إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حلب و«الباب»..والأسلاك الشائكة!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-18

إقرأ ايضاً


تتعدّد مسمّيات الغزوات أو ملاحم العصابات الإرهابية تجاه مدينة حلب الصامدة.. وهي مسمّيات يتم ربطها بالدين المحمدي بهدف غسل أدمغة بعض الشباب بشعارات رنانة على معظم الجبهات التي كانت مقابر لهم في كل مرة وآخرها جنوب وغرب وشرق مدينة حلب.

لا شك في أن المتابع تطورات الأحداث إقليمياً ودولياً وفي المنطقة، قد تختلط عليه الأمور لتعقد المواقف وتناقض التحالفات والتصريحات لجهة الموقف التركي وموقف وأهداف دكتاتور انقرة من الصراع الدائر في المنطقة وعلاقته بحلف الناتو، في مقابل حلف المقاومة الممتدّ من موسكو الى طهران مروراً بالعراق الى سورية فلبنان.

الثابت أن الرهان الأميركي ومخططه في سورية والمنطقة قد فشل بكل مراحله، وهذا مرده إلى صلابة ومتانة ثلاثية «الجيش والشعب والقائد»، كما وثلاثية «المقاومة وروسيا وإيران».

فشل «الغزوات» التي تقاتل بالإنابة عن القوات الأميركية في تحقيق أهدافها كان دافع واشنطن للضغط على أردوغان للتدخّل عسكرياً بقواته في شمال سورية من جهة. والمراهنة أو اللعب على الورقة الكردية ومداعبة أحلامهم لتحقيق كيان مستقل في الشمال السوري من جهة أخرى.

والهدف الأميركي هنا هو ذو بعدين:

الأول: استنزاف للجيش السوري والدولة السورية مما يمهّد للعصابات الإرهابية تحقيق التمدّد في فضاء الجغرافية السورية.

الثاني: البعد الأول كان أحد دوافع أردوغان للتدخل في الشمال السوري بحجة منع امتداد «أحلام بعض القيادات الكردية».

الآن، يبدو أردوغان وهو يفقد أوراقه الواحدة تلو الأخرى، رغم انتصاراته الوهمية.. الأميركيون يدفعون «القيادات الكردية» إلى إقامة الحزام الكردي على امتداد الأسلاك الشائكة على الحدود التركية، وهو يدفع إلى جميع أصحاب الرؤوس الحامية التركية للوقوف إلى جانبه في منع وصول أكراد «وحدات الحماية» إلى الالتصاق بالأسلاك الشائكة..

الثابت أن «القيادات الكردية» لم تدرك بعد أن هناك حدوداً لحماية أميركا لهم من تدخّل تركي ورعايتهم عندما يتحقق هدفها من دخول القوات التركية الى سورية التي تقاتل كما «داعش» بالإنابة عن أميركا في هذه اللعبة القذرة المرسومة باقتدار في الشمال السوري.. وها هي القوات التركية تتقدّم نحو مدينة الباب، بعدما انسحبت عناصر داعش من دون قتال في القرى التي وصلت إليها تلك القوات.. مثلما انكفأت «وحدات الحماية» الكردية إلى شرق الفرات، وهي التي كانت ترفض ذلك في البداية؟

وفي الحديث عن مدينة الباب السورية، لا بدّ من الوقوف عند العديد من الحقائق، لما لها من دور قد تلعبه فيما ستؤول إليه الأمور هناك. فالمعركة يبدو أنها معقدة، خصوصاً في ظل مخاطر الدور الأميركي التركي في ربع الساعة الأخير من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في حين يظهر موقف الجيش السوري واضحاً، تجاه المدينة، واعتباره أنها تقع تحت حساباته العسكرية، خصوصاً بعدما باتت «جبهات» مدينة حلب ومحيطها تكاد تنتهي باندحار العصابات الإرهابية. وأمام هذه الحقائق، كيف يخضع الدور التركي لتطورات الميدان؟ وما هي خفايا الصراع التركي مع التوجهات «الكردية» لأميركا التي برزت أخيراً؟

يجب أن لا نتصور أن العملية تتم بين ليلة وضحاها.. ففي رأي العديد من الباحثين أن المسألة تتعلّق بغسل أو بتفكيك بنيوي إن للتشريع، كما نفهمه، أو للأيديولوجيا، كما نفهمها.. قد يحتاج ذلك إلى فترة زمنية، قبل أن يذهب البعض إلى اليأس!

تريدون القضاء على «داعش» يا محور أميركا اخلعوا جلدكم.. لا يكفي أن تخلعوا عباءاتكم!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024