شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-01-04
 

سورية: وقف إطلاق النار هل يشق الحلّ السياسي طريقه؟

حميدي العبدالله - البناء

مبدئياً، قرار وقف إطلااق النار سيعقبه بعد مرور فترة أقصاها شهر واحد، قرار جديد ببدء حوار سوري – سوري في أستانة، وسيمهّد هذا الحوار لانطلاق جولة جديدة من جولات جنيف. أولاً هل يصمد قرار وقف إطلاق النار؟ وثانياً، هل ينطلق الحلّ السياسي بجدية هذه المرة، أم أنّ مسار الحلّ السياسي سيلاقي المصير ذاته الذي لاقاه في السنوات الست الماضية من عمر الحرب على سورية؟

لا شك أنّ قرار وقف إطلاق النار الجديد يختلف عن غيره من قرارات سابقة في ضوء العوامل الجديدة التي لم تكن متوفرة في السابق، وأبرز هذه العوامل، توقيع 7 من الجماعات المسلحة على اتفاق وقف العمليات، وتحرير مدينة حلب وما تركه ذلك من توازن قوى، لا سيما أنّ تحرير مدينة حلب أدى إلى إبادة الجزء الأكبر والأكثر تطرفاً من المجموعات المسلحة وأثر على قدرتها اللاحقة لخوض معارك كبرى، يضاف إلى ذلك أنّ تركيا اليوم، وهي القوة الأساسية المحركة ميدانياً للحرب على سورية نظراً لأنّ الدعم الذي يقدم للجماعات المسلحة بشرياً وعسكرياً ومالياً يأتي عبر أنقرة، تركيا اليوم في وضع مختلف نتيجة لامتداد الحريق الإرهابي إلى أراضيها، وبسبب المخاطر التي ترتبت على تراجع وانحسار سيطرة الجيش السوري على الحدود المشتركة مع تركيا، وسيطرة الأكراد المعادين لتركيا على المقطع الأطول من هذه الحدود، إضافةً إلى تأثير المصالح المشتركة بين روسيا وإيران من جهة وتركيا من جهة أخرى على صانعي القرار في أنقرة، هذه العوامل مجتمعة بالتزامن مع فعل العوامل الميدانية المستجدة، تجعل الرهان على صمود اتفاق وقف العمليات بالمضمون الذي تمّ التوصل إليه بين موسكو وأنقرة رهان كبير وجدي هذه المرة وتسنده أسس واقعية.

أما بالنسبة لإمكانية انطلاق الحلّ السياسي فإنّ ثمة عوامل سياسية تعمل في مصلحة هذا الخيار أكثر من أيّ مرحلة سابقة. فمن جهة ثمة تحوّل في الموقف الغربي، ولا سيما في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، وما يتوقع أن تسفر عنه الانتخابات الفرنسية، ومن شأن هذه النتائج أن تؤثر على مواقف دولتين كان لهما الردّ الأكبر في تعطيل الحلول السياسية الواقعية للأزمة في سورية. إنّ تأثير التحوّلات الدولية المتزامنة مع التحوّلات الميدانية، واحتمال تراجع تركيا عن رهاناتها السابقة، كلّ ذلك قد يجعل أيضاً الرهان على انطلاق الحلّ السياسي رهاناً واقعياً هذه المرة أكثر من أيّ مرحلة سابقة.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه