إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الانتصار اللبناني السوري يُسقِط الإرهاب وخصوم التنسيق

حسين حمّود - البناء

نسخة للطباعة 2017-08-23

إقرأ ايضاً


كما انهار تنظيم «داعش» الإرهابي فور طلوع «فجر الجرود» من الجانب اللبناني بواسطة الجيش، بالتزامن مع الشروع بعملية «إن عُدْتُم عُدنا» في القسم السوري بقيادة الجيش السوري والمقاومة، تهافتت أيضاً تنظيرات ومزاعم بقايا «قوى 14 آذار» عن عدم ضرورة التنسيق اللبناني – السوري في مواجهة الإرهاب السرطاني. ويعتبرون أن الجيش قادر وحده، حتى من دون المقاومة والشعب، على دحر الإرهاب المذكور عن أرضه وصون سيادته، وذلك تناغماً مع المقولة الأميركية أن الجيش هو «المدافع الوحيد» عن الأرض.

طبعاً الجيش اللبناني أثبت بالوقائع أنه قادر على مواجهة العدو وعلى مهارة عالية في تنفيذ التكتيكات الحربية في أيّ معركة يستعدّ لخوضها وأثناء خوضها بالفعل. كما أظهر حرفية استخبارية في مجال رصد وتتبع واكتشاف وتفكيك واعتقال مئات الخلايا الإرهابية التكفيرية وشبكات التجسّس «الإسرائيلية»، من دون بخس قدرات الأجهزة الأمنية في هذا المجال أيضاً.

لكن طبيعة المعارك التي تُفرض على الجيش من جهة، ونوعية وكمية الأسلحة التي يملكها، تفرض في العلم العسكري، الاستعانة بدول حليفة تعتنق العقيدة الوطنية والقتالية نفسها في مواجهة عدو مشترك. كذلك، دائماً، كان للشعوب دور كبير في مساندة جيوشها الوطنية في مواجهة أي عدوان خارجي على بلادها أو حرب تحرير تخوضها تلك الجيوش لاستعادة الأرض المحتلة من الأعداء من دون انتظار إذن من أحد. فالمواطنون، في المفهوم القانوني في النظام الجمهوري، هم أصحاب الأرض وليس الدولة التي وظيفتها هي تنظيم العلاقات بين المواطنين الذين بدورهم يحافظون على دولتهم، بكل ما يستطيعون. والأمثلة على مساندة الشعوب جيوش بلدها كثيرة، وأبرزها «حرب التحرير الأميركية» قبل قرنين والمقاومة الفرنسية للاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية.

لذلك فإن مساندة الشعب للجيش اللبناني ليست ظاهرة غير مألوفة تاريخياً، كما أن التنسيق بين لبنان وسورية اللذين تجمعهما وحدة جغرافية، أمر بديهي، بل مطلوب، عندما يكون عدوهما واحداً ويضغط عسكرياً على الجانبين معاً.

أول من أمس، تفاخر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بتعاون وتنسيق شعبة المعلومات مع المخابرات الأسترالية في إحباط محاولة تفجير طائرة إماراتية في سيدني وإنقاذ ركّابها وبينهم لبنانيون.

وقبلها كان تنسيق أيضاً مع بلجيكا وكذلك مع الولات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول، وأثمر هذا التنسيق كشف العديد من الخلايا الإرهابية، الأمر الذي يؤكد المؤكد حول ضرورة تنسيق الدول المتضرّرة من عدو واحد في مواجهته ولو كان لكل دولة قوة ذاتية تغنيها عن التنسيق، لما فعلت، لكن يبدو أن الدول كلها تحتاج ذلك ولبنان وسورية ليسا استثناء.

وفي موازاة ذلك، بُحّت الأصوات اللبنانية وهي تطالب العالم، بعد كل عملية إرهابية في أي عاصمة كانت، بإنشاء تحالف دولي جاد لمحاربة الإرهاب واستئصاله من جذوره. هذا يعني أن إقراراً بضرورة التحالفات لاستئصال الإرهاب، فلماذا لا ينسّق اللبنانيون مع أبناء جلدتهم السوريين في استئصال الإرهاب المقيم عندهم، في لبنان وسورية؟

لقد أثبتت معركة «فجر الجرود» اللبنانية، جدوى وأهمية وضرورة التنسيق مع الجيش السوري والمقاومة كشعب، في تحقيق انتصار باهر ومنجز على عدو شرس تئن رقاب العالم تحت ساطوره وتتناثر أشلاء ناسه بأحزمته الناسفة، بينما في جرودنا تهاوى بأسرع مما كان متوقعاً وتاه كالكلاب الشاردة بين التلال، ولم يجد قسم كبير من هؤلاء سوى الاستسلام والركوع أمام الجيشين اللبناني والسوري وواسطتهما المقاومة الشعبية بكل تلاوينها، رغم أنف شراذم «14 آذار».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024