إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«غازات» حلب.. و«كيماوي» كلينتون!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-31

إقرأ ايضاً


يذكّر الهجوم الكيماوي الذي تعرّضت له الأكاديمية العسكرية ومناطق مدنية مجاورة لها في حلب بما كان قد أعدّه «مركز فيريل» للدراسات، ومقرّه في مدينة «برلين» الألمانية، عن حقيقة الجهة التي استخدمت غاز السارين في الغوطة الشرقية في صيف العام 2013 .

حيث استعرضت الدراسة التقارير والأبحاث التي أكدت أن المجموعات الإرهابية المسلحة هي المسؤولة عن استخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية، وأن ذلك جرى بتخطيط من «المخابرات المركزية الأميركية CIA»، وبإشراف مباشر من وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك «هيلاري كلينتون».

وأشارت الدراسة إلى بحث أجراه الصحافي الأميركي الشهير «سيمور هيرش» ونشر في أيلول الماضي، وكان من أهم نتائجه، اتّهام «كلينتون» بأنها وراء استخدام «غاز السارين» في الغوطة الشرقية، حيث أشار «هيرش» إلى حصول عملية سرية منذ صيف 2012 حتى ربيع 2013 تمّ فيها تهريب غاز السارين، من مخازن ليبية عن طريق «المخابرات المركزية الأميركية»، ثم سُلّم للإرهابيين الذين قاموا بالهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية، واتُهم الجيش السوري بالمسؤولية عن ذلك، كذريعة للتدخّل العسكري الأميركي.

ولفت «هيرش» إلى أن وزيرة الخارجية آنذاك «هيلاري كلينتون» هي المسؤول المباشر عن قتل مئات الأطفال بالغاز السام في الغوطة الشرقية وأضاف شارحاً العملية: بدعم من السعودية وتركيا، أعطت المخابرات الأميركية غاز السارين للمخابرات التركية، وهي التي أوصلته لعناصر من «جبهة النصرة»، التي يعتبرونها «معارضة معتدلة» لتقصف به المدنيين بتاريخ 21/8/2013.

فهل حان الوقت لكي نصرخ في وجه العالم، قولوا لآل سعود وأردوغان كفى جنونكم في سورية، وآخر هذا الجنون قصف الإرهابيين مناطق عسكرية ومدنية في حلب بالغازات السامة!

من الصحيح القول إن استخدام العصابات الإرهابية للغازات السامة دليل ضعف وهزيمة، إلا أنه من ناحية ثانية جاء هذا الاستخدام، كما لو أنه القنبلة من البديهيات الاستراتيجية، كما لو أن ذلك بمثابة تحقيق نبوءة الباحث الأميركي آلفن توفلر الذي اعتبر انه إذا كانت القيم السياسية في الغرب تحول دون اللجوء إلى الخيار النووي، وهذا ما عكسته فلسفة الحرب الباردة، فإن القيم السياسية والإيديولوجية في الشرق هي في حالة تخلخل بنيوي، أي أن العقل هناك بحمولته اللاهوتية يبدو قريباً جداً من العقل الوثني الذي طالما تعاطى مع العالم أنه مهرجان للعدم…!

لكن العشوائية التي تحكم آل سعود وأردوغان في سورية تجاوزت كل الحدود. والسؤال نوجّهه لمن أدعى أنه «ثائر».. أين هي «ثورتك» حين تدار من أنظمة لا تزال تقبع في العصر الحجري؟ وأين هي «الثورة» التي لم تحدّد حتى الآن مفاهيمها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية خشية أن تخدش هذه الجهة الداعمة أو تلك، إن لم يكن خشية اندلاع الحرب الأهلية داخل القاعات والفنادق الباذخة.

مراقبة سطح الأحداث كفيلة بالاقتناع أن نزالاً أميركياً روسياً – يحدث حقاً! وبواطن الأمور تُخبرنا أن النزال قائم، ولكن قواعد اللعبة تغيرت، فلم يعد انتصار البطل يعني كسر أنف خصمه أو توريم عينيه! فكل قوانين اللعبة تغيّرت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهذه القوانين تُحدّث كما يُحدّث جهاز الآيفون!

..لهذا فإن ماء «النصرة « كماء «داعش» يصبّ في الطاحونة التركية التي تتقاطع «وهابياً» مع التمدّد العسكري للإرهاب في استراتيجية التمدّد على خطوط الجغرافية الإقليمية وقبض الأثمان.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024