إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أوباما.. وكاركوزاته الخشبية!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-22

إقرأ ايضاً


لم يعُد مفيداً النظر إلى الأزمة السورية من ثقب الباب، أو من ثقب في الجدار، أو حتى من ثقب في الظهر، كما كانت تتمناه الولايات المتحدة الأميركية.. فهل غسل أوباما يديه من كل دمائنا.. وألقى بالمسؤولية على آل سعود وأردوغان في كل ما حلّ بنا من قتل وتدمير ممنهج؟

ارتفاع الصراخ الخليجي والتركي والأميركي عبر غلمانهم ، يدلّ على أن الجيش السوري وبعد أن حسم أمره في شرق حلب لتحرير أهلها من الإرهابيين، ها هو يستعدّ للاتجاه نحو إدلب وريفها، حيث مستودع الجماعات الإرهابية المتمركزة هناك. فهل جاء اعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا المنحى من خلال قوله إن لا سند قانوني للتدخل عسكرياً في سورية.. بل بيّن أن واشنطن لو تدخّلت عسكرياً في سورية، لارتكبت خطأً استراتيجياً كبيراً وهو الذي كان على وشك التدخل العسكري في خريف العام 2013، عندما تعهّد أمام حلفائه باتخاذ خطوات عسكرية ضد الحكومة السورية.. ولكنه خذلهم.

حين انتُخب أوباما، كتبت توني موريسون، السمراء الحائزة جائزة نوبل في الأدب «كما لو أن معذّبي الأرض يثأرون من أميركا»! لكن ريتشارد بيرل من المحافظين الجدد علّق، بطريقة أكثر دلالة: «قد نكون أعطينا إجازة قسرية للتاريخ لا للكارثة».. فهل كنا منذ ذلك الوقت مصابون باغماءة التاريخ ولم نكتشف أن أوباما كان كارثياً إلى هذا الحدّ؟

للتاريخ نقول إن المدعو رياض حجاب الذي يثير التقزّز وهو يتكلم.. يبتسم، يعِد ويتوعّد ويهدّد، كما لو أنه مونتغمري غداة معركة العلمين وليس واحداً من الأخشاب البالية التي تحنّطت في مستودعات الخيانة. كان هذا الرجل منفعلاً أمس في باريس جداً جداً، لأن أوباما خيّب أمله!

يروي «معارض» سوري ساخراً، وهو الذي لم «يقبض» رياض حجاب في يوم من الأيام، أنه عندما أتى هذا الأخير على ذكر الصواريخ المضادة للسوخوي، سأله أحدهم «ألم يعدْك المسؤولون في الرياض والدوحة بصواريخ مضادة للغواصات النووية الروسية؟».

رياض حجاب كما جميع كراكوزات المعارضة «يبارك» العدوان التركي على الأرض السورية، وهو على غرار عمر البشير، لا يزال يأمل بأن يستمر برقصه البهلواني بعصا الماريشالية، وبتحويل معارك ريفَيْ حلب وإدلب، وهي آتية لا محالة، إلى مقتلة للجيش السوري وحلفائه أيضاً!

لكل أزمة مهما بلغ مداها التراجيدي وجهها الكوميدي. رعاة «المعارضة» الآن في مأزق.. كيف لـ «ثورة» مضى على اندلاعها أكثر من خمس سنوات ألا تنتج «قائداً ثورياً» واحداً بشخصية أنطون سعاده أو لينين أو جمال عبد الناصر أو جورج حبش. كل ما قدّمته رجلاً من بلاد القوقاز يُدعى أبو عمر الشيشاني، أو مشعوذاً يُدعى أبو محمد الجولاني، أو تافهاً مقبوراً اسمه زهران علوش.. أو «خليفة» دعيّاً اسمه أبو بكر البغدادي!

أوباما قال إنه تأثّر بتوماس جيفرسون، وفرنكلين روزفلت، ودوايت ايزنهاور، وجون كنيدي.. لم يتأثر بهاري ترومان الذي ألقى القنبلة النووية على هيروشيما!

لا نتصوّر أنه قرأ ما كتبه الياباني الفذّ ياسوناري كاواباتا «لسوف أنحني أمام الشيطان لأنه صرخ معنا، ولعله مات معنا…».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024