إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

العدوان الأميركي المبيّت ضدّ سورية مزّق العباءة وكشف عورة العربان

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2017-04-10

إقرأ ايضاً


العدوان الأميركي السافر على المطار العسكري السوري في الشعيرات لم يفاجئني لأنه يجري ضدّ سورية منذ سبع سنوات متستّراً وراء المجموعات التكفيرية الإرهابية التي تضرب بسيف السلطان الأميركي وتأكل خبزه… الموقف الأميركي معروف مكشوف وما حصل مؤخراً هو إزالة القناع والنزول مباشرة الى الساحة…

الذي استوقفني في هذا الاعتداء هو كشف صورة النفاق والعمالة العربية بشكل فاضح داعر، عروبة قال عنها سعاده إنها أفلست في مقاله الشهير «العروبة أفلست والقومية السورية انتصرت..» تلك العروبة التي تبرّأ منها ربّ العالمين عندما وصف الأعراب بالآية الكريمة:

«والأعراب أشد كفراً ونفاقاً…»

العدوان الأميركي السافر متوقع، فهو جزء أساسي في تفكير وتكوين القيادة الأميركية التي تتحلى بالبلطجة ونفسية الكاوبوي والتبعية اليهودية.. اما الموقف العربي فكان متطابقاً مع الوصف «إذا لم تستح فافعل ما تشاء…» ولم يستح الاعراب.. فصفّقوا وهلّلوا وباركوا ما قامت به أميركا.. لأنّ دماء بني قينقاع وقريظة لا تزال تجري في عروقهم..

فـ»إسرائيل» أيدت ودعمت بشكل كامل العدوان، وبنفس العبارات كان تأييد السعودية التي أعلنت تأييدها الكامل لما قامت به أميركا، وتبعتها دولة الإمارات والبحرين وقطر والمملكة الأردنية الهاشمية.. والهاشمية هي هاشمية ابو لهب وليس بيت النبوة.. أما الأتباع من أولئك الذين يطالبون بتسلّم السلطة في الشام فموقفهم معروف وصوتهم كصوت أسيادهم.. ولكنهم فاقوا أسيادهم عندما أعلنوا تأييدهم للاعتداء على بلاد ينتمون اليها في السجلات والقيود.. أيّدوا الاعتداء وطالبوا باستمراره «نأمل باستمراره…»

هذا العدوان كشف حقيقة الشعب السوري وأصالة هذه الأمة ومواقفها الإيمانية وبطولاتها المؤيدة بصحة العقيدة… ففور حصول الغارة هبّ الأهالي حاملين السلاح وانتشروا في محيط المطار والأماكن الاستراتيجية خوفاً من وجود خطط للهجوم من قبل العملاء من الإرهابيين… التدمير الأميركي أصاب الحجر.. والثبات والصمود كان ردّ فعل البشر..

التآمر على سورية لا ينحصر في معركة، هو مستمرّ منذ فجر التاريخ وبلادنا تواجه العدوان والمطامع الأجنبية، فمن العدوان التركي على الاسكندرون وتوابعها واغتصابها، الى العدوان الاسرائيلي على فلسطين واغتصابها.. الى الاحتلال البريطاني والافرنسي للشام ولبنان وفلسطين والأردن والعراق..

انّ عملية خان شيخون مؤامرة محاكة ومرتبة ومدبرة حضّر لها لتكون بوابة العبور للقيام بالعملية العسكرية ضدّ المطار العسكري في الشعيرات. فأميركا ضربت الكيميائي في خان شيخون.. وأميركا ضربت المطار العسكري بشكل فاضح ويكاد المريب يقول خذوني.. لو أرادت الحكومة أن تضرب الكيميائي لضربته في تدمر أو دير الزور أو مدينة إدلب أو معرة النعمان.. ماذا تفيد خان شيخون ولكونها هكذا اختاروها مركزاً لتنفيذ مؤامرتهم.

رغم كلّ خيانات الأعراب الآن وعبر مراحل التاريخ إلا أنّ الوقاحة في الصراحة أمر مثير مقزّز وينطبق عليه الوصف «أفصح ما تكون القحباء عندما تحاضر بالعفاف…» هؤلاء الأعراب خانوا كلّ القيم والمواثيق وطعنوا كلّ الروابط.. وكما قال سعاده «إننا أمة عظيمة المواهب جديرة بالخلود والمجد.. وسيرها دائماً الى فوق نحو قمة مطاليبها مهما اعترض سيرها من انحناءات هبوطية سننتصر وسنستعيد حقنا…»

وفي هذا الموقف لم أجد وصفاً أدق مما قاله وكتبه نزار قباني والأديب السعودي عبدالله القصيمي في وصف العرب.. بعد وصف رب العالمين..

عبدالله القصيمي السعودي المعروف من منطقة القصيم كتب يقول في كتابه «العرب ظاهرة صوتية» انه «في كلّ التاريخ العربي، في كلّ الوطن العربي لم يحدث ولن يحدث أن يعلو أن يسمع، بكلّ الجرأة والقوة والحرية ومشاعر الأمن والمباهاة والكبرياء، من فوق كلّ منبر إلا الصوت الجاهل أو المنافق الكاذب أو الدجال أو الأبله أو الفاجر!

لهذا أتمنى بل وأطالب أن يكتب فوق كلّ منبر عربي وعلى غلاف كلّ كتاب عربي وعلى الصفحة الأولى من كلّ صحيفة عربية وعلى كلّ قلم وفم عربي هذا الهتاف أو الإنشاد أو التمجيد:

«أيها الكذب البليد، أيها النفاق الفضاح المفضوح، أيها الغباء الجاهل، أيها الجهل الغبي، أيها الصهيل العقيم البذيء، أيها السقوط، أيها العار الفكري والنفسي والأخلاقي والفني والتعبيري.. إنّ كلّ المجد والسلطان لك…»

إنّ التفسير الدائم الشامل الصادق للإنسان العربي إنه الكائن الذي لا توجد أية علاقة محاكمة أو محاسبة أو محاورة أو مساءلة أو غضب أو رفض أو احتجاج أو حتى عتاب بين لسانه وعينيه أو تفكيره أو ضميره أو إرادته أو قدرته أو حقيقته أو كينونته أو نيته أو أيّ شيء من حياته أو مواجهاته..

وكتب في الصفحة 7 من الكتاب ما يلي: «إذن إفرحي يا إسرائيل فإنّ مجدك وثوابك عظيمان.. إنّ الإله سوف يبالغ ويتأنق ويتعب جداً في حسابات وتقدير مجدك وثوابك يا مجدّدة ومفجّرة آبار الإيمان والتقوى المخزونة في الأرواح العربية.. يا من سوف تظلّين تفجّرين وتجدّدين هذه الآبار لأنك سوف تظلّين طويلاً تصنعين أسباب ذلك يا إسرائيل المحظوظة.. المحظوظة بأعدائك، بكون العرب هم أعداؤك..

وإنه لاحتمال أليم أن يكون الإله قد فطن إلى ذلك وإنه لهذا سوف يظلّ يصنع ويدير الهزائم والفضائح والهوان والضعف للعرب ويساعد على ذلك لكي يتجدّد ويقوى إيمانهم به ورجوعهم إليه وتذكرهم له. ولعله أيّ الإله لم يفطن إلى شيء مثلما فطن إلى هذه الدسيسة والخدعة والمكر. ومهما عجز الإله عن أن يخدع فلن يعجز عن أيّ يخدع العرب!!

وهل يمكن وجود أو تصوّر انتهازية أو أنانية مثل انتهازية أو أنانية الإله؟ كيف والإله هنا إنه عربي، عربي بكلّ تفاسيره وصيغه؟ وعلة العرب لن يجيء مثل آلهة غيرهم لأنهم أيّ العرب لم يجيبئوا مثل غيرهم أيّ في المزايا والنماذج..

والعربي لم يفطن إلى انه بهذا السلوك والمنطق لا بدّ ان يحرص إلهه على ان يظلّ يتقصّده بالهزائم والكوارث والآلام لكي يزداد رجوعاً اليه وإيماناً به وشكراً وحباً له. والإله العربي كالسلطان العربي، كالإنسان العربي، يجزي على الهوان والاستسلام له بالمزيد من الأسباب الصانعة لذلك.

وقد كان المفروض ان يتمرّد ويخرج عليه ويجازيه بالعصيان والاستنكار كلما أصابه بأية هزيمة أو إذلال أو هوان أو ضعف لكي لا يصيبه بشيء من ذلك او يعرّضه له، بل ولكي يحميه من ذلك. أليس كلّ كائن حتى الإله ينبغي ان يجازي ويعامل بما ينفع ويداوي؟ أليس كلّ أحد حتى الإله يجب ان يُجزى خيراً أو شراً بما يجعله أفضل وأنبل وأعقل؟

كيف لم يفطن الى هذا المكر البسيط السهل الذي فطن إليه الإله. أيّ كيف لم يفطن إليه الإنسان العربي؟

كيف لم يفطن الى شيء فطن إليه الإله العربي؟

أكلّ شيء وكلّ أحد أذكى من الإنسان العربي حتى الإله العربي أذكى من الإنسان العربي؟

أيمكن ان يوجد من يتفوّق بغبائه على الإله العربي سوى الانسان العربي؟

ونختم بما قاله الاستاذ نزار قباني: يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب. يا أيها المهر الذي يصهل في برية الغضب، اياك ان تقرأ حرفاً من كتابات العرب، فحربهم إشاعة، وسيفهم خشب، وعشقهم خيانة، ووعدهم كذب.

اياك ان تسمع حرفاً من خطابات العرب فكلها فجور وقلة أدب وكلها أضغاث أحلام ووصلات طرب، لا تستغيث بمأرب، او وائل، او تغلب، فليس في معاجم الأقوام قوم اسمهم عرب!!!!

ونردّد مع جبران خليل جبران: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024