إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيان الثامن من تموز

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-07-06

تعود بنا ذكرى استشهاد الزعيم في الثامن من تموز إلى القضية التي حملها سعاده وناضل وعمل وسلك المشاق لتحققها في المجتمع، قضيته كانت سورية ومن أجلها وضع العقيدة القومية الاجتماعية وأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون المؤسسة الحاملة لمشروع النهضة والحافظة لذاكرة وتضحيات وتاريخ معتنقي العقيدة فلا تنطفئ جذوة الصراع جيلاً بعد جيل. والأهم في هذه الذكرى هو التمسك بسعاده قولاً وفعلاً وقدوة والالتصاق بنظام الفكر ونظام الشكل لامكانية عبور الأزمات بتماسك وتوحد في الرؤية والاتجاه والمنهج.

سعاده، الفيلسوف والمفكر والقائد والقدوة والأهم من بين كل صفاته أنه صاحب قضية كان وما زال الوحيد الذي أراد للأمة السورية إستقلالاً نفسياً وروحياً وهوياتياً ومصلحياً حقيقياً، فهو أرسى تاريخاً خارج التمزق الاجتماعي القاتل، وخارج الارتباطات الأجنبية المقيتة، تاريخاً أراده معبراً عن مصالح الشعب السوري دون الركون للمصالح الفردية والفئوية والمذهبية التي فرضتها أيد مستعمرة تريد للأمة أن ترسف تحت مشاكلها فلا يكون لها قيامة.

إن التفكر في استشهاد الزعيم وبالأحداث الممهدة لاعدامه في الثامن من تموز تعد جريمة موصوفة واغتيالاً خَطَطَ له كل من شارك فيه منذ عودته الى الوطن في الثاني من آذار عام 1947. فسعاده اضطلع بقضيته جيداً وأوجد السبل لتخطي ما يواجه انتصار سورية على كل ما يحاك ضدها، ووضع الخطة المعاكسة للمواجهة وأُسساً جديدة لفهم المبادئ وغاياتها في بلادنا، فجعلها أصيلة كأصالة النفس السورية ومستقلة كاستقلالية روحها وواعية لتخاطب عبقرية أبنائها، وجعل غايته وقضيته نهضة سورية، نهضةٌ تقوم على الاتحاد في الحياة لأن في وحدة الأمة قوتها ومكامن قدرتها على المواجهة والتقدم والحفاظ على حقوقها في عالم يسوده مبدأ صراع الامم.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

تجتاز اليوم الأمة السورية أخطر مراحل حياتها، فقد سعت الولايات المتحدة ومعها اليهود وأنظمة عربية وأوروبية إلى ضرب قوى سورية ليبدو تحقق نهضتها شبه مستحيلاً. وهذا ليس جديداً فما من مجتمع في التاريخ عانى ما يعانيه المجتمع السوري من احتلالات واستيطان وتشتيت وتجزئة سياسية قررتها سايكس بيكو، وتمزق اجتماعي ونفسي بفعل ضياع الهوية القومية والركون لهويات مذهبية هدامة، وقد أدرك سعاده خطورة هذا الواقع ومآلاته فكانت القضية القومية الاجتماعية على هذا المستوى لتأسيس حركة قادرة على مواجهة أعداء الأمة وتفعيل عصبيتها وعوامل وحدتها.

هذه المشاريع اتخذت اليوم أطواراً متقدمة، فقد أمعنت الارادات الاجنبية توغلها في تقرير مصير الامة وفي هذا السياق تمّ تفكيك العراق وضرب الشام وتمزيق لبنان تمهيداً للانقضاض على فلسطين ولتمكين الكيان اليهودي من تمرير تسوياته وصفقاته على حساب الشعب السوري وحقوقه وصولاً الى تصفية المسألة الفلسطينية وهيمنة أميركية – "إسرائيلية" كاملة تحت مسميات مختلفة من صفقات ومشاريع تسووية سيكون مصيرها كسابقاتها الفشل امام ارادة شعبنا بالانتصار والتحرر.

أيها المواطنون السوريون

ان انتصار الجيش السوري وتقدمه وضع حداً لأوهام تقسيم سورية وثبّت معادلة الصمود والتمسك بالأرض والوحدة الروحية والجغرافية والارادة التي لا تكسر في صراع أمم البقاء. انتصرت الشام على المشروع المعد لها مستعيدة حيوية الامة السورية ليُثبت الشعب السوري من الشام الى العراق بدحره الارهاب وقيامته أنه قادر على تقرير مصيره بتضحياته وإرادته بالحياة والحرية، ويضع حداً للمشاريع المعادية في جنوب الامة مسقطاً ما اصطلح على تسميته "صفقة القرن" وما هي الا "صفقة ذل واستسلام" وذلك بفعل وحدة الموقف السوري ورفضه اية تسويات على حساب شعبنا في فلسطين المحتلة برغم حجم الدعاية العالمية لها وانخراط بعض الانظمة العربية في عملية تمريرها.

إن الشعب السوري يؤكد عند كل مفصل أن وحدته هي أساس قوته في مواجهة مشاريع التفتيت والاحتلال، وأن قدرته على الحياة أقوى من كل المؤامرات، وأن توحد المقاومة ضمن المشروع القومي بات قراراً وليس خياراً، وهو بذلك يمارس المنهج القومي الاجتماعي ويثبت عوامل قوته ويؤكد على وحدة الأمة ووحدة مصالحها ومصيرها وتفاعلها وحياتها.. وسيكون الانتصار حليف القضية السورية لأنها قضية حق.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

إن قيمنا وسلوكنا جزء لا يتجزأ من قوميتنا الاجتماعية والوحدة الروحية الآثمين بها؛ والشهادة بالنسبة لنا تعبّر عن الارتباط المقدس بوطننا سورية وأنّى توجهنا تطالعنا الأمة التي من أجلها نسير نحو الاستشهاد بثقة شهيد الثامن من تموز. هو سعاده القدوة في أخلاقه وسلوكه وتواضعه ورفعته وأثره، وهو الزعيم الملهم الذي رسّخت مسيرة حزبه أن العقائد تحيا بثبات معتنقيها وتضحياتهم في سبيل الصالح العام. هو المعلم ومن مارس تعاليمه كلها والعظيم الذي يؤثر فينا فلا يقربه الغياب. هو المؤسساتي الواثق بأن "أبناء العقيدة سينتصرون" وأن الحزب باق ومستمر بتماسكه وقوة عقيدته والمنهج الذي ارساه ونتوارثه حتى اليوم ونحن نحيي مرة أخرى ذكرى استشهاده وأفئدتنا تفيض شموخاً ومجداً بأننا حملة رسالة "إن الحياة كلها وقفة عزّ فقط".

دوموا للحق والجهاد

لتحي سورية وليحي سعاده

عميد الإذاعة

الرفيقة داليدا المولى


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024