إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«غارة دمشق» على وقع انهيار مشروع الإرهاب

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2017-10-17

إقرأ ايضاً


في وقت يستكمل الجيش السوري وحلفاؤه تحرير ما تبقى من مناطق في محافظة دير الزور من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، ينفذ العدو الصهيوني غارة جوية على موقع سوري شرق العاصمة دمشق، معلناً أنّ الغارة ردّ على صاروخ أرض – جو من نوع SA5 أطلقته الدفاعات الجوية السورية باتجاه طائرة «إسرائيلية» اخترقت الأجواء اللبنانية، أمس.

هذا العدوان الصهيوني الجديد الذي اعتبره البعض بمثابة رسالة استبقت وصول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى الأراضي المحتلة مساء أمس الاثنين، حيث سيكون الملف السوري حاضراً خلال المحادثات التي سيُجريها الوزير شويغو مع مسؤولي كيان العدو، وفي وقت تريد «تل أبيب» الإيحاء بأنها قادرة على رصد تحرّكات حزب الله على الأراضي اللبنانية من خلال قيام طائراتها بانتهاك الأجواء اللبنانية، شكل الردّ الصاروخي من الأراضي السورية ترجمة للواقع الجديد الذي بات يقضّ مضجع كيان العدو وفحواه بأنّ أيّ مواجهة مقبلة ستكون مع محور المقاومة على طول امتداده الجغرافي من الجولان المحتلّ إلى جبهة جنوب لبنان. وهذا ما أشار إليه الوزير الصهيوني ليبرمان قبل أيام عندما أعلن أنّه في الحرب المقبلة في الشمال لن تكون هناك فقط جبهة لبنان، وإنما جبهتا لبنان وسورية معاً.

كلام ليبرمان يحمل في طياته اعترافاً ضمنياً بفشل الأهداف التي كانت مرسومة للحرب السورية، وبعد مرور سبع سنوات على الحرب التي استهدفت سورية تمكّن جيشها وبدعم القوى الحليفة، من إحباط مخطّط تفتيت الدولة السوريّة وإسقاط الرئيس بشّار الأسد، الذي يعتبر هدفاً استراتيجياً لـ»إسرائيل» التي دخلت على خط الحرب السورية لوجستياً من خلال دعم وتقديم السلاح للإرهابيين. وفي هذا الإطار عثرت وحدات من الجيش السوري على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال «إسرائيلية» الصنع في أوكار تنظيم «داعش» في ريفي حمص وحماه، وعسكرياً من خلال الغارات التي استهدفت عدداً من المواقع والمنشآت العسكرية السورية.

مما لا شك فيه أنّ «تل أبيب» باتت تدرك جيداً أنّ ما بعد الحرب السورية ليس كما قبلها، وأنّ جميع الجبهات باتت مفتوحة للردّ على أيّ عدوان يستهدف محور المقاومة، ما يعني أنّ التهديدات «الإسرائيلية» الأخيرة بشنّ عدوان جديد، مجرد تهويل يدخل في سياق خطة الهروب الى الأمام، في وقت يواصل الجيش السوري وحلفاؤه تقدّمهم في حربهم على الإرهاب، حيث تمكّنوا من السيطرة على قرية الحسينية شمال غرب مدينة دير الزور، وعلى نقاط حاكمة بمنطقة الميادين ما يعني عملياً انهيار آخر معاقل التنظيم الإرهابي في سورية، وبذلك تصبح عملية وصول القوات السورية إلى منطقة البوكمال عند نقطة الحدود مع العراق مسألة وقت في خطوة ميدانية تشير إلى قرب تحقيق الانتصار على الإرهاب.

إذاً، وعلى وقع انهيار الإرهاب ومعه مشاريع التقسيم والتفتيت، من المتوقع أن نرى تصعيداً «إسرائيلياً» بهدف التغطية على هذه الانهيارات، والغارة الأخيرة شرق دمشق في هذا السياق…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024