إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ندوة في تورنتو بذكرى التأسيس حول الحملة العالمية لمقاطعة "إسرائيل"

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-11-24

بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب نظم النادي السوري الكندي الثقافي في تورنتو ندوة فكرية بعنوان "الحملة العالمية لمقاطعة "إسرائيل""، تحدث فيها الباحث سمير جبور، عضو المجلس القومي الأمين فارس بدر، والكاتب جهاد العواوي، وتخللها توقيع كتاب جبور "الحملة العالمية لمقاطعة الاحتلال BDS من منظور يهودي صهيوني".

حضر الندوة فاعليات وممثلون عن التيارات والأحزاب والجمعيات والنوادي والمؤسسات الإعلامية العربية في تورنتو وحشد من القوميين وأبناء الجالية.

استهل الأمين فارس بدر محاضرته بالتحدث عن تراث سعاده الفكري وكيف شكل احد أهم الأعمدة الأساسية لحركة التحرر الوطني في بداية القرن الماضي، من خلال تشخيصه للتجزئة القومية والاجتماعية والتخلف الاقتصادي والثقافي، فوضع إصبعه على خطورة الجراح الداخلية التي تسببت بها قوى الإقطاع والرأسمال، والمراجع الدينية المتزمتة والمنغلقة، بالإضافة إلى أمراض القعود والإحباط والأنانية الفردية، ونزعات الجمود والانغلاق والانعزال عن المصير القومي، وتفشي نزعة "القابلية للاستعمار" التي تشكلت امتدادا لقرون من الظلام والتبعية والقحط الفكري والإبداعي، وسيطرة التقليد والنقل والنسخ والامتناع عن المغامرة.

أضاف: لم يكتف سعاده بالقراءة والتشريح والنقد بل دعا إلى إسقاط الحواجز الطائفية والاجتماعية عبر فصل الدين عن الدولة كحالة متقدمة للوحدة الاجتماعية والانتماء القومي، وإلى إقامة نظام اقتصادي على أساس إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الانتاج، وإنصاف المنتجين غلالا وصناعة وفكرا.

واعتبر أن فلسطين شكلت في فكر سعاده موقع القلب حتى نكاد نقول أن وعيه المبكر لمخاطر المشروع الصهيوني دفعه إلى التسريع في تأسيس الحزب... واصفا وعد بلڤور الذي يمضي على إعلانه 99 عاماً هذا الشهر بأن "من لا يملك أعطى وعداً لمن لا يستحق". ومن يطّلع على كتابه مراحل المسألة الفلسطينية عام 1925 يستبعد أي مغالاة في هذا القول.

وأكد أن الحزب السوري القومي الاجتماعي وعى مبكرا أهمية إشراك الناس في الدفاع عن قضيتهم القومية كذلك وعى الحزب أهمية إشراك المغتربات لتوسيع دائرة المواجهة مع المشروع الصهيوني وهو عن حق يعتبر الحزب الوحيد الذي أنشأ مبكرا فروعاً له في أميركا اللاتينية والقارة الأوروبية لاستنهاض المغترب وزج طاقاته الفكرية والعلمية والسياسية في المعركة القومية.

بعد ذلك وضع مجموعة من الاستهدافات في عملية المقاطعة والمواجهة، منها حملة اتصالات مع القوى والمؤسسات في الجالية لتحقيق مشاركة أوسع توفّر للحملة الزخم المطلوب. والحشد الضروري اللازم، وتوسيع دائرة النقاش في إطار الجالية أولاً ومن ثمّ أصدقاءها ودوائرها وشبكة علاقاتها. والقيام بالاتصالات واللقاءات المباشرة الفردية والجماعية لإشاعة المناخ المطلوب ورفع منسوب المشاركة، من خلال استخدام المنابر الإعلامية في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي واقامة الندوات، ونشر مقالات ومساهمات فكرية حول هذا الموضوع. وصياغة مواد موثقة حول حملة المقاطعة باللغة الإنكليزية لاستخدامها في التواصل مع المرجعيات والدوائر السياسية والإعلامية والأكاديمية والنقابية، بحيث تشكّل إطاراً لحملة التثقيف والتعبئة والتواصل مع كافة المعنيين.

في ختام مداخلته، دعا الأمين بدر فعاليات الجالية إلى الانخراط في الحملة والتحالف مع قوى المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان الكندية وفي مقدمتها جمعية Canadian Civil Liberties Association CCLA)) British Columbia Civil liberties Association BCCLA))

من جهته استهل الباحث سمير جبور كلمته بتوجيه الشكر إلى إدارة النادي، وهنأ بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي"الذي واجه أهم أربعة أحداث مفصلية مصيرية وقعت في القرن العشرين" من سايكس-بيكو إلى وعد بلفور والى نكبتي فلسطين في 1948 و1967 وقدم زعيمه أنطون سعاده نفسه شهيدا على مذبح نضاله في مقاومة هذه المشاريع التقسيمية.

بعد ذلك أوضح جبور أن حركة المقاطعة (المعروفة عالميا باللغة الانجليزية Boycott Divestment and Sanction, BDS) ليست حزبا سياسيا ولا حركة إيديولوجية، وهي تعتمد على المبادئ العالمية لحقوق الإنسان التي تشكل أرضية ملائمة للنضال المثابر والذكي والمعولم لعزل "إسرائيل" دوليا، وان أهداف الحركة تُختصر بكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي اللا إنسانية واللا أخلاقية، وفضح عنصريته ووقف كافة أشكال التطبيع معه، والدعوة إلى مقاطعة الشركات والهيئات الداعمة للاحتلال والى عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وفق قرار الأمم المتحدة 194.

ورأى جبور أن استحواذ الحملة العالمية لمقاطعة الاحتلال "الإسرائيلي" على اهتمام عالمي واسع النطاق اقتضى إلقاء بعض الأضواء في الكتاب على طبيعة هذه المقاطعة وتأثيراتها على مختلف الأوضاع في كيان الاحتلال. ويتضمن الكتاب قسما للإجراءات المضادة للمقاطعة التي تتخذها السلطات "الإسرائيلية" سواء في الداخل أو في الخارج، وكذاك انجازات المقاطعة باعتراف المصادر "الإسرائيلية" وتأثيراتها على مختلف الأصعدة: الأكاديمي والثقافي والاقتصادي، وعلاقات "إسرائيل" الدولية. ومواقف كبرى الكنائس المسيحية في أميركا الشمالية التي تساند المقاطعة.

بعد ذلك أكد جبور أن حملة المقاطعة ترسم حالة من القلق أمام "الإسرائيليين" على مستقبل علاقات "إسرائيل" الخارجية، وعلى عدم القدرة على التنبؤ بـ" كرة الثلج هذه" التي تظهر "إسرائيل" بأنها تحتل فلسطين وتقيم مستعمرات غير شرعية، وتنتهك حقوق شعب بأكمله، وأهم ما يثير قلق "الإسرائيليين" هو المقاطعة الأكاديمية والثقافية التي اجتاحت عددا كبيرا من الجامعات والمعاهد التعليمية الأميركية والأوروبية، وكان أبرزها اتحاد دراسات الشرق الأوسط لأميركا الشمالية "ميسا" الذي ينضوي تحت لوائه 2700 عضو من منظمات وهيئات بحثية، فعلى حد قول أحدهم "إن أكثر ما يثير القلق من المقاطعة في الجامعات الغربية أن ناشطي (بي دي إس)، يدركون جيدا أن الجامعات الأميركية الرائدة هي مستنبتات للقيادات الأميركية المستقبلية. والقصد من ذلك هو أنهم سيدخلون البيت الأبيض بوجهات نظر معادية "لإسرائيل".

وختم جبور مداخلته بالقول يدرك قارئ الكتاب "بأن الحركة الصهيونية أخفقت حتى الآن في إضفاء شرعية على احتلالها، وهي لا تستطيع أن تخدع الرأي العام كل الوقت بمزاعم أسطورية لا تمت إلى الواقع بصلة. كما أنها لا تستطيع الهروب من العقاب الشعبي ومحاسبة الرأي العام.

وتحدث المحاضر جهاد العواوي عن التحديات والصعوبات التي تواجهها الحملة في أميركا الشمالية بسبب استنفار المنظمات الصهيونية وتوظيف قدراتها البشرية والمادية لاجتثاث الحملة عبر تجريمها وترهيب قيادييها. وللوصول إلى هذه الغرض تضغط هذه المنظمات على الإدارات المحلية في المدن وعلى حكومات المقاطعات والحكومة الفيدرالية لتمرير قوانين تمنع هذه الحكومات من التعامل أو التعاقد مع أي شركة أو أشخاص يدعمون (بي-دي-اس).

وقال: بالرغم من نجاح هذه المنظمات في بعض المحافظات الأميركية المهمة كنيويورك فإنهم يلاقون صعوبة في تعميم تجريم المقاطعة على كل المحافظات، وخصوصا في كندا بسبب مواجهة معظم منظمات حقوق الإنسان لهذا الطرح. وأهم مثال على ذلك هو إسقاط مشروع 202 في مجلس نواب مقاطعة أونتاريو الذي رفضته جمعية British Columbia Civil Liberty Union وغيرها بشدة وأسقطوه.

وأوضح العواوي بان الدعم المفصلي للحملة أتى من ثلاث كنائس كبيرة في الولايات المتحدة وكندا (َQuakers, Mormon, United Church) وأن أكثر من 90% من الناشطين فيها هم من غير العرب.

وحث الجاليات في تورنتو وكندا على المساهمة في الحملة إعلاميا وسياسيا لتوسيع المقاطعة، ومواجهة المحاولات الجديدة لإعادة صياغة وطرح قانون 202 في برلمان مقاطعة أونتاريو من جديد بهدف تضييق الخناق حركة المقاطعة وترهيب المتعاطفين معها.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024