إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فرمان «عثمنلي».. لصالح السوري!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-25

إقرأ ايضاً


لا يا سيد أردوغان صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، ليس مواطناً تركياً لكي تصدر فرماناً «عثمنلياً» باعتقاله بل هو مواطن سوري بامتياز ولن يستطيع أحدٌ تجريده من هويته السورية هذه، ليس أنت وليس غيرك بطبيعة الحال.. قد نختلف مع مسلم في السياسة والنظرة إلى مستقبل سورية، لكن هذا لا يعني السكوت على حماقة أردوغان الذي سيكتشف، في نهاية المطاف، انه يقف حافي القدمين أمام أبواب جهنم «الكردية».

لا ليست المسألة مسألة صالح مسلم في أي حال إلا إذا أصررنا على التعامل القبلي مع «لعبة» الأزمنة.. قضية مسلم هي قضية سورية، ولكن تداول اسمه باعتباره مطلوبَ القبض عليه، تظهر أن الثعالب قد تمتلك أحياناً خيال الدجاجة كأردوغان.. الذي رأى مسلم أنه يعاني «كرد فوبيا».

العثمانيون الذين يفقأون عيون أشقائهم كي لا ينازعوهم على العرش، والذين ينحرون أبناءهم من أجل ساقَي قهرمانة، والذين يبيدون الأقليات، والثقافات، لأن العقل العثماني ضد العقل.. أي فيلسوف، أي مفكر، أي عالم انتجت تلك القرون من الضجيج العثماني غير شخصية على شاكلة أردوغان؟

هل لأحدهم أن يخبركم عن «الجندرمة العثمانية» وعن «السفربرلك» وعن كيفية التعاطي مع الأقليات على انها «حثالة» بشرية!؟ هذا كان من الماضي أم الآن فإن أردوغان يدرك أن دعابته السوداء بإصدار الأوامر باعتقال مسلم هي دعابة سمجة كغلاظة شكله.. وهو إذ يقف الآن ضائعاً على مفترق الطرق، بين آسيا وأوروبا، بين الشرق والغرب، بين التاريخ والإيديولوجيا، بين حسن البنا وكمال اتاتورك، بين السلطان الذي يفقأ عيون اشقائه والسلطان الذي يضرب جنرالاته بالعصا!

أليس غريباً، أنه ألقى القبض على الجنرالات، وعلى القضاة، وعلى اساتذة الجامعات، وعلى الأكاديميين، وعلى الصحافيين، ولم يقبض على رجل دين واحد.. لا، لا، هؤلاء هم الأولياء الصالحون الذين كانوا أول من نزلوا الى الشوارع لصدّ الدبابات، من أجل رجل أحل ثقافة العمامة محل ثقافة الخوذة!

ندرك أن السياسة لدى أردوغان لا تعرف الأخلاق، بمعنى أنه ليس ثمة من مستحيل في سياسة أردوغان «الأخلاقية»، والمستحيلات العقلية كما هو معلوم محصورة معدودة، كاجتماع النقيضين أو ارتفاعها فلا يمكن أنْ يكون الشيء موجوداً ومعدوماً في آنٍ واحدٍ، كما لا يمكن إلّا أن يكون موجوداً أو معدوماً فهو إمّا موجود وإمّا معدوم.

لا نعتقد أننا نغالي حين نقول إن بداية سقوط الرجل بدأ حينما نصّب نفسه إماماً لـ «الاخوان المسلمين» ثم إماما لـ «داعش»، وقاد الحملة الخاصة بتظهير «جبهة النصرة» على أنها «جيش فتح».. لا نعتقد ان للرجل مفهوماً آخر للفتح سوى… الفتح العثماني. ألم يقل جنكيز تشاندار أن هذا الرجل «يرقص الفالس مع الحائط»!

واجتماع الضدين هو الآخر من المستحيلات العقلية فلا يمكن ان يكون الشيء الواحد صغيراً وكبيراً في آنٍ واحد، فهو إما صغير أو كبير.. وهكذا، عالم أردوغان يتميّز بكثرة المتغيرات وقلة الثوابت والأخلاق، ومن هنا سنكون شهوداً على انقلاب الصورة، واهتزاز تركيا، إن لم يكن قريباً فبالمدى المتوسط! الباحث الاستراتيجي الأميركي، انطوني كرودسمان يتوقع حصول مفاجآت دراماتيكية في المنطقة، بدءاً من تركيا تحديداً.

الراقص أردوغان لا بدّ أن يسقط أخيراً. سيكون مجرد جثة في.. كرنفال الجثث!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024