صلاحية إجراء التحقيقات في القضية.

وحتى هذه الساعة، لم تكن وزارة العدل الأميركية قد أوضحت ما إذا كانت ستحقق مع شركة غولدمان ساكس، مكتفية بالقول أنها سوف تحقق في أي إتجاه تبينه الإستقصاءات. من جهتها، إدعت غولدمان ساكس بأنها لم تكن مدركة لواقع الفساد حين كانت تجمع الأموال لحساب الصندوق الماليزي. على أن عدم ملاحقة غولدمان ساكس قد يشكل قضية سياسية كبيرة في المرحلة الراهنة، وذلك بالنظر إلى الصلة الوثيقة القائمة بين الشركة اليهودية وهيلاري كلينتون، خصوصاً وأن الجمهوريين يأخذون على وزارة العدل الأميركية تساهلها مع المرشحة الديموقراطية للرئاسة في قضية إستعمال هذه الأخيرة لحساب بريدها الإلكتروني الشخصي حين كانت تعمل وزيرة للخارجية، ويعتبرون الأمر بمثابة الخيانة العظمى أو ما هو قريب من ذلك بالنظر إلى أن هذا التصرف يمكن أن يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر.

مع التذكير بأن غولدمان ساكس تُعتبر الشركة الأكثر كرهاً من جانب الأميركيين الذين يتهمونها بأنها كانت صاحبة دور رئيسي في التسبب بأزمة 2008 المالية...


اللوبي اليهودي في تركيا

إنعكاسات المحاولة الإنقلابية على العلاقات "الإسرائيلية" التركية

ما تزال هناك نقاط غامضة عديدة بالنسبة إلى المحاولة الإنقلابية التي حصلت مؤخراً في تركيا وإنعكاساتها المستقبلية، ومن ذلك أن المسؤول التركي عن مكافحة جماعة "داعش" قد تمت تصفيته، من غير أن تتضح ما هي الجهة التي قامت بذلك، أو عدم تعرض حياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأي خطر حقيقي أثناء المحاولة، مع أن من قام بالمحاولة كان يستطيع إصابة طائرته، وفق ما ذكرته عدة مصادر,

وقد أكدت عدة معلومات بأن الحكومة التركية كانت على علم بالمحاولة قبل حدوثها، ما جعلها تستعد جيداً للتصدي لها... أما في سياق الإتهامات التي وجهتها الحكومة التركية، فإنها تكاد تنحصر بخصم أردوغان المقيم بالولايات المتحدة فتح الله غولين، مع تلميح البعض في تركيا إلى أن الإدارة الأميركية نفسها كانت على علم بالمحاولة.

ويُلاحظ أنه لم يوجه أي إتهام إلى "إسرائيل" بالوقوف وراء المحاولة، كل هذا مع العلم بأن "العسكريين العلمانيين" الذين حاولوا الإطاحة بالحكم التركي هم على صلة وثيقة للغاية بالكيان اليهودي، وذلك منذ نشأة "إسرائيل" في 1948,,, في حين أن "المصالحة" بين "إسرائيل" وحكم رجب طيب أردوغان كانت قد حصلت قبل مدة وجيزة...

ما يزال من المبكر فيه معرفة حقيقة خفايا الموقف اليهودي مما جرى ويجري في تركيا، كما يصعب التكهن بالتطورات المستقبلية على هذا الصعيد، على أنه يبدو من شبه الأكيد أن أجهزة مخابرات "إسرائيل" لم تدعم العسكريين المتمردين، والذين يُفترض أنهم من أصدقائها، مع العلم بأن جميع المصادر تؤكد على أن لهذه الأجهزة المخابراتية وجزد قوي ومتجذر في تركيا... والسؤال هو: هل أن المخابرات اليهودية ساعدت الحكومة التركية بطريقة ما على الكشف عن المحاولة الإنقلابية وعلى قمعها؟


اللوبي اليهودي في الباراغواي

مطالبة يهودية بممارسة الضغوطات على الباراغواي بمناسبة زيارة رئيس هذا البلد إلى فلسطين المحتلة

من الأنباء التي لم تسترعِ إهتمام وسائل الإعلام كثيراً أن رئيس الباراغواي قام بزيارة إلى فلسطين المحتلة مؤخراً. وبهذه المناسبة، دعت وسائل الإعلام اليهودية رئيس الحكومة "الإسرائيلية" إلى مطالبة الرئيس الباراغوايي بممارسة الضغوط المكثفة على المواطنين المتحدرين من أصل لبناني في بلده لكي يتوقف هؤلاء عن دعم المقاومة، مع العلم بأن العديد من الباراغويين اللبنانيي الأصل من أنصار "حزب الله"، وأنه سبق للحكومة الأميركية أن مارست ضغوطاً بهذا الصدد على الباراغواي إعتباراً من أواخر تسعينات القرن العشرين.

هذا، وتعيش الباراغواي في وضع إقتصادي صعب في المرحلة الراهنة، مع إنتشار الفقر في البلاد، ومن هنا يُنتظر أن يمارس اليهود ضغوطهم بإتجاهي الترغيب،ر مع منح المصارف اليهودية البلاد قروضاً وتسهيلات، والترهيب، مع قطع سبل التمويل...


اللوبي اليهودي في بريطانيا

البارونة جيني تونج تؤكد أن "إسرائيل" تتسبب بتنامي موجة الأصولية المتطرفة

أكدت الليدي البارونة جيني تونج Jenny Tonge، وهي عضو في مجلس اللوردات البريطاني عن حزب الديموقراطيين الأحرار Liberal Democrat ، بأن "إسرائيل" هي متسببة رئيسية بتعاظم الحركة الأصولية الإسلامية "الجهادية" في العالم، وذلك بسبب ممارساتها الوحشية التي تبرر لدى العديد من الناس القيام بأعمال متطرفة ضد "إسرائيل" ومن يدعم الكيان اليهودي، ومن أبرز هؤلاء الداعمين بريطانيا نفسها...

وأتى رد المجلس اليهودي البريطاني بأن طالب حزب الديموقراطيين الأحرار بفصل البارونة تونج من صفوفه بصورة نهائية...

ولا بد هنا من التذكير أن هذه الأخيرة كانت قد بشرت في 2012 بأن "إسرائيل" لن تستطيع الإستمرار إلى الأبد بصيغتها الحالية، ذلك أن الشعب الأميركي لن يستمر إلى الأبد بالخضوع إلى اللوبي اليهودي ومدّ الكيان الصهيوني بقدر طائل من المساعدات. وقد أثارت هذه التصريحات – وهي تصريحات منطقية وموضوعية جداً – فضيحة في حينها، ما كان أجبر السيدة جيني تونج على الإستقالة من منصب مشرفة على إنضباطية whip أعضاء كتلة حزب الديموقراطيين الأحرار في مجلسي العموم واللوردات الذي كانت تشغله حينها.


إعداد: نديم عبده.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه