إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحزب في مئوية "وعد بلفور" المشؤوم: المعركة هي معركة المصير القومي من الشام الى القدس الى بغداد وكل الأمة

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-11-01

أصدر عميد الإعلام البيان التالي:  

إن "وعد بلفور" المشؤوم، الذي أعلنته بريطانيا قبل مئة عام، ويقضي باقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، شكّل سابقة في تاريخ الأمم والشعوب، باستلاب الارض من اصحابها واعطائها لآخرين من كل اصقاع الأرض.

وعليه، فإن "وعد بلفور" هو شكل من أشكال الاحتلال الاستعماري، عدا عن أنه أطلق يد العدو اليهودي العنصري الاستيطاني حتى يمارس كل صنوف الارهاب، عبر قتل الفلسطينيين وابادتهم، وتهجيرهم من ارضهم، ومن نتائج هذا الوعد المشؤوم، قتل الأطفال والنساء والشيوخ بواسطة المجازر المروعة، وهذه جرائم موصوفة ضد الانسانية.

وعلى الرغم من هذا السجل الارهابي لكيان الاحتلال اليهودي، فإن صاحبة الوعد، بريطانيا الاستعمارية تحتفل بمرور مئة عام على وعد بلفور وبحضور رئيس كيان العدو، في تأكيد على المؤامرة التي حاكتها دول الإستعمار لسلخ جزء عزيز من أمتنا ومنحه لأعدائنا، وذلك وسط صمت دولي وتواطؤ عربي.

ما تمر به أمتنا اليوم، وما تتعرض له من ارهاب، خصوصاً في الشام والعراق، هو إمتداد لوعد بلفور، لكن صمود شعبنا وتصديه لمحاولات طمس حقنا وحقيقتنا، أبقى فلسطين حيّة في الوجدان والذاكرة، وقد تعمد هذا الصمود بدماء مئات الآلاف من الأبطال المقاومين، وها هي الدماء التي سالت من أجل أن تبقى مسألة فلسطين حيّة، تلاقيها الدماء التي تسيل لتروي تراب الشام وتسقط المخطط الإرهابي اليهودي الذي يريد أن يجعل من سوريا عنواناً لنكبة جديدة. إن أبناء الحياة في أمة الحياة كانوا السد المنيع في وجه ما يخطط للشام والعراق وها هم أبناء الشام والرافدين يرسمون بدمائهم معادلة النصر، في دمشق وبغداد من أجل ان تبقى القدس منتصرة وقبلة المقاومين الأبطال.

في ظل ما تشهده أمتنا من مؤامرات تستهدف القضاء على حقيقتنا وهويتنا ووجودنا ندعو الى تصويب البوصلة مجدداً الى حيث الهدف الحقيقي، الى جنوب الجنوب، الى فلسطين، عنوان الصراع المصيري والوجودي. فما نواجهه من ارهاب، هو ترجمة لمؤامرة تزوير حقيقة التاريخ والجغرافيا، التي تتوالى فصولها ولن تتوقف الا بفعل المقاومة، التي توصلنا الى تحقيق أهدافنا في التحرر والتحرير.

إن الحزب السوري القومي الإجتماعي، يؤكد في هذه الذكرى الأليمة، بأن إسقاط "وعد بلفور" لا يتم إلا من خلال اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً، لأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتثبيت الحق، وطرد الاحتلال. وإن ما يرعب العدو اليهودي هو ثقافة المقاومة التي تنشأ عليها الاجيال الجديدة لمواصلة الصراع ضد الاحتلال والعدوان.

كما نؤكد بأن المعركة هي معركة المصير القومي من الشام الى القدس الى بغداد الى باقي أرجاء امتنا التي أسقطت على مر التاريخ والأزمنة والعصور كل المحتلين والغزاة ولن يعجزها أن تسقط أي تنين جديد على إختلاف مسمياته.

إن أولى المهام هي تصعيد النضال والمقاومة، ومواجهة ما يحضر لامتنا من مؤامرات، وهذه المواجهة لا تنحصر بالمباشر فقط مع عدونا اليهودي والقوى الداعمة له، بل المواجهة ستكون مع يهود الداخل الذين باعوا فلسطين بثلاثين من الفضة لليهود، وها هم اليوم بانظمتهم البالية يمارسون التطبيع الحرام مع الكيان الصهيوني. 

في مئوية "وعد بلفور"، عهدنا أن نبقى على نهج المقاومة، ووعدنا أن نسقط وعدهم المشؤوم، مهما كانت التضحيات.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024