شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-09-05
 

الأقلام الرخيصة

ربيع الدبس - البناء

ينتشي معظم اللبنانيين بشعار الحرية الإعلامية من دون أن يواكب تلك النشوةَ تأهيلٌ ثقافي حول الحرية الحق والإعلام الموضوعي والرأي الرصين. ذلك أنّ الحرية – بمفهومها الفطريّ المبسّط – لا تستغرق مفهومَها العميق المرتبط ارتباطاً عضوياً بالمسؤولية، مسؤولية الكلمة والرأي والتحليل والرقم والإستنتاج والعنوان، ومسؤولية الأثر الذي يمكن أن يتركه الإستخفافُ بذلك الكلّ المركَّب الذي نسمّيه مهنة الصحافة أو حِرفة الإعلام، اللتين لا معنى لهما

معزولتيْن عن شرف المهنة وأصول الحِرْفة.

هوذا صحافيّ بالصدفة أوصله مشروعٌ مموَّل، وآخَر مستكتَبٌ بالتي تتوافر من المؤهّلات المتواضعة، أو «كاتب» تشِي كتابتُه بأنه لم يقرأ في حياته كتاباً واحداً يهذّب لغته ويوسّع آفاقه. وبين هذا وذاك «محررون» يدبّجون عباراتهم المكرورة من أجواء نوادي القمار التي تحوّلَ بعضها غُرفاً سوداء، مهمةُ مرتاديها رَشْق الكبار بحجارة الصغار، إضافة إلى محاولاتٍ يائسة لتشويه صورة مناضلين بريقُها أسطع من أن تُطفئها أدواتُ السوء الذليلة أو مُشَغّلوها.

ثمة وكالات ومواقع إلكترونية ومطبوعات صفراء تتبرّع للعدوّ بتسويق ادّعاءاته وتَبنّيها، تارةً حول مصانع صواريخ مزعومة وطوراً حول شحنات إفتراضية للمقاومة أزعجت العدوّ وتطوّع مُصَدّقوه الأشاوس لترويجها،

بل كيف نفسّر تفرُّغَ إعلاميين فاشلين يدّعون الإيمان بعقيدة نهضوية ولم يكتبوا في حياتهم مقالاً واحداً ضدّ العدوّ الصهيوني لكنهم لم يوفّروا فرصة واحدة من دون أن يطعنوا بالحزب الذي أقسموا يمين الولاء لمؤسساته، وبالرموز التي لا يرْقَوْن – إذا ارتقوا – إلى الغبار الطبيعي الندِيّ العالق على تاريخ تلك الرموز، من وهج المعارك والبطولات.ََ

سُلطةٌ مقدّسة هو الإعلام المسؤول، لأنه بتلك الصفة المسؤولة فقط يكون إعلاماً حراً وكلمة محترمة. أما الضوضاء المفبركة للأحقاد، والشتائم المعبّرة عن انحراف مُطْلِقيها فرخيصةٌ كأصحابها ومرتدّة عليهم بالوقائع أضعافاً مضاعفة.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه