إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تونس - احتجاجات وتحقيقات في حادثة حرق مصور صحفي "نفسه"

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-12-26

DW - خرج محتجون في مسيرات بالعاصمة التونسية ومدينة القصرين ليل الثلاثاء / الأربعاء، على خلفية انتحار مصور صحفي حرقا وغلاء الأسعار، فيما الأمن التونسي يتحفظ على مشتبه به على علاقة بانتحار الصحفي. كما طالبت أسرته بتحقيق.

استخدمت الشرطة التونسية في القصرين الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين عمدوا إلى قطع الطرق وإشعال الإطارات المطاطية ورشق عناصر الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقال شهود لوكالة إن مناوشات وقعت بين الشرطة والمحتجين في حي النور وحي الزهور بالخصوص وفي معتمدية فوشانة. وتأتي الاحتجاجات لليلة الثانية على التوالي في القصرين غداة انتحار مصور صحفي حرقا احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية وتفشي البطالة في المنطقة.

وفي العاصمة، خرجت مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي للاحتجاج ضد غلاء الأسعار وارتفاع كلفة المعيشة. ورفع المحتجون لافتات تندد بـ"التهميش" ولافتات أخرى تحمل عبارة "باستا"(يكفي)، في إشارة الى تدهور الأوضاع الاجتماعية. وفي مدينة طبربة التابعة لولاية منوبة قرب العاصمة، أثار شبان محتجون حالة من الهلع لدى رشقهم قطارا في المنطقة بالحجارة، مما أسفر عن كسر نوافذه الزجاجية كما عمدوا إلى قطع الطرق وحرق العجلات المطاطية في المدخل الغربي للمدينة. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن أغلب المحتجين من "المنحرفين" وقاموا بأعمال شغب ما تسبب في غلق المحلات والمؤسسات في الجهة خوفا من أعمال تخريب.

وتشهد المنطقة حضورا أمنيا مكثفا. وتحيي تونس منذ يوم 17 من الشهر الجاري ذكرى اندلاع الثورة، التي أطلقها بائع الخضراوات المتجول البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة لسلعه، لتنتهي لاحقا بإسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وتشهد هذه الفترة من كل موسم احتجاجات اجتماعية ضد تعطل مشاريع التنمية وتفشي البطالة لا سيما في الجهات الداخلية الأكثر فقرا.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن توقيف مشتبه به في حادثة انتحار المصور الصحفي. وأفادت الوزارة بأن الشرطة أوقفت مشتبها به (18 عاما) من جهة القصرين ويجري التحقيق مع مجموعة أخرى من الأطراف. وتوفي المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي متأثرا بحروقه البليغة بعد أن سكب البنزين على جسده بساحة الشهداء وسط القصرين. وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه الزرقي قبل دقائق من إضرامه النار في نفسه، وكان هناك فيما يبدو صوت آخر مرافق يقوم بتذكير الضحية.

وتوجه الزرقي، وهو يعمل مصور صحفي بالقطعة مع القناة الخاصة "تلفزة تي في"، في الفيديو بنداء إلى العاطلين في القصرين من أجل الانتفاض ضد البطالة والأوضاع الاجتماعية المتدنية في الجهة والاحتجاج ضد وعود السلطة. وقال الزرقي "اليوم سأقوم بثورة لوحدي ومن يريد الالتحاق فليفعل. سأقوم باحتجاجات بنفسي وسأشعلها لوحدي. سأشعل النار في جسدي". وظهر الزرقي بعد ذلك في فيديو آخر في وقفة احتجاجية محاطا بعدد آخر من المحتجين قبل أن تلتهم النار جسمه.

وتشتبه السلطات الأمنية والقضائية بوجود متواطئين تعمدوا إشعال النار في جسم الضحية. وأوضحت وزارة الداخلية أن الشرطة المختصة بالتحقيق في القضايا الإجرامية باشرت تحقيقا "ضد كل من عسى أن يكشف عنه البحث". وتشهد مدينة القصرين تحركات احتجاجية ومناوشات بين عاطلين غاضبين وقوات الشرطة بعد وفاة الزرقي.

وفي سياق متصل، لفتت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها اليوم الإربعاء إلى أنه يتم تداول العديد من الأخبار "المغلوطة" والصور والفيديوهات" القديمة والمنشورات الزائفة" التي يتم ترويجها على أنها احتجاجات وأعمال شغب بكامل تراب الجمهورية بغاية التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن العام". ودعت وزارة الداخلية التونسية وسائل الإعلام إلى التحري في صحة الأخبار المنشورة.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024