إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

استشهاد سعاده لم يكن إلاَّ إعلاناً لانتصار مبادئه

د. منير مهنا - البناء

نسخة للطباعة 2019-07-16

إقرأ ايضاً


قلةٌ هم مَن يمنحون بموتهم أجنحة للحياة.

هكذا كان سعاده في لحظة استشهاده سيّد وجوده ولم يكن أمام التاريخ إلا أن يفتح بابه ليعبر إليه.

تعلِّمنا وقفة الثامن من تموز، – نحن المؤمنين بنهج سعاده – أنّ شرف الموت من أجل قضية يساوي الوجود نفسه متى كان الموت درباً للحياة ومن أجلها .

تعلِّمنا وقفة الثامن من تموز أن لا عذر لمن آمن بنهج سعاده وقد أعطى حياته فداءً لأمته أن لا يفدي تلك الأمة بكلّ ما أوتي من عزم وإرادة وقوة حتى تنال حريتها ويكون لها مكان بين الأمم .

رمزية لحظة الثامن من تموز أنها أخرجتْ حقيقة النهضة من حيّز الفكر الى نطاق الفعل، فكان الدم الزكي قرباناً على مذبحها وشاهداً على قيامة الروح الحق في صدق معانيها، وعهداً على التلازم بين الأقوال والأفعال في معمودية النهضة التي أرساها سعاده نبراساً للفكر والعمل وختمها بدم الفداء والشهادة .

به نقتدي ولا نخاف، نتبعه في رؤاه ولا ننكسر، نحمل جراح أمتنا ولا نستسلم ونسير إلى نصرٍ لا مفرّ منه.

في ذكرى الثامن من تموز نقف أمام عهدنا مع سعاده، عهد الأحرار أمام ضميرهم، عهد المجاهدين أمام قسمهم، عهد الصادقين أمام أمتهم… لنجدّد الانتماء إلى نهجه وإلى قوة الروح التي أعلنها في مسيرته مفكراً وقائداً وزعيماً وشهيداً.

وقفة الثامن من تموز تشهدُ أنّ الموت من أجل الحرية هو الحياة كلها.

وأنّ العظماء لا يصنعون نهر خلودهم إلا بجمع الضفتين معاً .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024