Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 28
SSNP.INFO: هل ينتحـر شمشـون دومـا أم . . . يـُنـحَـرْ ..؟. أو يعود الى اتفاق الخروج الآمن لمن بقي .؟.
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-04-09
 

هل ينتحـر شمشـون دومـا أم . . . يـُنـحَـرْ ..؟. أو يعود الى اتفاق الخروج الآمن لمن بقي .؟.

محمد ح. الحاج

الانقلاب المفاجئ على الاتفاق مع لجنة المفاوضات الروسية السورية من قبل ما يسمى قيادة جيش الاسلام يحمل العديد من التساؤلات وبعضها مستغرب .!.

• هل حصل الانقلاب بعد أن حققت المرحلة الاولى من الخروج أهدافها ومنها تهريب عوائل القيادات ومعهم الخبراء والضباط الغرباء ، وربما جزء من الأموال .؟.

• أم لأن أهم شرط لا يمكن تحقيقه وهو تسليم المخطوفين الذين ربما ينوون تصفيتهم في مرحلة ما قبل خروج آخر مجموعة منهم أو يتم توكيل بعض الانتحاريين بالمهمة ..! وبالتالي لم يعد الخروج متاحاً بسبب الانقلاب على تنفيذ شرط تسليم المخطوفين مع أنه تم اخراج عدد ضئيل جدا بسبب المماطلة .

• أفاد بعض المحررين أن أعدادا كبيرة من المخطوفين ، مدنيين وعسكريين ما زالوا موجودين في الداخل حيث يسيطر "جيش الاسلام" ، وهذه شهادة تلزم قيادة ما يسمى جيش الاسلام بتسليم كامل المخطوفين أحياء .

• هل تم التخلي عن باقي العصابة بعد ابلاغهم بظروف الواقع البائس في جرابلس ولأن القادة المتشددين لا يريدون الخروج أساسا وقد تخلى عنهم الجمع ، من السعودية إلى تركيا والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي يقتصر رهانها اليوم على الكرد وبعض الجماعات في منطقتي التنف – الركبان والأزرق ، وهؤلاء الأخيرين توكل مهمة تشغيلهم للأردني والصهيوني .

• هل قرروا الانتحار بسبب فقدان القدرة على اتخاذ القرار بما يخص " الرهائن المخطوفين " وبالتالي يأتي قرار المجابهة والقتال حتى الموت الورقة الأخيرة التي يلعبونها وهو ما يحقق رغبات مشغليهم بحيث يتم استنزافهم حتى آخر نقطة دم لتأجيـل المجابهة مع الجيش السوري في أماكن أخرى ، الجنوب القريب من العاصمة في المخيم والحجر الأسود ثم الجنوب الحوراني وغربه الجولاني من ثم الانتقال إلى الوسط في ريفي حمص الشمالي الشرقي والشمالي الغربي للقضاء على بقايا النصرة وشراذم داعش .؟.

• جيش الاسلام الوهابي ربما يصعب عليه ، بالأحرى على بعض قادته ( المتشددين ) مبايعة تركيا ونقل الولاء لها لأسباب عقائدية دينية بعد الخلاف بين الحليفين السابقين ، ( التركي والسعودي ) ، بينما الجناح السياسي بقيادة علوش وأتباعه خرجوا ومن اليسير عليهم تبديل الولاء بعد أن هيأ له علوش ، من هنا يمكن التخمين أن من بقي هم حطب المحرقة وقد انتهى دورهم .

لست أدري إن كان هذا المقال يصل إلى النشر قبل أن يتم القضاء على شراذم الجيش الذي تحمل اللحظات المتوالية أخبار انفراط عقده وتقدم الوحدات المهاجمة بسرعة وسهولة رغم صعوبة المنطقة وتنوع تفاصيلها بين مزارع ومساحات خضراء وبين كتل اسمنتية تمتد إلى كيلو مترات ، مثل هذا الواقع يحتاج أياما طويلة من التقدم الآمن ، الاستطلاع وعمليات القضم البطيء واستمرار الضغط الناري الذي يجعل الخصم ينهار معنويا ، فإما يستسلم وهذا مستبعد بعد أن ارتكب عدوانه على العاصمة بصفاقة وغدر بعيدا عن أية مشاعر إنسانية وهو سلوك من لم يعد في نيته المصالحة أو التسليم لمعرفته يقينا أن النهاية سوداء في كل الأحوال ، سواء حوكمت قيادته وعناصره ميدانيا ، أو جنائيا مدنيا .

اليوم الأحد ومنذ الصباح الباكر ، وبعد استغاثة قادة العصابات وطلب التفاوض مع الدولة السورية تمت الموافقة ، وصدر قبل قليل نبأ الاتفاق على خروج كامل المخطوفين بالتوازي مع خروج المسلحين ونقلهم إلى الشمال – جرابلس – والمهلة للتنفيذ خلال 48 ساعة .. فهل يتم التنفيذ أم يعود بعضهم للانقلاب كما حصل أمس .

لا شك أن عملية الخروج من مدينة دوما أمس بشكل رضائي كان سيضمن أمن وسلامة المدينة والكثير من سكانها الذين لم يتمكنوا من الخروج ، وأيضا كان وفر على العاصمة والسكان المدنيين المزيد من الجراح والخسائر في الأرواح والممتلكات ، المؤكد أن المبادرة في العدوان جاءت بأوامر خارجية وبعد التأكد أن العملية إذا اكتملت بسلام تشكل هزيمة ساحقة وفضيحة مجلجلة للمشغلين من دول المنطقة والدول الغربية ، ولهذا قضت التعليمات بارتكاب الاعتداء على المدينة وهي في ذروة الفرح بالنصر الذي كاد يكتمل بخروج هؤلاء الأدوات الكافرة ، الدول المشغلة لن تخسر شيئا سوى ما هو موجود من معدات وأسلحة وبطبيعة الحال هي لن تستعيدها بل ترغب إخفاءها ، وكان من الواجب تسليمها للجيش السوري وبينها ما يكمل وثائق فضيحتهم وهي المثبتة بوجود ما خلفته دولة داعش وبعض الوحدات الأخرى في أوكارهم العديدة ، أما في الحالة الحاضرة " القتال " فإن أغلبها سيتم استخدامه أو تدميره ضمن المستودعات وفي عمليات القتال وهذا لا يشكل خسارة للدول المشغلة ، كما لا يشكل فناء بقايا الجيش السعودي الوهابي أية خسارة بعد تأديته مهمة مجانية أخيرة تفسح المجال هذه اللحظات لاستثمارها والمتاجرة بتفاصيلها بعد تزوير هذه التفاصيل بواسطة اعلام عودنا على كل أنواع الكذب والفبركة ، خصوصا في تكرار اسطوانة الكيماوي .

لاحظ المراقبون والمتابعون عبر العالم – استعادة محطات الإعلام المعادية وتكرار اسطوانة مشروخة ( استخدام الجيش السوري السلاح الكيماوي في المعركة ) ، في الوقت الذي تنقل فيه العديد من المحطات الوطنية بثا مباشرا من ساحات العمليات حيث يبدو جنود الجيش يقتحمون المواقع والتحصينات وبعضهم لا يستخدم الخوذة ثقة بالنفس ، ومعلوم أن السلاح الكيميائي حال استخدامه يلزم المقاتلين باستخدام الكمامات المضادة للغازات وإلا فإن تأثيره سيطال المدافعين والمهاجمين فكيف يمكن لعاقل أن يصدق وهو يرى بعينه حركة الجنود من وحدات الاقتحام والهجوم .!. ويؤكد الخبراء أن غاز الأعصاب على وجه الخصوص يبعث على الخمول وشل الحركة والخوف وعدم الوعي .... فهل جنود الجيش السوري الأسود والنمور يبدون كذلك .؟.

الهيئات الدولية " الإنسانية " وأغلبها متاجرة بآلام الإنسانية ومشاعرها لم تلحظ ولم تسمع بمئات النساء والعجائز والأطفال الذين تواردوا من مختلف المحافظات إلى معبر الوافدين ينتظرون خروج المخطوفين من دوما تطبيقا للاتفاق وكلهم أمل بملاقاة من افتقدوه أبا أو زوجا أو ولدا ، ولا ضحايا القصف العشوائي في العاصمة وعشرات الجرحى ، ويبدو أنه لا يعني أية هيئة عالمية أن تدرك خيبة أملهم ، أو تعرضهم للخطر عندما قام جيش التكفير الوهابي بقصف المعبر مستهدفا المنتظرين والخارجين من دوما الباحثين عن الأمن والرعاية في كنف الدولة ، علاجا وغذاء ومأوى ، وبدل أن تبادر هذه الهيئات " الإنسانية " الى ادانة جرائم عصابات دوما التزمت صمتا مريبا ، وبدا تقصيرها واضحا في أداء واجبها لتقوم الدولة السورية بهذا العمل وهي صاحبة الحق والمبادرة دائما في رعاية أبنائها دون تمييز في الوقت الذي وجهت العصابات رصاصها إلى ظهور الهاربين من أبناء مدينتهم ، وكذلك قصف الأبرياء في شوارع وساحات العاصمة .

الإنسانية لا تتجزأ ، ولا يمكن النظر لها بمنظارين مختلفين ، هي واحدة تجاه كل الألوان والأعراق البشرية ، وكل مدني لا يحمل السلاح ، لكن مؤسسات ما يسمى الأمم المتحدة تستمر بمعظمها خاضعة لقوى الاستعمار والاستكبار الدولي وتكيل إنسانيتها بمكيالين ، - تقيم الدنيا ولا تقعدها من أجل فرد .. جاسوس ، وتغمض أعينها عن مئات وآلاف الضحايا من الأبرياء في طول العالم وعرضه .

الساعات القادمة مشوبة بالحذر والمراقبة ، ويغلب عليها التوتر بسبب الانقلاب السابق على الاتفاق الأول، ما الذي يضمره قادة العصابات في دوما ..!. لا يمكن التخمين ، هل يطلقون سراح المخطوفين ثم يخرجوا بسلام على أن يكون الاطلاق أولا فالدولة تحترم تعهدها أما هم فلا .. العالم ينتظر .

أن ينتحر ما يسمى جيش الاسلام طواعية فهو أمر لا يصدقه العقل وليس من الطبيعة البشرية ، إنما هو مدفوع بعوامل عديدة ، ومن قبل قوى مشغلة إلى الانتحار وكأنه شمشون جديد مع فارق أنه لا يقول علي وعلى أعدائي ... بل على ذاته لوحده غير مأسوف عليه .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه