شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-02-12
 

جبران باسيل التائه ؟

د. تيسير كوى

دافع جبران باسيل , في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور عدد من السنوات على تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر ,عن وجود اللوحة " التذكارية" التي وضعت بجانب لوحات أخرى مماثلة على مقربة من مصب نهر الكلب بالقرب من بيروت والتي يذكر فيها تاريخ جلاء قوات الجيش السوري عن لبنان على اعتبار أن هذه اللوحة ضرورية لتذكير أجيال لبنان المتعاقبة بأحداث تاريخية واقعية. تكمن المشكلة هنا في أن اللوحة الذي تؤرخ جلاء القوات الفرنسية عن لبنان تشير الى ما كان من المؤمل أو المفترض أن يملأ قلوب اللبنانيين جميعا أو على الأقل أكثريتهم الساحقة بالفرح والطمأنينة لان القوات الفرنسية كانت في لبنان رغم ارادة شعبه أي كانت استعمارية عاثت في لبنان ( وفي سورية ) فسادا واعتقلت وقتلت ودمرت لأسباب فرنسية لا علاقة لها البتة بمصالح اللبنانيين وارادتهم وآمالهم. أما القوات السورية فقد كانت في لبنان بناء على طلب من حكومته الشرعية وشاركت في فترة من فترات وجودها في الدفاع عن لبنان وأهله ومصالحه.

ثمة قصة لابد من ذكرها في هذا المقام عاشها كاتب هذا المقال : عندما دخلت القوات السورية الى بيروت جاء عنصر منها الى منزل جارنا في بيروت. رن جرس البيت بخفر بين وانتظر حتى فتح له الباب وما أن حصل هذا حتى احتضن صاحب المنزل الجندي السوري الذي سارع لابلاغ مضيفه سلاما حارا من والده لأن بين الوالد والمضيف قرابة حميمة وأضاف الجندي أن أباه في دمشق أوصاه بمساعدة هذا القريب وغيره من اللبنانيين واعتبارهم جميعا اخوة وأقارب تجب مساعدتهم.

مساواة القوات السورية بالقوات الفرنسية خطأ اجتماعي لأن عدد كبيرا من اللبنانيين احتمى وقتذاك بالقوات السورية وكان ولا يزال يكن لهذه القوات ولسورية حبا لا يمكن أن يمحوه الزمن ولا العداوات العابرة ولا حتى السلوك الشاذ أو ما وصف بالتجاوزات.

اذا كان الأستاذ جبران باسيل يعتقد أو يظن أن اللبنانيين يجمعون على كره السوريين والقوات السورية فهو مخطئ كما أنه يخطئ كثيرا الى حد غير مقبول اذا اعتقد أو ارتأى أن لاسرائيل حقا في الأمان والسلام في منطقتنا. اذا كان الاستاذ باسيل يريد أن " يخبص" على هذا النحو فلن يكون أبدا مرحبا به من جميع اللبنانيين لترؤس الجمهورية اللبنانية العزيزة كما يبدو وكأنه يرغب ويحلم بذلك. يجب أن يكون من المؤهلات والمواصفات الأساسية الضرورية لأي انسان يطمح الى أن يكون على رأس دولة من دول الهلال السوري الخصيب أن يدرك تمام الادراك أن وجود الكيان الصهيوني وبقاءه لا يمكن الا أن يعني فناء هذه الدول ولو بالتدريج وعلى نحو ممرحل أو اضعاف هذه الدول على نحو ينتهي بها الى العودة الى عدد كبير من القرون الخالية. لا حق لاسرائيل في أي شيء في منطقتنا ولا علاج لوجودها الا ازالتها آجلا أو عاجلا.

على فكرة ما يسمى مبادرة السلام العربية هي صك تذلل واستسلام وعار فالسلام الذي تنشده هذه المبادرة هو ما وصفه سعادة بسلام القبور , قبورنا نحن.

لقد تم زرع اسرائيل بالقوة والقهر والاعتداء والاغتصاب والتدمير ما يتناقض كليا مع القيم الدينية كافة لا سيما منها المسيحية المشرقية أي المسيحية الاصيلة الاصلية. ولا تزال اسرائيل تمارس القهر والقوة والاغتصاب والاعتداءات المتواصلة مع غطرسة تشمئز منها وتتقزز منها النفس الأبية الانسانية.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه