إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حبل الصرّة.. بين حلب والموصل!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-20

إقرأ ايضاً


تزامن معبّر جداً في وحدة الروح والمصير والتحدي القومي، بين بدء الجيش العراقي تحرير الموصل من «داعش»، وتحرير الجيش السوري مدينة حلب كاملة من إرهابيي «النصرة»، بعدما كان قرر الجيش السوري وحلفاؤه الحسم الميداني أو تمرير الهدنة التي أعلن عنها اليوم الخميس..، وهي الهدنة الأخيرة التي ستعيد المدينة الاقتصادية إلى كنف الدولة، لتتحوّل معركة الجيش السوري نحو قضم الأرياف الاساسية في المحافظة.

يدرك الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه أن حلب كانت هي الحلبة.. وطالما بقيت المراوحة فيها مع الإرهابيين بقيت الازمة تتقيأ الجثث والدمار، واذا عادت الى كنف الدولة ستكون للازمة طريق أخرى، وللدولة لغة أخرى. أسابيع من النار، ولكن الكل يحبس أنفاس خلاصه اليوم.

وهذا التطور إذا تحقق سيشكل الإنجاز الأكبر للجيش السوري منذ بداية العدوان عليها العام 2011 وسيؤدي الى موازين قوى جديدة وبداية سقوط مخطط تقسيم سورية، لأن المدن السورية الكبرى جميعها ستصبح خالية من المسلحين، من دمشق الى حمص وحماه واللاذقية وطرطوس والسويداء وتدمر.

وإذا كان لمحافظة الحسكة خصوصية حالياً، حيث يتقاسم الجيش السيطرة مع ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه صالح مسلم، فإن محافظة الرقة ستبقى خارج سيطرة الدولة السورية حتى إشعار آخر وريثما تنتهي معركة الموصل.

تصميم الجيش السوري على الميدان في حلب شكل منعطفاً في تاريخ الحرب السورية وقراراً واضحاً بالحسم العسكري. وهو ما أكد فرض الدولة السورية وحلفائها وتحديداً الروس شروطهم.

من سيراقب اليوم خروج الارهابيين من شرق حلب، سيشاهد كم هي الارصفة، الوجوه، كئيبة. وسيعترف أن القرار الذي اتخذ هو ان حلب ليست حطاماً، ولن تكون حطاماً.. فبعد هذه السنوات من الاعاصير السوداء لم تتحقق نبوءة أردوغان في «العثمنة»، ولا تصوراته في خارطة السلطنة.

نفهم ان تطهير حلب الشرقية من «النصرة» وشقيقاتها وأشقائها حصل قبل 8 تشرين الثاني، يوم الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وبعد فضيحة غارة دير الزور التي أكدت وقاحة واشنطن في التعاون مع «داعش»، بهدف وضع الخطوط الحمراء أمام الجيش السوري، ولكن سقوط هذه الخطوط رغم ارتقاء عدد كبير من الشهداء، دفع أميركا تعويض خسارتها في الأرض السورية نحو تحقيق «انتصار» ما في العراق، وهو ما يفسّر استعجالها لفتح معركة الموصل!

الآن الجيش العراقي يسعى لتفكيك البنية العسكرية لتنظيم «داعش» في الموصل، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالتنسيق العملاني مع دمشق. لا بد للجيش السوري أن يعود الى الحدود مع العراق للتكامل في تقطيع أوصال جحافل «الخليفة» الذي يتردد ان «رجال أردوغان» سيقومون بتهريبه الى خارج الموصل..

صحيح أن الدواعش يتحرّكون باتجاه مناطق دير الزور والرقة، كما يتوسّعون في بعض المناطق العراقية، ولكن دون ان يأخذ ذلك منحى استراتيجياً.. بل هو أقرب ما يكون الى البروباغندا للحيلولة دون حصول تدهور دراماتيكي في المعنويات.

الكل يقرّ بأن معركة الموصل، كما معركة الرقة في المستقبل، ستكون معقدة جداً، لأن سقوط إحدى المدينتين يعني بداية النهاية للمشروع الإرهابي كله، على مستوى الديناميكية العسكرية، والى حد كبير على مستوى الديناميكية الايديولوجية وإن كان هناك من يرى أن زوال «داعش» في الظروف الهشة، والضائعة، التي تعيشها المنطقة، قد يدفع التحالف الجهنمي من أميركا وتركيا والسعودية، إلى إنشاء قوى أكثر جنوناً وأكثر همجيةً..

الجنرالات الروس قالوا «نحن في حلب».. حسناً، فلماذا لا يقول الجنرالات الأميركيون « نحن هنا في الموصل»!؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024