شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-03-03
 

خط التوتر بين عين الحلوة والانتخابات

حسين حمّود - البناء

مع تتالي الهزائم التي تُمنى بها الجماعات التكفيرية في سورية، برزت توترات أمنية في مخيم عين الحلوة، لم تخرج عن السيطرة حتى الآن، لكن قد تكون مؤشراً لما هو أكبر وأخطر.

فالمشروع الأميركي – الصهيوني، الهادف إلى تفتيت وتقسيم المنطقة وإنهاك الجيوش والقوى التي تشكِّل خطراً وجودياً على العدو «الإسرائيلي»، لم يسلِم بهزيمته بعد أمام الجيش السوري وحلفائه، دولاً وأحزاب مقاومة. وهذا المشروع، يبحث أربابه دائماً، عن نوافذ وثغر، لإطالة عمره. ووقوده، كما بات مؤكداً، العصابات التكفيرية، التي تجد باستمرار الرعاية الأميركية – «الإسرائيلية»، لإنعاشها وإنقاذها من الموت السريري، بالرغم من أن الاحتلال الأميركي لجزء من الأراضي السورية، لم ينفع في توفير ملاذ بري آمن ولا غطاء جوي، في فك الخناق عن تلك العصابات أو تخفيف حجم الضربات التي تتلقاها. كما أن التدخل السكري «الإسرائيلي» المباشر، عبر غارات كثيفة على سورية، لإشغال الجيش السوري وحلفائه، وتخفيف الطوق عن التكفيريين، لم تحقق مبتغاها.

وفي خضم هذه الأحوال المتردية، عاد مخيم عين الحلوة، إلى واجهة الاهتمام اللبناني والفلسطيني، بعد سلسلة أحداث أمنية يشهدها المخيم يومياً، وإن بشكل محدود. وذلك من خلال حالات إطلاق نار ورمي قنابل متفرقة، وورود معلومات من داخل المخيم عن تحركات مشبوهة للجماعات التكفيرية الإرهابية التي تكثِّف لقاءاتها واجتماعاتها بعيداً من الأضواء.

وقد استدعت التطورات المذكورة، لقاءات كثيفة بين مسؤولين وأحزاب لبنانية وفلسطينية، ولا سيما بين فصائل فلسطينية وحزب الله الذي يتابع موضوع المخيمات عن كثب.

وتفيد أوساط سياسية بأن توقيت التحركات داخل مخيم عين الحلوة، بحد ذاته، مشبوه. إذ تتزامن الأنشطة الإرهابية، مع دخول لبنان مرحلة الانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل، علماً أن المعركة قد بدأت منذ فترة ليست وجيزة، بين أميركا و»إسرائيل» والمملكة السعودية من جهة، وبين حزب الله وحلفائه من أحزاب مقاومة، من جهة أخرى، وذلك من أجل عرقلة ظهور حزب الله وحلفائه في محور المقاومة، الأقوى شعبياً في لبنان باستفتاء قانوني وشرعي يتمثل بالانتخابات وصناديق الاقتراع. وهذا الأمر سيكون ضربة موجعة لأميركا و»إسرائيل» والسعودية، وفشلاً لمحاولات الثلاثي المذكور، تشويه صورة حزب الله تمهيداً لإسقاطه شعبياً في صناديق الاقتراع.

وانطلاقاً من هذه المخاوف، تضيف الأوساط، لن تجد أميركا و»إسرائيل» سوى ورقة التنظيمات الإرهابية في مخيم عين الحلوة لتشعلها بوجه لبنان لحرق الانتخابات، ومنع حزب الله وحلفائه من تحقيق فوز شعبي كاسح، لا يسعى إلى التفرّد في الحكم ولا إقصاء أي فريق من الحكم، بحسب تأكيدات المقاومة، بل ترسيخ قوة المحور المذكور، وجاهزية الجبهة الداخلية في مواجهة الأطماع الأميركية – «الإسرائيلية» في لبنان ولا سيما ثروته النفطية، من جهة. واستخدامه منصة، للتصعيد ضد سورية وتسهيل مرور الإرهابيين إليها، بواسطة حلفاء أميركا و»إسرائيل»، في حال حصولهم على غالبية نيابية وسعيهم بالتالي إلى التفرد في الكثير من مواقع القرار اللبناني.

هذه الأجواء، تستدعي المزيد من الحذر والكثير من الإجراءات العملية لإحباط ما يُخطّط للبلد، وفي طليعتها إنهاء ملف المطلوبين للقضاء اللبناني ومعظمهم من مسؤولي التنظيمات الإرهابية، وتسليم هؤلاء للدولة. كما استنفار القوى الأمنية المشتركة في المخيمات لقطع دابر أي مخطط تفجيري في هذا التوقيت بالذات.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه