إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ندوة حاشدة نظمتها منفذية زحلة بعنوان "الحرب السورية أسباب ومآلات"

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-03-11

الدكتور سامي كليب: الفرصة حقيقية لاطلاق مشروع نهضوي في سوريا وحزب سعاده دوره مفصلي

إحياءً لذكرى ميلاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أقامت منفذية زحلة ندوة سياسيةً للإعلامي الدكتور سامي كليب بعنوان "الحرب السورية- أسباب ومآلات"، في قاعة المؤتمرات - بارك اوتيل - شتورة. حضر الندوة عميد الاذاعة الرفيقة داليدا المولى، منفذ عام منفذية زحلة الرفيق إيلي جرحس وهيئة المنفذية، عدد من مسؤولي الأحزاب والشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والبلدية والاختيارية، والفعاليات الأكاديمية والثقافية إضافةً إلى حشد من القوميين الاجتماعيين والمواطنين.

التعريف:

استُهِلّت الندوة بعد النشيدين اللبناني والرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، بكلمة لناظر الإذاعة الدكتور الرفيق لؤي زيتوني حول استشراف أنطون سعاده للمخاطر التي تحيق بالأمة جاء فيها:

تحيّة الفجر الجديد الذي يشعّ على بلادنا وتاريخها.. على وجودنا وفكرنا.. على مفاهيمنا وقيمنا التي تحوّلت لتكون عنصراً من عناصر الوحدة والحياة والتّطوّر، بدلاً من كونها مظاهر تفرقةٍ وجمود...

التّحيّة لكلّ نقطة ضوء كان مدادها سعادة ونهضته، وما زالت تشعّ إلى اليوم وستبقى معلنةً أن "ليس بعد اللّيل إلاّ فجر مجدٍ يتسامى".

لن أكـرّر على مسامعكم كلماتٍ تعوّدتم على تلاوتها أو سماعها في هذه المناسبة، ولا أريد لتلك الكلمات أن تفقد معانيها العظيمة الحقّة.. لأنّها لا تعني ميلاد رجل فردٍ متميّز فحسب، بل تعني إحياء أمّةٍ بأسرها، وتأكيد على أنّ أمّتنا عصيّة على الموت لأنّها أنجبت رجلاً استطاع أن يعيد الحيويّة والدّم إلىى أوصالها، وأن يمسح غبار الزّمن والانحطاط والتّخلّف عن حقيقتها، وأن ينير دروب حياتها وارتقائها..

لكنّ السّؤال هنا، ما دمنا أمام قامةٍ بهذا الحجم: لماذا لم تكن تعاليمه ورؤاه مرجعاً أصيلاً لنا في مجتمعنا هذا؟ ولمَ لم نسر على نهجه ونتلقّف كلامه الذي يحذّر فيه من المخاطر التي تحيق بهذه الأمّة منذ ثمانين عاماً وما يزيد؟

في الواقع، لا يمكن للقارئ منّا أن يغفل عن كلامه الذي يرى فيه بأنّ "سورية القوميّة الاجتماعيّة لا تنتظر أن يحرّرها أحد، لأنّها تعلم أنّها إذا لم تحرّر نفسها هي وتحارب من أجل سيادتها وحقوقها فلن يحرّرها سلطان أجنبيّ"، وذلك لأنّنا "لسنا أمّةً حقيرةً قليلة العدد، فقيرة الموارد، معدومة الوسائل. نحن أمّة قويّة عظيمة: قويّة بمواهبها، غنيّة بمواردها، عظيمة بروحها".

ولا أحد ينسى في هذا المجال موقفه الجذريّ والصّارم الذي لا يقبل الجدل من الخطر الأوّل المتمثّل العدوّ اليهوديّ، فلا مَن يقاتلنا في ديننا وحقّنا ووطننا إلاّ اليهود، ومعروف استشرافه المبكر لهذا الخطر. لكنّ هذا الموقف لم يكن متوقّفاً عند هذا الحدّ، إذ شمل استشراف المخاطر المحيطة بنا كلّها. ولعلّ أبرزها ما يعلنه عن الولايات المتّحدة بالقول: "الظّاهر أنّ لمعان الدّولارات قد أعمى بصيرة الأميركيين حتى أنّهم أصبحوا يوافقون على الاعتداء على حريّة الأمم بدمٍ بارد"، فهو يبيّن تخلّي الولايات المتّحدة عن كلّ الأسس الأخلاقيّة في سبيل المصالح الاقتصاديّة.

ومنها ما ألقى فيه الضوء على الخطر التّركيّ القائم آنذاك، والذي يستتبع طموحات قد لا تنتهي في بلادنا، حين يصرّح: "إنّ الأتراك قد أخذوا منذ الآن يحسبون الاسكندرون السوريّة تركيّةً ويوثقّون علاقاتهم القوميّة بها حتّى أنّهم أطلقوا عليها اسماً تركيّاً جديداً. ولم يكتفوا بذلك، بل هم يتطلّعون الآن إلى أمام الاسكندرون، إلى حلب ثمّ الجزيرة".

وهذا دون أن نغفل عن إعلانه الشّهير الذي أتى فيه: "هنالك خطرٌ ثانٍ يلوح في الأفق، إنّه خطر كردستان وإنشاء دولة كرديّة"، وحول الخطر التّكفيريّ الحاضر من الصّحراء إذ وجد "في العصبيّة الدّينيّة الوهابيّة المنتشرة في الجزيرة العربيّة، عداءً للسّنّة والشّيعة وللتمدّن المسيحيّ والإسلاميّ العام، وخطراً يرمي إلى فتحٍ عربيّ جديد للبلدان المجاورة للسّعوديّة وخصوصاً للأمّة السّوريّة" والقائم "على عصبيّة مادّيّة خطرة..." مستعدّة لإقامة حربٍ وشراء العملاء مقابل حفنات من المال.

وبعد هذا نسأل: أليست هذه عناصر الحرب اليوم على الشّام؟ وهل يمكن البحث في ما يصيبنا اليوم على السّاحة القوميّة بمعزلٍ عن هذه الرّؤية؟

من هذا المنطلق، كان عنوان محاضرتنا هذه اليوم "الحرب السّوريّة- أسباب ومآلات"، وكان ضيفنا الكريم له باع طويل في الإعلام وفي التّحليل السّياسيّ، وفي كشف الستائر عن خفايا المسائل المطروحة راهنا.

الدكتور سامي كليب

بعدها استعرض الإعلامي د. سامي كليب بإسهاب الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب السورية والنتائج التي ترتبت على هذه الحرب. وبدأ الندوة بشكر الحزب السوري القومي الاجتماعي على دعوته ليكون ضيف القوميين الاجتماعيين في ذكرى عزيزة عليهم في الاول من آذار، ومن ثم تلا نصاً لأنطون سعاده معايداً من خلاله جميع النساء في عيد المرأة العالمي جاء فيه: "حبيبتي.. كلما اقترب عيد ميلادك كلما وددت لو أنكِ بقربي تسندين رأسك إلى كتفي ونصغي معاً إلى نشيد الحياة والحب. وكم تمنيت لو أتمكن من الطيران إليك في محل هذه الرسالة. إن ذكرى ميلادك تجلب معها أمواجاً خفية من العواطف تحرّك أوتار القلب وتطمو على ضجيج الحياة اليومية.

إني سأكون معك في يوم الذكرى. فستكونين في فكري وفي نبضات قلبي وفي اختلاجات شفتيّ".

وفي موضوع الندوة "الحرب السورية أسباب ومآلات" إعتبر أن التخطيط للحرب على الشام، ترافق مع محاولة ضرب مجموعة من الدول التي دعمت فعلياً المسألة الفلسطينية، مثل العراق والشام ولبنان والجزائر والسودان، وأغلب هذه الدول طالتها التغييرات الآتية من الولايات المتحدة الأميركية وأكد أن المشروع الأساسي هو حماية "إسرائيل"، مشدداً أن ذلك لا يجب أن يقوتنا أو يغيب عنا.

وأضاف أن الحرب على دمشق بدأت منذ مدة طويلة، وعاد الى مرحلة تولي الرئيس الدكتور بشار الأسد رئاسة الجمهورية والظروف التي أحاطت بالسنوات الأولى من عهده على الصعيدين الدولي والاقليمي وأهمها:

- جاء بعد أقل من 5 أشهر على انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا

- جاء قبل نحو 5 أشهر من انتخاب بوش الابن والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية

- في ايران كان الاصلاحيون بقيادة محمد خاتمي قد حققوا فوزاً كاسحاً في الانتخابات العامة

- العراق يعلن في 1 حزيران من العام 2000 "أن العقوبات قضت على اكثر من مليون و350 ألف نسمة معظمهم من الأطفال".

- انسحاب العدو "الاسرائيلي" من جنوب لبنان في العام 2000

- عدوان "إسرائيل" على رادار للجيش السوري في لبنان بعد 10 أشهر على رئاسة الدكتور بشار الأسد

- 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأميركية

- 2003 اجتياح العراق

واعتبر أن هذه الأسباب الى جانب الاملاءات الاميركية التي تمادت إثر اجتياح العراق كان هدفها الأساس هو القضاء على المقاومة في لبنان والشام والعراق وفلسطين وتقويض أية قوة تساند هذا المحور. واستعرض ما كشفه الرئيس اللبناني الأسبق اميل لحود عن لقائه مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول عام 2003 والمطالب الثلاث المستغربة التي حاول فرضها على لبنان وقال: "عام 2003 عندما سقطت بغداد في أيدي الأميركيين، طلب وزير الخارجية الأميركي كولن باول المجيء الى لبنان بعد شهر من سقوط العاصمة العراقية. دام اللقاء نصف ساعة فقط. كنت أنا ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ووزير الخارجية اللبناني. قال (كولن باول) عام 2003، الآن سقطت بغداد، جئت أبلغكم بما تريده الادارة الأميركية: أولاً: لم يعد هناك من شيء تسمونه المقاومة إنهم مجموعة من الارهابيين. ستضعون حداً لعلاقتكم بهم. ثانياً: على سوريا أن تخرج من لبنان. وثالثاً: سيتم تحويل الشرق الأوسط الى نظام ديمقراطي. جاء وأملى علينا شروطاً كما لو كنا في عهد الانتداب. قال إنه ليس لديه سوى نصف ساعة لأنه سيتوجه بعدها إلى إسرائيل". كما عرض لجزء من المحضر السري للقاء الرئيس بشار الاسد وكولن باول عام 2003 وأورد حرفياً ما قاله وزير الخارجية الاميركي في هذا الاجتماع: "نحن نريد بقدر استطاعتنا أن ننهي العنف ونريد منكم مجدداً أن تضعوا نهاية لأعمال الجماعات الفلسطينية الرافضة والموجودة لديكم في سوريا وفي دمشق، سواء أكانت حركة حماس أم غيرها من الموجودين هنا. وقد تحدثت عن هذا الأمر مسبقاً واعلم أنه يجب إغلاق هذه المكاتب... أطلب منكم سيادة الرئيس إغلاق هذه المكاتب وإخبار قادتها أن يجدوا مكاناً آخر ليمارسوا فيه نشاطهم، وهذا سيرى على أنه إشارة إيجابية جداً من قبلكم ليس في المنطقة فقط بل في الولايات المتحدة أيضاً". واعتبر أن هذه المطالب كانت لضرب الحركات المقاومة مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله أيضاً والدور لاحق الجميع خلال التحضير لضرب الشام ويتابع ما جاء به كولن باول خلال لقائه الرئيس الاسد "النقطة الأخرى التي أرغب في التحدث بشأنها، تتعلق بحزب الله. طبعاً ما زال لدينا بعض الاشارات التي تدل على ان دعم حزب الله مستمر من خلال شحن بعض المواد الى حزب الله عبر سوريا، ونويد أن نطلب منكم مجدداً وقف هذا النوع من النشاطات. نحن لدينا طرقنا للمراقبة بحذر شديد ومعرفة كيفية تحرك هذه الشاحنات. وبصراحة من الافضل أن يكون هناك وقف للعمليات العسكرية من جنوب لبنان، ووفقاً لاتفاق سابق يجب أن تتحرك القوات المسلحة اللبنانية باتجاه جنوب البلاد وأن تأخذ مواقعها هناك، وهذا ما نأمله: 1. من الافضل التعاون مع الرئيس أيو مازن ومحمد دحلان 2. يجب طرد خالد مشعل الى البقاع اللبنانية".

بالمقابل كان هناك لقاء بين الرئيس الاسد والسيد علي الخامنئي في 16 آذار 2003 قبيل سقوط بغداد وكان المد الأميركي الاتي الى المنطقة واضح والتحالف ضروري للمواجهة وأبرز ما تم الكشف عنه من محضر هذا الاجتماع: "لم نكن في بداية الأمر راغبين في الحرب لمعرفتنا بضررها الكبير، لكننا لا نستطيع أن ننتظر مجيئها إلينا، وتعلمون أننا وإياكم الوحيدون في المنطقة الذين نملك قرارنا، وباعتقادنا أن إطالة أمد الحرب هي أهم ما يمكن أن نعمل عليه لأن ذلك سيؤدي إلى إنهاك أميركا وإغراقها أكثر في الوحل العراقي. صحيح أن الكثير من الشعب العراقي لا يحب صدام حسين، لكنه لن يقبل احتلالاً أميركياً على أرضه، ونحن على اقتناع بأن مقاومة ستنطلق ضد هذا الاحتلال ولا بد لنا من التنسيق قبل الحرب لأنه في حال نجحت أميركا في العراق فستصبح "إسرائيل" هي التي تقرر مصير جميع الدول بما فيها سوريا وإيران وسوف تنتقل الحرب ضد الفلسطينيين وتستهدف القضاء على المقاومة".

استعرض بعدها حركة الرئيس الاسد الاقليمية وتواصله مع بعض الدول العربية ومحاولة وضع حد للمشاريع التي باتت جلية بخلق حلف عربي لم ينجح في الوصول إليه. وبالتالي كان من الطبيعي في ظل تحالفات الانظمة العربية مع الولايات المتحدة الأميركية وتفكك العراق والازمة التي هزت لبنان بعد العام 2005 ان يتجه الرئيس الأسد الى إيران لحماية المقاومة ودعم الصراع في فلسطين، وبدا ذلك الحلف واضحاً في قمة دمشق المفصلية التي جمعته مع الرئيس الايراني أحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله في 26 شباط من العام 2010.

أسست هذه الظروف ورفض لبنان والشام المطالب الاميركية التي حملها باول بحسب الدكتور كليب لبدء وضع مشروع ضرب الشام من البوابة اللبنانية وبالتدخل لاحقاً فيها سعياً للقضاء على محور المقاومة وتطويق أي خطر على كيان العدو وكان هناك ارض خصبة في سوريا لزرع الارهاب لمواجهة التقارب السوري – الايراني. وأضاف أن ظهور حركات المعارضة بداية الازمة والخطاب الذي حملته والدعوة لضرب المقاومة والتسويق للسلام مع "اسرائيل" كان واضحاً منه أن الخطة بدأت لتتحول بعدها المعارضة الى مقاتلين وإرهابيين.

وبحث في خطاب ما سمي "المعارضة السورية" في بداية الأحداث وكيف بدأت تظهر مطالب تهاجم المقاومة وعرض لما قاله السيد حسن نصرالله للكشف عن هذه السياقات في أحد خطاباته: "ما أخفى الانسان من شيء إلا وظهر على فلتات لسانه وصفحات وجهه، ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في إسطنبول... منذ يومين أو ثلاثة يقول: نحن ان استطعنا ان نغيّر النظام واستلمنا السلطة في سوريا، نريد أن نقطع علاقتنا مع إيران "مفهوم"، ونريد أن نقطع علاقتنا مع حركات المقاومة في لبنان وسمى حزب الله وحماس، هذه أوراق اعتماد لمن؟ هذه ورقة للأميركي والاسرائيلي". ويابع نقلاً عن السيد نصرالله :"يوجد أحد القياديين الذي يعتبر نفسه أنه ينتمي الى تنظيم إسلامي في سوريا، ظهر ليقول: إذت نجحنا في تغيير الوضع في سوريا، سوف نعبر الحدود اللبنانية ونذهب الى لبنان لمقاتلة حزب الله ومعاقبته وتحجيمه. عظيم، هذه أوراق اعتماد لمن؟ لأميركا و"اسرائيل"".

واستنتج أن أولى الخلاصات للمشروع والتي ظهرت مع بداية الحرب على دمشق التالي:

"أولاً: محور المقاومة مستهدف

ثانياً: سوريا هي الحلقة التي سيتم ضرب الارهاب فيها بعد تطويق الاختراقات في ايران وصعوبة اختراق حزب الله

ثالثاً: استهداف سوريا سيحقق اهدافاً كثيرة بينها ضرب أو تطويق محور المقاومة، شل قدرات الجيش السوري، منع السلاح عن حزب الله، انفضاض العرب عن سوريا، تعزيز الفتنة المذهبية

رابعاً: استنزاف ايران وحزب الله مالياً وعسكرياً ثم تحويلهما الى أهداف ارهابية".

وفي السياق أورد شهادات لمجموعة كتاب غربيين كشفوا عن وثائق ومحاضر اجتماعات تروي ما أعد للشام لوضع يدها على الثروة البترولية والغازية بينهم الكاتب السياسي رولان دوما الذي يورد في كتابه Politiquement Incorrect حادثة حصلت معه قبل عام 2010: "كنت أقوم برحلة عمل الى لنجن، حيث أن أحد موكلي (لأن دوما محامي أيضاً) كان يواجه خلافا تجارياً يتعلق ببيع معدات لسكك حديدية مع شركة جزائرية. وفي اليوم التالي، وعلى غير عادته، دعاني موكلي الى فطور صباحي مع شركائه البريطانيين للحديث في السياسة.وأثناء المحادثة معهم حول الشاي والكعك ولحمة البايكون، قال لي أن ثمة تحضيراً يجري لشيء ما في سوريا؟ فوجئت وسألته عن ماهية ذاك الشيء، فقال لي بوضوح أن المر يتعلق بالإطاحة ببشار الأسد واستبداله بجنرال متقاعد من الجيش السوري. ونريد أن نعرف منك أولاً: ما هي احتمالات ردة الفعل الفرنسية، وثانياً: هل انت مستعد للمشاركة في هذا المشروع من قريب أو بعيد؟ فأجبته بأني لا أريد المشاركة في انقلاب واعتقد أن ذلك سيكون خطأ كبيراً، ثم عدت إلى باريس ولم آخذ الكلام على محمل الجد، ونسيت الأمر حتى بداية الصراع السوري الذي تمّ التحضير له من قبل الغربيين، وهذا يؤكد أن الانقلاب كان مُعداً منذ فترة أطول بكثير من تلك التي يراد أن نصدقها".


وتطرق الى ثقة الرئيس بشار الاسد بالانتصار على الارهابيين والتحالف الدولي بمواجهة الشام خلال لقائه به والاستراتيجية التي يتبعها وعمق التحالفات التي نسجها مع روسيا وايران وأورد مجموعة خلاصات من لقائه مع الرئيس الاسد عام 2014 والحرب كانت في أشدّها والسؤال كان حول مآلات انتهاء الحرب وامدها ييوقل الرئيس الاسد "مهما فعلت (يشير الرئيس الاسد الى نفسه) فإن الحرب قائمة وستزداد شراسة لأن الهدف هي المقاومة ودور سوريا في هذا المحور. ثانياً: لا أعرف متى سنتنهي الحرب لكننا سنربحها في نهاية المطاف. ثالثاً: سوف نستعيد كل شبر من الاراضي السورية. رابعاً: نعم روسيا ستقاتل الى جانبنا لان مصلحة الرئيس بوتين أن تبقى سوريا قوية والا فسوف تنتقل الحرب لعنده. خامساً: حلفنا استراتيجي مع ايران وحزب الله، هؤلاء شركاء الدم. سادساً: لن ينجحوا في تغيير هوية سوريا ولا انتمائها العربي المقاوم".

وأكد أن الثقة بالانتصار شدد عليها السيد حسن نصرالله خلال لقائه به والذي اعتبر ان اية حرب مقبلة ستشهد تحرير اراض من فلسطين المحتلة وأن القدرة على الوصول الى اهداف "اسرائيلية" تطورت فعاليتها ودقتها وقدرتها.

وربط المحاضر ما يجري مع عدد من الابحاث والدراسات "الاسرائيلية" ابرزها توصيات حلقة النقاش التي نظمها مركز "بيغن السادات للأبحاث الاستراتيجية" في كانون الثاني 2013 ومفادها:

- إن "إسرائيل" لا تمانع بأن يتقانل خصومها بعضهم مع بعض.. أولاً ليس لدينا حب للأسد وثانياً فإن الصراع يغذي الانقسام السني – الشيعي ويشرك إيران وتركيا في هذا الصراع.

- إن أية نتيجة يمكنها أن تحد من التأثير الروسي والايراني في سوريا مرحب بها.

- إن أفضل نتيجة لكل من "إسرائيل" والغرب، بمعزل عمن يصل إلى السلطة، هو نظام جديد يهتم بالتطورات الداخلية ولا يدعم إيران وحزب الله.

- إن كردستناً مستقلاً يضم كرد إيران وسوريا والعراق وتركيا، سيكون بمثابة تطور جيد "لاسرائيل" والغرب معاً.

- إن الجيش السوري آخر جيش هلى الحدود مع "إسرائيل" يملك فرقاً كاملة مدرعة وفرق مشاة ومدفعية وقوات جوية، وإن تفككه أمر جيد "لاسرائيل".

وقرأ مجموعة من الكتابات لهيلاري كلينتون وروبرت فورد ورياض حجاب وبرهان غليون وميشال كيلو حول انتصار الرئيس بشار الاسد والدولة في الشام وقبول الولايات المتحدة الاميركية بهذه النتيجة والذهاب نحو محاولة أخذ مكاسب بطرق سياسية والتدخل المباشر بعد خسارة الوكلاء وانكفائهم، وابرزه ما خرج على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي قال أن الرئيس "الأسد لا يشكل مشكلة استراتيجية لأميركا وإنما المشكلة إيران" لا كان الانقلاب على الاتفاق النووي الايراني وخلافه من الخطوات.

وحول مآلات الحرب فرأى الدكتور كليب المحاضر أن سوريا ستستعيد كامل أراضيها حتى نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل وان المقاومة قوية ومحورها صلب وزاد صلابة بعد حرب تموز 2006 والحرب على الشام وعدد مجموعة نتائج حالياً لكل ما مرت به المنطقة:

- المقاومة اليوم بكل تنويعاتها بما فها الحزب السوري القومي الاجتماعي أقوى بعشرات المرات.

- اعادة الاعمار ستكون جاذبة وسيعود معظم السوريين الى بلادهم.

- انكسار المشروع في سوريا يعني انحساره لذلك نرى مخالب كثيرة.

- وعي إقليمي ودولي للأسباب الحقيقية لما حصل.

- القوى التي حاربت لن تبقى في سوريا الى الأبد.

واعتبر ان الظروف الحالية تشكل فرصة حقيقية لاطلاق مشروع نهضوي في سوريا والمنطقة بشكل عام وحزب أنطون سعاده له دور مفصلي في هذه المرحلة بما يحمله من مبادئ فكرية واصلاحية.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024