إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيان الأول من آذار 2019

عمدة الإذاعة

نسخة للطباعة 2019-02-28

إقرأ ايضاً


يعود بنا الأول من آذار كل عام إلى أنطون سعاده، مؤسس وزعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، الرجل الفذ بحضوره وعمله، القدوة المتقد بعبقريته، المقاتل المتسلح دائماً بعقيدته، الزعيم العادل والمقاتل في سبيل كل رفيق من رفقائه، المتواضع باتساع معرفته، المناضل من أجل حياة سورية والواقف حياته على انتصار حقيقتهاولا شيء دون حياة سورية وعزّها قد يغريه أو قد يكون ملاذاً له في الفكر والعمل والنضال والمصلحة والعقيدة. لأجل سورية الأمة والوطن كان صراعه ولأجلها كانت حياته واستشهاده.

ميلاد الزعيم يحمل معه لقلوب القوميين الاجتماعيين حضوراً فياضاًمن أخلاق سعاده، من القيم الموغلة في النهضة، وتعاليمها ومثلها المغروسة في نفوس المدركين لحقيقة عقيدتهم وفكرهم ودعوة زعيمهم، فلا تؤتى ثمارها لضعاف النفوس مهما حاولوا، تُخلفهم وراءها وتزداد صلابة كلما هتف هاتفٌ بحياة سورية، فهي العلامة الفارقة في سيرة سعاده ومسيرة حزبه.

سعاده المُقتدر بفكره وحزبه، أيقن حتمية الصراع في معترك العقائد ولا مساومة في نزال سيحدد مصير الأمة السورية ولا تنازل عن حقوقها. هذا الصراع إبتدأ لحظة إعلانه مفهومه العقدي للإجتماع ورؤيته الواقعية المؤسسة على العلوم والمعارف للأمة ووضع مشروعاًحقيقياً لخروجها من التبلبل والتفسخ، بما يحمله من مبادئ واستهدافات تنتصر لمصالح الامة والشعب السوري على الارادات الفئوية والخصوصية والانشقاقية والانعزالية في الداخل وتضع حداً للإرادات الأجنبية وارتباط أصحاب المشاريع الفردية بها.

إن الصراع كان عنواناً لحياة سعاده ونهجاً سار عليه هو وحزبه، فلا حياة وعزّ دون صراع، وكلما بلغنا قمة صارعنا لبلوغ قمة أخرى تٌحقق أماني الشعب السوري في الانعتاق من استغلال السياسات التقسيمية والانتصار على الرجعة لضمان مستقبل أجود في كنف أمة قوية يمكنها المحافظة على شعبها وأرضها والوصول بالمجتمع السوري الى فلاحه وانتصاره على أعدائه.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

إن التحديات المصيرية المفروضة على الأمة السورية في حروب تدميرية للانسان والعمران تستعر على جبهاتها، ترسّخ بما لا يقبل الشك، حضور سعاده وتعزز راهنية عقيدته ودعوته. خطط التقسيم الدائرة في الداخل وفقد الهوية الجامعة لأبناء الامة السورية ومحاولات إضعاف عوامل تفاعلها وتوحيد قواها، كلها أسباب ما زالت تعيق ترابط المصالح القومية وتضعف الأمة تجاه العالم. وفي المقلب الآخر تتفاقم فوضى المطامع الأجنبية في أجزاء كبيرة من الوطن السوري، وفلسطين تشتد حاجتها إلى قوة الأمة وفعل إرادتها.

إن سورية اليوم هي في حالة قتال في سبيل الحفاظ على نفسها ومنع الاطماع اللاهثة خلفها من كل حدب وصوب والاخطار المحدقة بها لمنعها من الوصول الى مآربها. ونحن لا نرى إمكانية ضمان نجاتها إلا بوحدتها. من هنا يأتي الدور الطبيعي للقوميين الاجتماعيين أن يعملوا في سبيل وحدة بلادهم وأمتهم، ويسعوا إلى تعزيز التفاعل بين جميع أبناء الامة وكياناتها لرفع مستوى عوامل وحدة الحياة ففيها وجودها وارتقائها.

في هذا الدور، مثّل القوميون الاجتماعيون وما زالوا العامل الاساس في التأكيد على وحدة الامة السورية وأهمية هذه الوحدة الاجتماعية والسياسية فكانوا النموذج الأبهى لقدرة السياق اللاطائفيواللامذهبي واللاعرقي على خلق هوية تحصن روحية المجتمعوتضمن حاضره ومستقبله، وقد أكدت معركة القضاء على الارهاب في الشام والعراق ولبنان إرتباط الارض والشعب وأن في تماسكهما وتوحدهما السبيل الوحيد للحياة، واستطاعت وحدة الشعب والقوى المقاومة على امتداد الأمة إنجاز ما لم تستطع أن تحققه شعوب ودول في مواجهة الارهاب وهو انتصار حققته اليوم سورية لصالح الانسانية جمعاء.

هذه الصورة الواضحة في رؤية الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي عقيدته التي يعمل لها بكامل حضوره على امتداد الأمة السورية والوطن السوري في القرى والبلدات والمدن ويعبّر القوميون الاجتماعيون في كل مفصل عن إيمانهم بانتصار أمتهم وقضيتهم، ويصارعون في سبيل مجد بلادهم وقد بذلوا خلال تاريخهم التضحيات الجسام وكانوا دائماً مناضلين بالفكر والكلمة والعمل والجهد والسلاح، وأضاء مسيرتهم آلاف الشهداء، وفي جعبتهم المزيد من العمل والعطاء في سبيل سورية.

اليوم تزداد التحديات في الداخل وأمامها تزداد الحاجة الى العمل المضني والعطاء المقرون بالواجب في سبيل الخير العام. من العراق الذي يتهيأ للخروج من مستنقع تعطيل مؤسسة الدولة وآلياتها والبدء بالتأسيس لمرحلة جديدة من تاريخه والمدعو للسير بخطى حثيثةلتمتين بناه الاجتماعية بعيداً عن التناحر المذهبي والطائفي وصولاً إلى رحاب الدولة والمؤسسات وتأمين مصالح المواطنين. وفي الشام حيث تضع الحرب أثقالها والمعركة الحقيقية قد بدأت تواً، لدرء الاطماع الخارجية فما لم يحققه العدوان الأطلسي وفي مقدمتهم تركيا والولايات المتحدة الأميركية والدولة اليهودية في الحرب لن تحققه في السلم. من هنا فإن الصراع اليوم لبناء الانسان المؤمن بوحدة المجتمع القادر على تحصين الدولة وتثبيت سيادتها خارج أية اصطفافات قد تتيح للفساد أرضاً خصبة تعيق الاصلاح الاداري والسياسي والمؤسساتي. ولا بد من الدفع باتجاه تعزيز مكامن القوة الروحية والمادية في الأمة لإعلاء مصلحة المجتمع فوق كل مصلحة، وصيانة الوطن والوفاء للشهداء ولكل التضحيات عبر صيانة مؤسسات الدولة ومفاهيم نشوئها ضمن رؤية سيادية تدفع باتجاه الوحدة القومية.

وفي لبنان، وبعد التراجع الخطير في بناه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، انخرط القوميون الاجتماعيون ولا يزالون في معركة ضد فساد الادارات مع المطالبة بحقوق المواطنين في الحياة والعز والكرامة بالتوازي مع حماية المقاومة التي هم في صلبها. ولا ريب أن توجه الحزب سيكون دائماً ضد هدر المال العام، ومع محاسبة أرباب الفساد والاقطاعات الرأسمالية المتحكمة بمصير المواطنين والعمل على تأمين الخدمات الأساسية لهم والدفع باتجاه تعزيز مفهوم الدولة الراعية والاقتصاد الانتاجي وتمكين التعليم الرسمي والمحافظة على البيئة ومعالجة جملة ملفات مطلبية بات لزاماً إيجاد حلول لها، وهذا يتطلب أيضاً السير باتجاه عنوان أساسي من مبادئ الحزب الاصلاحية وهو فصل الدين عن الدولة وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب.

أما فلسطين ومع كل الصفقات التي تحاك حولها وتحاول دول الاستعمار المقنع بالديمقراطية تمريرها على حساب شعبنا السوري كله، وحق الامة السورية في تقرير مصيرها، فإن هذه المشاريع لا يمكن أن تمر طالما في سورية من يطالب بالارض والحق القومي ويقارع اليهود وأحلافهم برؤية واضحة تثبت أن الحق ليس حقاً في معترك الأمم إلا بما يدعمه من قوة.

إن القوميين الاجتماعيين اليوم يمثلون الحالة المتمايزة في المجتمع، هم اللاطائفيون بحق والوحدويون بحق وهم حقيقة الأمة السورية بوجه وهم التقسيم والتسويات والنقطة المفصلية في تاريخها وهذاما أراده أنطون سعاده، وهذا ما أقسمنا عليه اليمين بحقيقتنا وشرفنا ومعتقدنا وكلنا إيمان أن حياة سورية هي في توحدهاوانتصار إرادتها في الارتقاء والنهوض بالمجتمع. وعلى هذا أقسمنا وسنبقى على عهدنا.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

في الأول من آذار نؤكد على عهدنا في درب الصراع لتحقيق مصالح أمتنا وعلى حفظ المبادئ القومية الاجتماعية وصون المؤسسة الحاملة لها، الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذه المؤسسة الحاملة للذاكرة النضالية لآلاف التضحيات والشهداء ومسيرة العزّ التي بها نحيا ولنا من مؤسسها سعاده قدوة بأن "الحياة كلها وقفة عزّ فقط".

المركز في: 01/03/2019

​ دوموا للحق والجهاد

لتحي سورية وليحي سعاده

عميد الإذاعة

الرفيقة داليدا المولى

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024