شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-08-08
 

الحقّ والباطل والحمار

الياس عشي - البناء

السؤال المطروح اليوم، فيما لبنان يقف على حافة الهاوية، وفيما الحقوق تصادر، والباطل يتربّع في أحضان أصحاب الثروات والمصارف والسماسرة، هل ستكون الغلبة في كلّ هذا الكلام الذي قيل، أو الذي سيُقال، لصالح الحق أم لصالح الباطل؟

ولم أرَ جواباً أفضل من هذه الحكاية الرمزية:

يروى أنّ الحقّ ركب حماره، وراح يبحث عن الباطل، وفيما هو سائر التقى رجلاً، سأله:

– من أنت؟

– أنا الباطل، وأنت من؟ أجاب الرجل.

– أنا الحقّ.

قال الباطل:

– أيوصي مذهبك أن تركب أنت وأمشي أنا؟

قال الحقّ:

– ليركب كلٌّ منّا ساعة.

نزل الحقّ عن الحمار، وأركب الباطل.

انتهت الساعة، ورفض الباطل أن ينزل عن الحمار قبل أن يمرّ بهما رجل ويحتكما إليه.

مرّ رجل، فسأله الباطل:

– من تراه يجب أن «يمشي» في هذه الدنيا، الحقّ أم الباطل؟

قال الرجل:

– بل الحق يجب أن يمشي.

نظر الباطل إلى الحق بازدراء واستعلاء، وقال له:

– امشِ أيها الحق ما شئت، وسيبقى الحمار لي.

ثم لوى عنان الحمار، وانصرف!

ومن له أذنان فليسمع!


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه