شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-08-20 |
الجولاني لا علاقة له بالجولان وحـريـق ادلب ينتظر إشعال الفتيل. . ! |
في ادلب لن يكون حريقا عاديا ، بل ، سيكون بركانا وقد يطلق عليه فيما بعد أم المعارك ، في ادلب وريفها يسمع من بقي من أهل المنطقة وعائلاتها هدير الدبابات وصرير جنازيرها كما ترتج الأرض على وقع أحذية الاستعداد للمعركة ، هل حقا قال أردوغان أن ادلب خط أحمر وأن مهاجمتها من قبل الجيش السوري ستجعله يجتاح اللاذقية وطرطوس ويصل إلى دمشق خلال أيام قليلة ..!. ترى هل يعتقد هذا المتغطرس أنه يذهب إلى نزهة متناسيا أنه يواجه جيشا من أعرق الجيوش في المنطقة خبرة وتدريبا وتصميما على الدفاع عن وطنه .؟.. تركيا اليوم هي الدولة الأكثر ضياعا في المنطقة فهي في حالة من فقدان التوازن والاتجاه ، هي عضو في الناتو وليست مقبولة في مجتمعات الغرب ، ولن تكون عضوا في الاتحاد الاوروبي ، تختلف مع حليفتها وحاميتها ، الادارة الأمريكية وتتعرض كما غيرها من الدول لعقوبات اقتصادية كما تتعرض ايران وربما بنفس المستوى رغم الفارق بين الدولتين ، ايران التي تقود وتدعم مقاومة شرسة ضد أمريكا ومشروعها الصهيوني ، وتركيا الحليف وقد نقول السابق ( ولست بالمتفائل ) ، الذي يهدد بالبحث عن شركاء جدد ردا على عقوبات أمريكا ، وها أردوغان يقول موجها خطابه لزعيمة العالم الحر ، إن عصر البلطجة قد ولى وانتهى ، هل يمكننا القول أن عضوية تركيا في الناتو شارفت على نهايتها .؟. أشك بذلك . فصول مسرحية العسكرة على ساحتنا المشرقية تتوالى ، تخلط أوراق ما بين الكوميدي وبين الدراما ، وما عاد لمراقب أو محلل القدرة على إثبات رؤية صائبة أو نتائج تستشرف القادم , لماذا يهدد أردوغان وهو الملتزم بمحاربة النصرة ، ولماذا يجعل من نفسه موضع سخرية عندما يعلن أنه سيجتاح اللاذقية وطرطوس ، بمعنى أوضح الساحل السوري بما فيه من قواعد عسكرية وقوات وكأنه يعيش حلم اجتياح واحدة من جمهوريات الموز ..!. الحشد الارهابي في ادلب ، وبطبيعة الحال كان الدافع لهجرة أهل المنطقة ولجوئهم الى المحافظات المجاورة ، اصطحب معه العائلات التي يمثلها ويرتبط بها ، وربما تكون الدرع المدني الذي يتذرع بها ، هذا الحشد على تعدد مسمياته ( 128 فصيلا ) تشكل أغلبها النصرة أو جبهة تحرير الشام ، فهل تمكنت تركيا عبر وجودها في ادلب الفصل بين هذه النصرة – المصنفة ارهابية وبين باقي الفصائل رغم أن وحدات من النصرة هي من سهلت وقامت بمهام الدليل للوحدات التركية ، هذا الأمر الذي لا يسمح بتصديق أي ادعاء تركي بمحاربتها ، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار حماس أردوغان للحفاظ على ميوعة الموقف ومنع تحرير المنطقة لأهداف قد لا تكون خافية على الدولة السورية ودبلوماسيتها . . الأطماع القديمة في الاقليم .!. القائد في جبهة النصرة ، الجولاني المهزوم من جرود لبنان يعلن أنه سيقاتل إلى النهاية علما أنه سيكون أول من يغادر عندما يصبح الأمر جديا ، سوف يهرب بعائلته وبما يحمل من ملايين الدولارات وهو الأكثر تعلقا بالحياة من غيره ، الرجل الذي يحمل اسم الجولان المحتل ما كان في يوم من الأيام معنيا بتحرير الأرض التي ينتمي إليها ، حتى أنه لم يفكر بذلك مجرد تفكير ولا يقولن أحد أن دافعه الديني كان الغالب ، فهو وأمثاله كان دافعهم المال .. الريال والدينار والدولار ، مثلهم كمثل الطبيب الفلسطيني من حماس الذي نأى بنفسه عن قتال اليهود وهو على بعد خطوات منهم وفضل المجيء إلى أراضي الدولة الأكثر دفاعا عن حقوق شعبه ، وكان أن فجر نفسه في مكان يزدحم بالأبرياء ليقتل كما يدعي أكبر عدد من " الرافضة والمجوس " وليعوضه الله سبعين حورية في الجنة بعد أن يتناول العشاء مع الرسول (ص) . هكذا هو الايمان المدفوع ثمنه وهكذا يخدم هؤلاء المشروع الصهيوني ولا أقول عن غباء فأغلبهم يعرف ويتجاهل . عندما فاوض الجولاني للخروج من الجرود بعد هزيمته كان همه الأول إخراج الملايين من الدولارات قبل عائلته وأولاده وما بقي من مقاتليه ، الجولاني وأمثاله يخدمون المشروع حتى النهاية مع ضمان سلامتهم والأهم أموالهم التي قبضوها ثمنا لتخريب الوطن وقتل أبنائه الأبرياء ، هؤلاء سيغادرون وقبلهم الارهابي السعودي ( المحيسني ) الذي نجح حتى اليوم في الاحتماء من النيران والموت لأنه لم يكن على جبهة أبدا ، الرجال الذين يقودون جنودهم وهم في المقدمة نالوا شرف الشهادة عنيت قادة من الجيش السوري رحمهم الله ، بينما بقي الجرذ السعودي سالما يتنقل من جحر إلى آخر ، وغدا قبل أن يطبق الجيش على أمكنة تواجد هؤلاء الأدوات توفر لهم تركيا والدول الداعمة ممرات آمنة وطرق محروسة ، ولن تتأخر الحوامات الأمريكية عن نقلهم كما فعلت مع قادة داعش والضباط الخبراء من متعددي الجنسيات . مسموح لأرد وغان أن يقول ما يشاء ، يهدد ويتوعد ، لكنه لا يستطيع التنفيذ لأن الجنرالات الأتراك لن يسمحوا ولن يشاركوا بحرب ولن يزجوا وحداتهم في قتال نهايته بالحد الأدنى العودة إلى ما قبل 2011 مع إغلاق تام للحدود السورية ومعابرها ومعها الحدود والبوابات العراقية بوجه حركة التجارة مع الدول العربية وهي التي رفعت من مستوى الاقتصاد التركي وساهمت برفع مستوى الدخل الفردي ونجاح ما يسمى حزب العدالة والتنمية الذي يشبه بقرة تحلب كميات كبيرة لكنها تدوس الوعاء فتندلق على التراب ... حزب أردوغان نجح في بداياته وعلاقاته مع كل من العراق والشام لكنه اليوم يخرب هذه العلاقات ليس معهما فقط ، بل مع أغلب دول المنطقة ، هو الغرور الذي يدفع بالرئيس الأهوج لقول ما يقول وإطلاق التهديدات والوعود ويعلم أنه عاجز عن تحقيقها سواء عن طريق الحرب أو السلم بعد أن قطع حبال التواصل مع الجميع عدا الصهاينة الذين ينتمي إلى محفلهم .. أردوغان لا يجرؤ على الحنث بقسمه ... أبدا . لأمريكا وحدها أن تلعب بالجزرة والعصا كما فعلت في المسألة الكورية ، هكذا هي توتر الأجواء مع تركيا وروسيا وايران وغيرهم ، لكنها من جانب آخر تتواصل مع أغلبهم وتعرض الحوار مع ألدهم عداء – عنيت ايران – لكن ، ايران هي من ترفض بموجب فتوى مرشدها ،أما تركيا فتصرخ وتهدد بالرد ، وترامب يضحك ساخرا ، الادارة الأمريكية تتلاعب حتى بالحلفاء ، وإذ تصل الأمور إلى حافة الهاوية تعدل الاتجاه وتستبدل لهجة الخطاب ويبدأ المندوبون بالوصول سرا وعلانية وتعود الأمور إلى سابق عهدها ، السياسة الأمريكية لا تعرف الثأر ولا تهتم بما جرى وما قيل ، تتقبل الشتيمة والنقد والتشكيك لكنها ترفض الهزيمة وتجد المخارج جاهزة ، فباسم السلم العالمي تبرر نهج الحوار مع الدولة الصغيرة الفقيرة كوريا الشمالية ، وكانت العدو الأكبر ، فما بالنا والعلاقة مع تركيا الحليف والبوابة الأهم التي تطل منها على أسيا الصغرى وشرق أوروبا وغيرها من الدول ، ولا يمكن تجاهل أن لتركيا حدود مع الدولة الاسلامية في ايران ، ومن هذه الحدود يتسرب عملاء الاستخبارات المركزية كما تسربوا الى العراق والشام وبعض دول البلطيق فهل يمكن تصديق الخلاف بين الطرفين .؟. الأحاديث تكثر والتنبؤات تتضارب ولا يعرف ساعة الصفر إلا القيادة السورية فهي صاحبة القرار وهي من يأذن بإشعال الفتيل ليكون التحرير الموعود . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |