شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-03-29
 

الحزب في يوم الارض: القمة العربية لن تتخذ قرارات بمستوى الخطر المحدق بالمسألة الفلسطينية والجولان

لمناسبة يوم الأرض، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالى:

يحيي شعبنا ذكرى يوم الأرض هذا العام، في ظل أخطر هجمة صهيونية ـ أميركية، تستهدف تهويد أرضنا وسلب حقنا من خلال صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية، والاعتراف الأميركي بما يسمى "السيادة الاسرائيلية" على مرتفعات الجولان، ما يشكل تهديداً وجودياً ومصيرياً لشعبنا، وحيال هذا التهديد، وهذا الخطر، لا خيار لشعبنا إلاّ اطلاق النفير العام، والتمسك بحقه المشروع بممارسة كل أشكال المقاومة لانهاء الاحتلال ودحر الغزاة، وتثبيت هوية ارضنا كل أرضنا.

إن يوم الأرض الذي ابتدأ في 30 آذار 1976 بمسيرات غضب وبتظاهرات عارمة رداً على مصادرة الاحتلال الصهيوني آلاف الدونمات من أرض فلسطين، شكّل هذا اليوم، وعلى مدى أربعة عقود ونيف، مناسبة يحييها شعبنا، ليؤكد من خلالها تمسكه بأرضه وبحقه في مقاومة الاحتلال.

وبما يختزنه يوم الأرض من معان تجسّد الإنتماء إلى الأرض، والثبات على قيم الحق والحرية، ولأنه يجسّد معاني البذل والتضحية والفداء، فإننا نرفع التحية للشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض ومن أجل لتثبيت هويتها، ونؤكد على ما يلي:

ـ إن الاحتلال اليهودي لأرض فلسطين، واقامة كيان استيطاني عنصري، ومهما مارس هذا الاحتلال من عدوان واجرام ومجازر وعمليات استيطان وتهويد، فإنّ الحقيقة الثابتة والراسخة والتي تتعاظم مع الأجيال جيلاً بعد جيل، هي أنّ فلسطين، كل فلسطين، هي أرضنا وحقنا، وأن الكيان الاستيطاني العنصري اليهودي زرع اصطناعي مصيره التلاشي والموت والزوال.

لقد قدم شعبنا التضحيات الجسام، صموداً وكفاحاً ومقاومة واستشهاداً، وبهذه التضحيات، ثبّت هوية الأرض ورسّخ معنى الانتماء لها، وبمقاومته أسقط مفاعيل "وعد بلفور" المشؤوم، وأفشل مخططات القوى الاستعمارية التي راهنت على كسر ارادته والنيل من عزيمته.

إن ما سطره شعبنا من مواقف حاسمة وملاحم صمود وبطولة في مواجهة الاحتلال اليهودي وغطرسته وعدوانه، شكل أساساً للمواجهة المصيرية المفتوحة، ورفضاً لكل مسار التسويات والمساومات واتفاقات الإذعان التي رعتها الادارات الأميركية المتعاقبة في ظل نظام دولي أحادي القطبية موغل في غطرسته وهيمنته وفي عدائه لشعبنا وأمتنا.

اليوم، وفي يوم الأرض، ندعو شعبنا الى تصعيد وتائر النضال بكل أشكاله وبمختلف مستوياته، لاسقاط صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية، والتي هيأت لها أميركا مع دول غربية واقليمية وعربية، وتعمل على فرضها لصالح كيان الاحتلال الصهيوني.

إن وقوف شعبنا بكل قواه الحيّة، صفاً واحداً وقلباً واحداً، رفضاً وتصدياً لصفقة القرن المشؤومة، أولوية نضالية، لا بل واجب الوجوب، فالحق لا يستجدى إستجداء، بل يتطلب كفاحاً مسلحاً ونضالاً ومقاومة ودماءً وتضحيات.

الرهان، كل الرهان على شعبنا ومقاومته في كل بلاد الشام والرافدين، خصوصاً أنّ بعض دول العالم العربي قد تآمرت عن فلسطين، وطبّعت مع العدو الصهيوني وأصبحت جزءاً من صفقة القرن.

الرهان على شعبنا، لأنّ القمة العربية التي ستعقد هذه الأيام، لن تتخذ قرارات بمستوى الخطر المحدق بالمسألة الفلسطينية وبمرتفعات الجولان وبمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر. ولن تتجرأ على سحب مبادرة مرفوضة من عين أصلها، ولن تنسحب من "كمب ديفيد" و "اوسلو" و وادي عربة"، ولن تتخذ قراراً بوقف عمليات التطبيع، ولن تعلن النفير دفاعاً عن فلسطين والجولان. ذلك، لأن بعض دول العالم العربي وضع كل أوراقه في السلة الأميركية.

لقد بات واضحاً، أن مقدمات "صفقة القرن" والقرار الأميركي حول مرتفعات الجولان، بدأت مع ما سمي "الربيع العربي" الذي استخدم الارهاب والتطرف وسيلة لتقويض استقرار المنطقة، ولاسقاط الدولة السورية التي رفعت على الدوام، ولا تزال، راية فلسطين وتحتضن المقاومة لتحرير الأرض. ولذلك فإن التآمر على الشام، هو تآمر على فلسطين، وعلى كل قوى المقاومة.

إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال اليهودي ومن ثم قراره بشأن الجولان السوري المحتل، وكذلك صفقة القرن، كلها توضح بأن "الربيع العربي"، كان مجرد اسم مستعار لمخطط صهيوني ـ أميركي لتصفية المسألة الفلسطينية بتواطؤ من دول اقلمية وعربية دعمت ومولت المجموعات الارهابية المتعددة الجنسيات.

لذلك، فإننا، وفي يوم الأرض، ندعو شعبنا إلى تصعيد نضاله في مواجهة الصفقات والمؤامرات التي تهدد وجودنا ومصيرنا وتستلب أرضنا وحقنا.

وندعو الشعوب العربية الى التمرد على الأنظمة المطبعة مع العدو الصهيوني، وأن تخرج إلى الساحات رفضاً للاحتلال والارهاب والغطرسة ونصرة لفلسطين والجولان، وهذا هو دأب هذه الشعوب.

كما ندعو كل شعوب العالم الحر، إلى رفع الصوت ضد سياسات الهيمنة الأميركية المعادية لحقوق الشعوب، والتي لا تكتفي باشعال الفتن وشنّ الحروب والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة، بل تنتهك القوانين والمواثيق والقرارات الدولية، ما يشكل تهديداً للاستقرار العالمي، وفرضاً لشريعة الغاب الأميركية.

في يوم الأرض، نجدد إدانتا لصفقة القرن ولقرارات الرئيس الأميركي بشأن القدس ومرتفعات الجولان، ونؤكد بأن فلسطين لنا، والجولان لنا، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر لنا، هذه أرضنا وحقنا، وبأن المقاومة هي نهجنا وخيارنا، وبالمقاومة والصمود صبح التحرير آت لا محال.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع