إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

منفذية سلمية تفتتح الأسبوع الثقافي بمحاضرة "القومية الإجتماعية آفاق وتحديات"

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-04-04

إفتتحت منفذية سلميةالأسبوع الثقافي الذي تقيمه بمناسبة الأول من آذار، ذكرى ميلاد باعث النهضة أنطون سعاده، بمحاضرة لعميد الثقافة والفنون الجميلة، بعنوان "القومية الإجتماعية آفاق وتحديات". وذلك بحضور نائب رئيس الحزب، عميد الإذاعة، عميد التربية والشباب منفذ عام حمص، منفذ عام سلمية، نائب رئيس المجلس القومي، ، أمين شعبة حزب البعث العربي الأشتراكي في سلمية عبد الكريم الشيحاوي وأعضاء قيادة الشعبة، رئيس مجلس مدينة سلمية علي الصالح وأعضاء المجلس، ممثلي الأحزاب الوطنية بسلمية، فعاليات سياسية وإجتماعية وثقافية، وجمع كبير من القوميين والمواطنين من متحدات سلمية وعقارب وتلدرة وتلسنان وجدوعة.

وقدّم للمحاضر الرفيق غسان قدور بكلمة من وحي المناسبة.

ثم ألقى عميد الثقافة الدكتور محاضرته، وأشار بداية الى القومية الاجتماعية بإعتبارها تأسّيساً للحاضر والمستقبل من خلال اطلاق نهضة قومية اجتماعية في الفكر والثقافة والأدب والشعر والسياسة والاقتصاد والتربيةً، تكون قادرة على صنع الزمن الجديد، فالقومية الاجتماعية هي رؤية تجسّد منهجا علميا معرفيا في مقاربة "الواقع الاجتماعي" على ضوء معطى العقل باعتباره "الشرع الأعلى" الذي يقود ويعقل سلوكيات الناس وتصرفاتهم وأدائهم، وهي ليست حالة فكرية سكونية جامدة، بل وضعية فكرية ديناميكية متحركة تمثل منصات انطلاق للعقل الانساني".

ولفت الى أن "الحزب السوري القومي الاجتماعي يمثل حركة الاسقاط الحي للمنهج القومي الاجتماعي في واقع الأمة، بحيث لا يمكن فهم وجود الحزب خارج هذا الاسقاط لمفاهيم النظرة القومية الاجتماعية، التي تهدف الى تحقيق نهضة الأمة وعزتها وتقدمها وفلاحها، واعتبر فياض أن "السؤال اليوم هو حول كيفية تقديم مفاهيم النهضة القومية الاجتماعية، وامكانية الربط بين المفاهيم القومية الاجتماعية وتحديات العصرنة والحداثة في الشكل والمضمون".

واشار الى أن القومية الاجتماعية وضعت قواعد رؤية علمية صحيحة للواقع الانساني، في ظل تعزيز فرص التواصل والاتصال بين الشعوب والحضارات بفعل التقنيات والوسائل التي تجعل التفاعل الحضاري مسألة شبه يومية، كما تطرق فياض الى الدورة الحياتية والاقتصادية التي تجري في سوريا الطبيعية، والتي كانت تسبق الوعي بحقيقة وجودها، وعليه معتبراً أن السؤال حول "الهوية" هو المنطلق للبحث والتمحيص والبحث عن الحقائق التي يختزنها كل التاريخ الحي لهذه الأمة، التي مرت بظروف تاريخية صعبة وقاهرة، أدت الى كل هذا التصدع في المشهدية العامة للهوية والانتماء وحقائق الحياة الأخرى، فالسبيل الوحيد لاعادة بناء صورة المشهد القومي التاريخي الواحد، يكون في التأكيد على صوابية المنطلقات القومية الاجتماعية.

وشرح مفهوم الأمة وفق الرؤية القومية الاجتماعية كونها الوجود الحقيقي الذي يختزن في ذاته تاريخها وحاضرها ومستقبلها، تجسّدُ بنيةً قائمةً بحد ذاتها ومستقلة عن غيرها، وهي تمثل الاطار الطبيعي لوحدة المجتمع والمرتكز لالغاء كل أنواع التناقضات الداخلية، والانتماءات الجزئية الروحية والمادية، وكل ذلك على قاعدة تعزيز فكرة المواطنة التي تنبثق من رحم الفكرة القومية وفلسفتها.

كذلك لفت الى أن تأكيد مقولات القومية الاجتماعية في النظر الى العالم العربي، باعتباره يتكون من بيئات طبيعية، وأمم قومية تربطها ببعض روابط من المصالح والأهداف المشتركة، مشيراً الى الصيغ التعاونية العملية التي نشأت والتي تعتبر اقرارا نظريا وعمليا بواقع المتحدات القومية الطبيعية التي يتشكل منها هذا العالم العربي.

كما أشار الى التحولات والتبدلات التي شهدها عالمنا في العقود الأخيرة، والتي أعادت الاعتبار الى المسألة القومية لتحتل من جديد المرتبة الأولى في الفهم العميق لواقع العالم وحركة الصراع فيه، بعد طغيان نظريات مثل العولمة، وصراع الحضارات ونهاية التاريخ، فإن هذا العالم الذي نحن جزء لا يتجزأ منه هو عالم الأمم والقوميات، وعالم المجتمعات التي تمتلك وجودها الذاتي، كما تأكدت أكثر حقيقة أن الخطر الذي يتهدد الأمم والمجتمعات في عالم اليوم يكمن في نزعة الهيمنة والاستئثار والاخضاع، وفي العقل الامبراطوري الذي تمثل الولايات المتحدة الأميركية والغرب الأوروبي رأس الحربة في مشاريعه الاستعمارية.

وأكد أن أولويات النضال القومي اضافة الى الصراع القومي التحريري تتمثل في السعي الجدي لاقامة تكتلات اقليمية، تتلاقى لتشكل جبهة عالمية موحدة في وجه هذا التكتل النيو – كولونيالي العالمي، فالقومية الاجتماعية بما تحمله من مضامين صراعية تشكل الأساس النظري لخيارنا المقاوم كأمة سورية رافضة للمشروع الأمبراطوري الجديد وتقاطعاته الخطيرة مع المشروع الصهيوني، بحيث أن الصراع الذي تخوضه أمتنا السورية في وجه المشروع الصهيوني – الأميركي هو محور كل حركة نضالنا القومي في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية، تنبع من طبيعة هذه الكيان الذي تم زرعه في قلب سوريا والعالم العربي، والقائم على فكرة الاستيطان والتوسع والعدوان.

ولفت عميد الثقافة والفنون الجميلة الى ان الأزمات التي يتخبط فيها مجتمعنا السوري تنتمي الى فئة "الأزمات البنيوية"، هي أزمات من النوع الذي يحاكي "مسألة الوجود" على مستويات مختلفة، مشيراً الى الارث الذي تركه الاستعمار في بلادنا على مدى العقود السابقة ، وأخطر مظاهره ما يتعلق بمناهج التفكير لدينا وما يتفرع منها من سلوكيات، وبالتالي ينبغي التأسيس لثورة هادئة في عالم العقل في بلادنا السورية لتحقيق التحرر والتقدم والنمو الحقيقي، ورهاننا في كل زمان ومكان هو في تحرير هذا العقل باتجاه الفعل.

واعتبر أن سلطة العقل التي أرادها سعاده أن تكون أعلى سلطة وهذا يعني الابداع الذي يُغني الفكر والحياة، وتعني أيضاً فتح المجال لكل ما هو جديد في الحياة، فمنهج سعاده هو انحياز كامل لسلطة العقل، وأهم ما يميز الانسان هو امتلاكه العقل، الذي يقرر ويحدد مسارات الحاضر والمستقبل، وإعمال العقل يولّد المعرفة، والمعرفة هي الكفيلة بانتشال مجتمعنا من كبوته الحالية.

ختاماً أشار عميد الثقافة والفنون الجميلة الى ان المعرفة هي سلاحنا ضد "اللاعلمية" التي تفشت في مجتمعنا، وهي مدخل حقيقي لتأصيل الخطاب التنموي، وتوسيع آفاق الرؤى لعملية الاصلاح، وفض مواضع الخلاف بين الدين وبعض نظريات العلم الحديث، فالقومية الاجتماعية هي المرتكز لانطلاق مسار "العقلنة" في بلادنا، باعتباره مساراً معرفياً أخلاقياً في مقاربة مشكلات الواقع الاجتماعي.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024