Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 28
SSNP.INFO: الشــرق برميل البارود بانتظار الشرارة ...!.
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-09-23
 

الشــرق برميل البارود بانتظار الشرارة ...!.

محمد ح. الحاج

لم يترك القادة الايرانيون فرصة إلا وأعلنوا عدم رغبتهم بالحرب وأنهم لن يكونوا البادئين ، بالمقابل لم تترك الولايات المتحدة فرصة لتفاهم حقيقي فالمصالح الأمريكية لا يخدمها السلم في كثير من بلاد العالم .!.

الايرانيون الذين لا يرغبون الحرب يعلنون أن أي هجوم تتعرض له مصالحهم أو أراضيهم وإن كان محدودا فالرد عليه لن يكون كذلك بل سيكون شاملا ، وبالنظر لتحالفاتهم وترابط المصالح لعديد من الدول فإن تدحرج الحرب لن تتوقف عند موانع أو حواجز مع علم الادارة الأمريكية أن انتشارها في محيط ايران هو نقطة ضعفها وليس قوتها إذ تشكل القواعد والقطعات البحرية الأمريكية أهدافا سهلة ودسمة للصواريخ الايرانية وغيرها بعد تجربة الدفاعات الجوية الامريكية وفشلها في أكثر من مكان وأول تلك الأمكنة الكيان الصهيوني .

التصريحات الأمريكية وتحركات دبلوماسيتها لا تنبئ بنوايا عمل عسكري واسع النطاق ولا حتى ضيق ومحدود ، لكن الادارة محرجة أمام الحلفاء الذين تبتز أموالهم على وعد الحماية وهم أول وأكبر الخاسرين كما حصل في ارامكو بقيق وغيرها ، أما الصهيوني الراغب والمحرض على الحرب وعملية ضرب ايران رغم معرفته أنه سيكون أول من يتلقى الرد الساحق فهو لم يزل يراوغ مع الادارة الأمريكية ، مرة مع الضربة ، وأخرى مع التأجيل وعملية الاستثمار في الانتخابات كان لها دورها الأساس في هذه المواقف ، ولكن ، من يضمن أن لا تنطلق الشرارة من هنا ، من الأرض المحتلة في فلسطين أو ربما عبر قواعد سعودية أو اماراتية أو غيرها .!!.

الحسابات تفرمل الرغبات ..!

لو تأكد القادة الصهاينة أن بإمكانهم ضرب أهداف ايرانية دون أن ينكشفوا وتلحق بهم الخسائر لما ترددوا علما أن دون ذلك حسابات كثيرة أولها أن مثل هذا العمل دون ضوء أخضر من الادارة الأمريكية ودون علمها تعتبره خروجا عليها وتوريطة لقواتها لا تقبل بها ، ليس الصهاينة وحدهم من يخضع لهذه الحسابات بل حتى القيادة السعودية ذاتها ، أما أن يقوم الصهاينة بهجوم عبر أي من القواعد القريبة من ايران مع تمويه تام وتغطية لعمليتهم فهي بالضرورة ستقود إلى نفس النتيجة وتكون القوات الأمريكية هي المستهدف وهي من يتحمل نتيجة العملية لأن ايران ومعها القوى العالمية كلها تعلم أن أي تحرك لأية قوة في المنطقة ضد ايران لا تكون بمعزل أو دون قرار وضوء أخضر أمريكي ، ومن يقل بغير ذلك فإنه لا يعرف ألف باء السياسة العالمية ، لا تجرؤ القيادة الصهيونية على ضرب هدف صغير في لبنان أو الشام أو العراق ، إلا بموافقة وتوجيه وحماية أمريكية تكون فيه القوة الأمريكية في المنطقة بحالة استعداد واستنفار تامين .

ما يبعث على السخرية هو تصريحات المسؤولين السعوديين واتهامهم ايران لأن الأسلحة التي هوجموا بها هي ايرانية الصنع ، هل كانوا يتوقعون أن تكون غير ذلك والعالم كله يقدم لهم المساعدة بحصار اليمن واليمنيين وأن الأسلحة التي يدمرون اليمن بها ليست من صناعتهم أو صناعة الامارات والبحرين ، السعوديون يملكون الأموال ويشترون كل أنواع السلاح ومن كل المصادر الدولية ، الحوثيون يتقبلون المعونات الفنية والعلمية ولوازم وقطع غيار ومكونات يجمعونها وهم أذكياء طبعا ولديهم كوادر علمية وعسكرية قادرة على استيعاب الحداثة ، الأهم أنهم بحاجة للرد والدفاع عن أنفسهم والحاجة أم الاختراع " أليس هذا مثلا عربيا .؟." نعم تصلهم المكونات والقطع واللوازم تهريبا وعبر منافذ كثيرة ، بقي على السعوديين الذين جمعوا حولهم مرتزقة ودول وجيوش مأجورة أن يطلبوا من العالم تجريد اليمنيين حتى من خناجرهم ليحقق ابن سلمان انتصار عاصفة حزمه التي ليس لها من اسمها نصيب .!.

تركيا – الوجه الآخر في الشمال

قد يقول من يتابعني : لم هذا التركيز على تركيا ، الجواب : أنا كسوري معني بكل ما يحصل على أرضي السورية ، ليس التي يعرفها العامة ويقولون عنها حدود 2011 بل حدود 1920 ، وأهتم أكثر بكل اجراء أو سلوك أو تصريح يصدر عن مسؤول تركي ، وأتابع بدقة ما يجري هناك ، وأركز على قول القادة الأتراك أن النقاط التركية على الأراضي السورية لن يتم سحبها ، أنشئت لتبقى .. !!!.

إذا هناك خطة وفكرة لا بد من ربطها مع اشارتين ظهرتا على صفحات التواصل وربما تم طمسهما والتعتيم عليهما مع وقف الاجراء بعد افتضاحه . الأولى : نشر أحدهم أن المتجه شمال حماه باتجاه خان شيخون المحررة وعند وصوله مورك ، وإذا كان يحمل خطا هاتفيا من شركة MTN يتلقى رسالة تقول أنت تدخل الأراضي التركية ..!!! . فهل الرسالة تصدر من النقطة التركية أم من شركة ام تي ان التركية أم الشركة المرخصة في الجمهورية ، وهذا يخضع لجواب الفنيين والمسؤولين في الشركة ، هل وجود النقطة التركية قرب مورك يضفي على المنطقة شرعية الحاقها بتركيا .؟.

الأمر الثاني ، نشر أحدهم خريطة مدرسية يجري تعليمها للتلاميذ في الأراضي التركية ، بما فيهم السوريين ، تشمل الخريطة محافظات حلب وادلب واللاذقية ، حلب حتى حدود مورك ضمن حماه ، وادلب واللاذقية حتى حدود طرطوس ، أما شرق الفرات فلم يعد سوريا حسب الخريطة ، هذه المناطق تحمل اسم تركيا أما جنوبها فشريط يتطاول شرقا حتى البوكمال وجنوبا إلى ما بعد دمشق ، وعندما حاولت سحب الخريطة وحفظها لم أكن مخولا لأن الناشر ليس صديق افتراضي ، وبعد أربع وعشرين ساعة ورغم البحث لم أجد لها أثرا ، فهل من متابع أو من يؤكد ذلك من السوريين المقيمين والمتواجدين على الأراضي السورية المحتلة في اللواء السليب أو عنتاب أو أورفه أو ماردين وديار بكر وإذا كانت تركيا تعتبر أن امتدادها نحو حماه وضم المحافظات المذكورة مشروع ، فنحن نقول بل إننا لم ولن ننسى أراضينا المحتلة ، ولولا الصراع مع الصهيونية لكان صراعنا مع السلجوقي الطوراني لاسترداد أراضينا حتى منابع الفرات شمالا وحتى آخر شبر من كيليكيا الصغرى غربا .

الذين يعتقدون من أبناء أمتنا أن من غير المعقول أن نتصارع مع التركي من أجل الأرض وأنه جار وحليف نقول ، هل حاولت أن تتحدث عن حقك في الأرض مع التركي لتدرك قيمتك الفعلية عنده ، ولتعلم أن الأعداد الكبيرة التي يتحدث عن تجنيدها بعد منحهم الجنسية هم وسيلته لوضع اليد على الأرض والثروات التي هي حق للشعب السوري وحده ، وأن الأرض السورية للسوريين وحدهم وليس للسلاجقة ولا الفرنسيين ولا الأعراب السعوديين وكل من تآمر وتواطأ معهم لتخريب هذا الوطن الجميل العريق في الحضارة والذي لم ينكر الغرب فضله على الحضارة الانسانية ، وحدهم الذين سقطوا من عالم الأخلاق والانسانية وأعمت بصائرهم الأطماع بالموقع والثروة يتآمرون عليه ويجدون للأسف من لا يعرف قيمة الانتماء ولا شرف الهوية فيساعدهم ، ويل لمن لا يعرف معنى الشرف والكرامة وحقوق الانتماء .

ليس صراعنا الوجودي مع اليهود وحدهم على أرض فلسطين بل هو مع السلجوقي العثماني أكثر أهمية لأنه يكمل المشروع الأمريكو – صهيوني ويعمل في خدمته ، بل هو الداعم الأكبر له وقد تغاضينا عنه طويلا ، آن الأوان ليقظة تفتح باب المقاومة على اتساعه ، مقاومة قد تطول وتمتد عقودا لاسترداد حقنا الذي يعرفه العالم كله . .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه