شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-02-16
 

فرنسا بعد الولايات المتحدة تعلن عن نيتها بسحب جنودها من سوريا / الشام

د. بيير عازار

انفجار دراجة مفخخة في مقر الاستخبارات الفرنسية على أطراف مدينة الرقة وفرنسا-بعد الولايات المتحدة- تعلن عن نيتها بسحب جنودها من سوريا/الشام

رغم تكتّم الحكومة الفرنسية الشديد بشأن التفجير الذي ضرب مقر الاستخبارات الفرنسية على الأطراف الشمالية لمدينة الرقة مساء الأمس، والذي لم تُعرف حصيلته حتى كتابة هذه السطور ، إلا أن تصريحات بعض كبار المسؤولين الفرنسيين سرعان ما عَلَتْ متحدثة عن نية فرنسا على دراسة مسألة سحب القوات الفرنسية ( المحتلة ) من الأراضي السورية .

وتفيد آخر المعلومات الواردة ، نقلاً عن وكالة سبوتنيك الروسية ، بانّ الانفجار استهدف أحد مباني معمل سكر الرقة سابقا ، كانت المخابرات الفرنسية استولت عليه في وقت سابق وجعلته منطلقاً لعملياتها المتعددة في المنطقة الغربية لشرق الفرات... وشددت على انّ احداً لم يتمكن من الوصول إلى محيط المنطقة أو الحصول على معلومات عن حصيلة الانفجار ، الذي تردد صداه في جميع أرجاء المدينة ، في حين ضربت قوات التحالف الأميركي( المحتلة ) طوقاً امنياً حول المنطقة ، ومنعت الإعلاميين والمصورين من الاقتراب أو التصوير ، وسط تأكيدات تقارير صحافية ، نقلاً عن شهود عيان ، وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر الاستخبارات الفرنسية جراء الانفجار الضخم الذي نجم عن دراجة نارية مفخخة .

ومع غياب أية حصيلة موثّقة ، أعلن السفير الفرنسي لدى روسيا سيلفي بيرمان Sylvie Bermann , انه تجري حالياً مناقشة سحب القوات الفرنسية ( المحتلة ) من سوريا ، لافتاً الى أن بلاده فوجئت ببيان الولايات المتحدة بشأن سحب وحداتها العسكرية (المحتلة بدورها ) من سوريا/الشام ، رغم أن هذا الانسحاب سيتم بشكل تدريجي ، حيث انسحب رتل أميركي ضخم من مقره في مدينة " الطبقة " بالريف الجنوبي الغربي لمحافظة الرقة ليل الأمس باتجاه مركز المحافظة الواقعة شرق نهر الفرات شمال شرق سوريا/الشام .

وإلى أن تتضح معالم هذا التفجير ، تجدر الإشارة إلى ما قامت به التجمعات الشعبية الحاشدة لأبناء العشائر السورية في مدينتي الرقة ودير الزور قبل أيام قليلة ؛ حيث أكد وجهاء العشائر أن القوات الأميركية ومعها القوات الفرنسية ، هي قوات احتلال عسكري غير شرعي ، ويتوجب عليها الخروج من الأراضي السورية على الفور ، ووقف تدخلاتها في شؤون سوريا/الشام الداخلية تحت أية ذريعة كانت ؛ فيما قام مواطنون سوريون بحرق الإعلام الأميركية والفرنسية ودوسها بالأقدام ورفعوا العلم السوري ، كذلك نددوا والتهديدات التركية التي لم تنقطع بحجة " محاربة الإرهاب " .

وهكذا يرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - الذي للتذكير تدنّت شعبيته كثيرا وفق آخر إستطلاعات الرأي، على خلفية استمرار " السترات الصفراء " لتحزكاتها المطلبية والمشروعة - يرى نفسه محشوراً في الزاوية التي حددتها له سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة ؛ لا سيما أن شريحة واسعة من الفرنسيين يرفضون مثل هذه التدخلات (الاحتلالات ) في شؤون الدول الأخرى.

هذه التطورات المفاجئة تزامنت مع قيام قوات الاحتلال الأميركي بمنع وصول قوافل الإغاثة الإنسانية من قِبَل فرق الهلال الأحمر السوري إلى المواطنين السوريين على الضفة الشرقية لنهر الفرات ؛ على الرغم من ترحيل القوة الأساسية من القوة العسكرية الأميركية المحتلة عن المنطقة ، ولم يبقَ لها سوى مقر واحد للاتصالات يديره عناصر من المخابرات الأميركية ، وهو موجود في إحدى المدارس الحكومية بحي الإسكندرية في مدينة " الطبقة " ، ووظيفته التجسس والتشويش على الاتصالات .

لقد قطع الجيش السوري " شهية " الاستعمار الجديد لدى الفرنسيين ؛ كم قطع " شهية " التقسيم الجغرافي لدى الأميركيين، الذين عملوا كل ما في وسعهم ، مع أدواتهم الصاغرة في بلدان الخليج ، وايضاً مع " المعارضات السورية في الخارج " اللواتي سقطن في وحل الخيانات العلنية ، وغَرقْنَ في مستنقع الوعود الفرنسية الاَسنة ، وفق اعترافات بعض اقطابهم ممن كانوا لا يغيبون عن شاشات قنوات الفتنة في باريس ولندن وواشنطن والرياض والدوحة ...والقائمة تطول .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه