إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أنطون سعاده.. أيها السامريّ على صليب الحقيقة

د. منير مهنا - البناء

نسخة للطباعة 2017-07-08

إقرأ ايضاً


الموتُ لا يرى أحداً. يمرُّ على عجلٍ ليُسدلَ على الوقت ظلّه الأبدي. لكنك يا سعاده في وقفة الثامن من تموز حاصرتَ الموت بين فجرين، وتركتَ للأموات لهفة احتضان قبورهم، وتلهفتْ لحياتكَ الحياة.

قلتها مدوية حتى آخر الدهر: «إن الحياة كلها وقفة عز فقط»، فانفتحت أمام الأحرار، وأنت زعيمهم، أبواب القيامة من وطأة الموت، فتبعوكَ شهيداً تلو شهيد، وما كانوا إلاّ بمثلك يقتدون.

وعلى درب النهضة كنتَ دليلهم وما تزال، تُشرقُ في الحقيقة كلها التي هي «نحن»، فلا زيف بعدما أعلنت أن «المجتمع معرفة، والمعرفة قوة». وأن في الأمة السورية كل حقٍ وخيرٍ وجمال.

وأرشدتنا الى أجيج الوجدان فيكِ حُباً لسورية، فأيقظتْ التوق الى مداد الفداء حتى الشهادة.

أنت الوامض في الاستشراف بيقين الرائين، فلا حرية لأمة لا تدافع عن حقها بين الأمم. فلا استجداء ولا تذلل، إنما هي القوة «القول الفصلُ في أثبات الحق القومي أو إنكاره»، القوة الواعية المدركة أن الخير إنما هو واجب الأحرار ومسؤوليتهم.

وبكَ استعدنا نطق الهتاف في أرضنا والسماء، وأهازيجنا تصدح أبداً لتحيا سورية.

جيلاً بعد جيل، وهذا السطوع يتألّق على مطالع إيماننا بك، معلماً وهادياً وفادياً وقائداً وزعيماً.

ومثل نجمة معلّقة على موعد فجر نتراكض إلى نداء إيمانك بنا أمةً هادية للأمم، عصية على الخنوع تحت سياط الظلم، ونير الاستعباد. نتحرّر من أوثان قبائلنا ونكسر قيود الذلّ عن أرواحنا فتسمو كما سَمَوْت.

نحن الواثقين أن صبرنا لن ينفد حتى تنتصر روح النهضة في بلادنا، ولأجلك يا سورية معارج المجد كثيرة، والعطاء عميم.

هي كلماتك التي جاءت كبريق الحقّ لا تهابُ باطلاً مهما طغى ولا حاكماً مهما أستبدَّ، ولا ظروفاً مهما قستْ، فما لانتْ عزائم من آمنوا بها، وعلى وعدك الآتي يستمرون.

الثامن من تموز ما زال يملأ الكون ولادات. هو تاريخ كتبته بحضورك الذي لا ينفكُّ بدءاً على بدء.

أنطون سعاده، أيّها السامري على صليب الحقيقة: اصطفتك الحياة، فكنت القيامة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024