شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-10-17
 

فـلســـفـة الحـيـاة الجديدة

يوسف المسمار

الفـلسفـة الحـقـة في الحـياة هي فلسفة الحـياة . هي في الإرتـفـاع فـوق الأمـورالصغيرة الـدانـيـة ،وفي التـفـكـير في الحـقـائـق الأساسـيـة ،والمـرامي الأخـيـرة السامـيـة التي تـُحـَرّك داخـليـة الفـيـلـســـوف ، وتـسـتـنـفـر قـواه ومـواهـبـه وعـبـقـريـته فـيـتـفـلت من الزمان والمكان ويُـخـطـط لحـياة جـديـدة راقـيـة ، راسما ً لأمـتـه أجـمـل الـمـُـثــُـل ، وأسـمى الـمـطـالـب .

والفـيـلسوف الحـق هـو المـعـلـم ، الفـنـَّـان ، القـائـد ، النـابـغـة الذي يستطيع بما يمتاز ويتميـّز بـه من مـواهب ونبـوغ وعبقرية أن ينهض بالحـياة ، وبالنـَظـَر الى الحـياة . فيضع قواعـد عـهـد جـديـد لشعبه ، ويوجـِد تعاليم فـلسفـية سـامية تنبثـق من نـظـرة سـامية شاملة الى الحـياة والكون والفـن تستـوعب أسمى المـقـاصـد ، وأرقى المطامـح النـفـسية ، نافـذة ً الى أعماق السرائـر ، مـُحـركـة خـصـائـص النفسية الأصـيلة التي تـُفـَجـِّـر في الأنفس كل قـيـَم ومناقب الوعيّ والمعرفة والتـَفـوق والصراع والبطولة ، فـتـثـور على عهـودها المظـلـمة ، صانعـة بـنـفـسها تاريخها الجـديـد بـوعيّ لا تعتـريه أضالـيـل ، وإيـمـان لا تزعزعـه مـحـَن ، وإرادة لا تـقـهـرها نـوازل ، وروحيّة لا تقبل بأقل من تشريف الحـياة وتحسينها وترقـيـتها .

وتـلامـذة الفيلسوف الأصـحاء هم أولئك الذين وُلـِدوا بالتعاليم النـَيـِّـرة المُـحـيية ولادة ً جـديدة فـنـهـضـوا ، وثاروا ، وحـقـقـوا الإسـتمرار الفلسـفي بين قـديمهـم الأصيل ، وجـديـدهم النـهـضوي الأجـود ، فـأطـَـلوا بهذا التحقـيـق الرائـع على أفـق جـديـد ، وكانـوا بنهـضتهم طـليعة انطلاق الى بلوغ مشارف عـالـم أجـمـل .

هذه هي حقيقة الفلسفة السورية القومية الإجتماعية، وحقيقة فيلسوفها ،وحقيقة تـلامـذتـها :

فيلسوف نابغة عبقري تفلت من حـدود الزمان والمكان فوصل الماضي الأصـيـل الرائـع بالحاضـرالنـهـضـوي الأروع ، فـكـان فيلسوفا ً وقـائـدا ً قـدوة ً للمـسـتـقـبـل .

ونـظـرة فلسفية شاملة الى الحياة والكون والفن ، تـناولت المسائـل الكبـرى في الوجـود بتعاليـم فلسفـة راقية مـنـبـثـقـة من نفسية خـّيـِّـرة جـمـيلة ، آفـاقـُها آفاق العظمة ، اشتملت على حقيقة أساسية صالحـة لإنشاء عالم جـديـد من الفكر والشعور، فكان هذا العالم فوق العوالم الماضية ، ودرجة لا يمكن أن يكون بدونها أي عالم تطوري أجـد آخـر .

أما تلامذتها فهم الذين فـعـل فـيـهم الحافـز الـروحي المستـَمـَد من فلسفة الحياة هذه ، وأدركوا المثال الأعلى الذي تشتـمل عليه هـذه النظـرة الجديدة ، فكانوا أبناء وبنات الحياة الجديدة ، وبُـناة الحياة الجديدة ، وصانعي المستقبل ألأجـود وكانوا الكائن الفلسفي الحـيّ المـُؤهـَل لتحقيق بعث نهضة ألأمـة ، وحـمـل رسـالة الهـُدى الى ألأمـم والشـعـوب .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه