شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-06-25
 

صحيفة واشنطن بوست الأميركية تصف الرئيس دونالد ترامب بهرٍّ خائف وليس على مستوى التهديدات

د. بيير عازار

*والجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد جهوزيتها الكاملة لمواجهة أية عملية عسكرية قد تشنها الولايات المتحدة *

استناداً لصحيفة " واشنطن بوست " الأميركية ، فإن الرئيس دونالد ترامب كان يكذب عندما قال إنه تراجع عن قرار ضرب إيران لأسباب إنسانية ، وأوضحت انّ العملية العسكرية التي كان مقرراً تنفيذها ضد الجمهورية الإسلامية أُلغيت قبل ساعتين وليس قبل عشر دقائق كما إدّعى الرئيس ترامب .

وأكدت صحيفة " واشنطن بوست " - واسعة الانتشار - انّ الرئيس الأميركي لم يحصل على أية معلومات جديدة ؛ بل شعر بالتوتر والقلق والضياع لجهة ما كان ينبغي له عمله في حال لم تكن لديه نيّة لمهاجمة إيران ، وكيف ( هل ) سيواصل سياسة الخروج من الاتفاق النووي؟

كذلك وصفت الصحيفة الأميركية دونالد ترامب بأنه يهدر كنمر (من ورق ) عبر إطلاق التهديدات على " تويتر " لكنه غالباً ما يتصرّف

كهرًّ خائفٍ .

وكانت الصحيفة الأميركية ذاتها أشارت قبل بضعة أيام الى انّ ما قام به الرئيس دونالد ترامب قبيل تنفيذ العملية العسكرية ضد إيران، والتردد حيال ما يجب فعله ، ترك انطباعاً لدى الكونغرس بانّ رئيس البلاد لا يملك استراتيجية واضحة لإدارة العلاقة مع الجمهورية الإسلامية ، الأمر الذي دفعه إلى توجيه عدد من المساعدين والشخصيات المؤيدة له للظهور عبر القنوات التلفزيونية من أجل الدفاع عن سياسته ( المترددة والمتوترة ) .

ومن جهتها صحيفة " نيويورك تايمز " كشفت عن حالات من القلق داخل الحكومة الأميركية ، وعبّرت عن الخوف من انْ تكون الطائرة الأميركية بدون طيار قد خرقت بالفعل الأجواء الإيرانية ، وهو واحد من الأسباب التي دفعت دونالد ترامب الى التراجع عن شنِّ عمل عسكري واسع ضد إيران.

وأكدت الصحيفة ، انّ موقف ترامب يُظهر الانقسام داخل الحزب الجمهوري حول الأمن القومي ... فالصقور انتقدوا تراجعه فيما أثنى عليه الجناح المعارض للتدخل العسكري الى جانب معظم الديمقراطيين . يضاف إلى ذلك ، ما أكده موقع " واشنطن إكزامينير " ، نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع ، انٍّ دونالد ترامب لا يثق كثيراً بجون بولتون ولا بمايك بومبيو ، وقد انتابته الاحاسيس بأنهما يحشرانه في مكان لا يرغب في الدخول إليه .

هذا في الجانب الأميركي، امّا في الجانب الإيراني ، فقد كشفت بعض الدوائر الإعلامية القريبة من البيت الأبيض عن انّ الاقتدار الصاروخي الإيراني ، والتخوّف من تداعيات الهجوم الأميركي اقليمياً ودولياً ، والانتخابات الأميركية التي باتت على الأبواب ( بعد سنة ونصف السنة ) كلها عوامل دفعت ترامب الى التريّث ومن ثم العزوف عن الدخول في عمل عسكري غير مضمون النتائج ضد إيران .

الى ذلك ، اتخذت إيران موقفاً واقعياً تجاه التهديدات الأميركية ، التي لمّا تنقطع ، فقد جاء على لسان رئيس اللجنة النووية في البرلمان

الإيراني مجتبى ذو النور ، انّ الحرب على الجمهورية الإسلامية ستمهد لحرب عالمية ثالثة ، إضافة إلى انّ ايّ هجوم أميركي يستهدف إيران ، سيعني القضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة ، مشيراً الى أنه في حال تمّ إستهداف القطع العسكرية الأميركية في مياه الخليج ، رداً على إستهداف القوات البحرية والبرية الإيرانية ، فإنه لن يبقى منها سوى تلال من الرماد .

وحذر المسؤول النووي الإيراني " ذو النور " من أنه في حال تمّ منع إيران من تصدير النفط ، فإنه لن يمرّ نفط أية دولة من مياه الخليج .

تبقى الإشارة إلى ما كتبه الكاتب الأميركي " ماكس بوت " ، وهو الباحث الأبرز في مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب " جيوش غير مرئية ...ملحمة التاريخ من حرب العصابات في العصور القديمة الى يومنا هذا " ، كتب " محذراً من خطورة الحرب الأميركية على إيران ، لأن هذه الحرب لن تكون منخفضة التكاليف مثل مهاجمة العراق في العام 2003 ، ذلك أن إيران تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة ، إضافة إلى انّ هذه الحرب ستؤدي إلى مصرع العديد من الطيارين الأميركيين " .

كذلك اعتبر " ماكس بوت " " انّ الولايات المتحدة تفتقر إلى خيار عسكري على الأرض مع أيران ، التي يبلغ عدد سكانها حوالى ثلاثة وثمانين مليون نسمة ، فيما تصل مساحتها الى أكثر من 617 ألف متر مربع ... ولفت " بوت " إلى انٍ الجمهورية الإسلامية ستستخدم صواريخ "كروز " المضادة للطائرات ، إضافة الى الطائرات من دون طيار والغواصات والقوارب الصغيرة ؛ كما أنها ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة بترسانتها الصاروخية لمهاجمة تسعة عشر الف جندي أميركي ينتشرون في العراق وسوريا/الشام ومنطقة الخليج ؛ فضلاّ عن انّ حزب الله اللبناني سيعمد إلى إطلاق أكثر من 150 ألف صاروخ على الدولة اليهودية " .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه