إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حرب الحقيقة.. نهاية التضليل!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-12-06

إقرأ ايضاً


يدفع المشهد الميداني المتقدّم في حلب، إلى كشف حالة التناقض التي يعيشها الغرب وحلفاؤه الإقليميون وهي مثل الحالة الجوية التي نعيشها تماماً.. فهذا الغرب المتوحّش يعيش في اليوم الواحد تقلّبات الفصول كلها، بسبب الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه، ولعل هذه الانتصارات أبقت الدبلوماسية الغربية ومعها الإقليمية مشدودة إلى إرثها المأزوم والمعبّأ بالحقد والعقد، ولكن بغلاف إنساني، حتى بتنا نشاهد «الإنسانية» تقطر من خلال دعواتهم لاجتماع في باريس وآخر لمجلس الأمن، وكل دعوة تتحدّث عن الوضع الإنساني في شرق حلب وضرورة وقف هجوم الجيش السوري لإدخال المساعدات الإنسانية، بل وكلتا الدعوتين في العمق، أصحابها فرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا وقطر غير مقتنعين بها بل هي مجرد دعوات مهزوزة حدّ اللعنة، وإلا ما معنى هذه الدعوات إن لم تكن دعاية مبكرة لحماية شيوخ الإرهاب والفتنة قبل أيام معدودة من تحرير شرق حلب!؟ وهل تمّ الأمر إن لم يكن لتحقيق مأرب وغايات غير مشروعة؟ ولماذا اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن بشأن حلب، هو استفزاز يهدف إلى تقويض الجهود الروسية الأميركية الرامية لتسوية الوضع هناك، ويُنهي قضية حلب وينصّ على خروج جميع المسلحين من المدينة. ولماذا عبرت الخارجية الروسية عن استغرابها من دعوات فرنسا وبريطانيا إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب السورية، بذريعة تدهور الوضع الإنساني هناك؟

فكلما حقق الجيش السوري وحلفاؤه انتصارات أمعن رعاة الإرهاب في حماية إرهابييهم.. وكلما تحقق الدولة السورية مصالحات هنا وهناك، تعيد مدناً وقرى ومواقع شكّل سكانها دروعاً بشرية لحماية الإرهابيين الذين وفدوا كالجراد المسموم من أصقاع العالم إلى سورية والعراق، يعلن الثلاثي الإقليمي الداعم للإرهاب عن جنونهم أكثر وأكثر!

كثيراً ما تباهى الرسميون الأوروبيون بوعي شعوبهم ولم يتوقفوا عن رفع شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير، غير أنه يتبيّن الآن أنها كانت مجرد شعارات وأن الحقيقة لها وجه آخر. فرغم العقود الطويلة من غسيل الأدمغة المستمرّ إلا أن ذلك لا يبدو أنه نجح في تغييب وعي الكثير من شعوب الغرب. أو لمن خبر العمق المعرفي الذي قامت عليه الثقافة الغربية.

لا لم تنجح تماماً عمليات التحكّم الغربي عن بُعد عبر «التضليل الإعلامي» الكاذب من فرض وصاية مباشرة على عقول الشعوب الغربية المتململة من دعم حكوماتها لأنظمة مستبدّة دينياً وراعية للإرهاب. ولعل اتهام موسكو بالاسم لكل من أميركا وبريطانيا وفرنسا بالمسؤولية عن رعاية الإرهابيين الذين قصفوا مشفى ميدانياً ما أدّى إلى استشهاد طبيبتين روسيتين وإصابة أخرى مع مدنيين من سكان حلب.. هذا الاتهام إن دلّ على شيء، فهو أن المسألة أصبحت مرتبطة بالاستعداد لصدام محتمل مع روسيا القوية والمسلحة جيّداً، فهل يغامر الغرب؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024