شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-12-01
 

الخطة المعاكسة للتقسيم

الياس عشي - البناء

منذ أن أطلق الأوروپيون، في القرن التاسع عشر، صفة «الرجل المريض» على الامبراطورية العثمانية، منذ ذلك الوقت وهم يخططون لتقسيم سورية الطبيعية، فكانت البداية معاهدة سايكس پيكو 1916 ، تلاها وعد بلفور 1917 الذي توّج بتقسيم فلسطين 1948 . وخلال مئة عام راحت الكيانات تنمو، وفي أحيان كثيرة حدثت حروب ومجازر في ما بينها، فتعمّق جرح التقسيم، مما دفع الغرب، مرة أخرى، وبعد مئة عام، لتقسيم المقسّم وقد تجلّى ذلك في الحرب التي شنّت على الكيان الشامي باعتباره الأقوى بين كلّ كيانات الأمة السورية.

صحيح أنّ الإعلان عن انتصار سورية في حربها العمرها سبع سنوات وبضعة أشهر، صار قاب قوسين أو أدنى، ولكن الصحيح أيضاً أنّ الدول الغربية لن تتوقف، حتى ولو بعد مئة سنة أخرى، عن حلمها بتقسيم المقسّم. من هنا تأتي الخطة المعاكسة التي تستدعي العمل على إقامة جسور من الثقة بين كيانات الأمة، بدءاً بالتكامل الاقتصادي، وفتح المعابر، وتربية وطنية سليمة بعيدة عن المذهبية والطائفية، والقضاء على فكرة الأقليات التي لا تلتقي أبداً مع الديمقراطية.

وإنّ لم نفعل.. سنبقى الحلقة الأضعف في تراتبية الدول.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه