شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-10-04
 

أنقرة تواصل الدفع بتعزيزات على الحدود: مخاوف أميركية من تحرّك تركيّ منفرد

الاخبار

يتزايد الحديث عن احتمال قيام تركيا بتوغّل عسكري داخل المنطقة التي من المفترض أن تُطبّق فيها اتفاقية «المنطقة الأمنية» في شرقيّ الفرات. في اليومين الأخيرين، ارتفعت وتيرة التصريحات التركية الملوّحة باقتراب انطلاق هذه العملية، توازياً مع تحركات ميدانية تشي بتصعيد محتمل. مع ذلك، يبدو واضحاً أن أنقرة تعاني مأزقاً، لا تستطيع في ظلّه حسم خياراتها

استقدم الجيش التركي أمس، تعزيزات عسكرية، بينها مدافع ميدانية ودبابات من «اللواء 20 مدرعات»، إلى مدينة أقجة قلعة المقابلة لمدينة تل أبيض على الحدود السورية - التركية، في ريف الرقة الشمالي. ووفقاً لمصادر محلية في المنطقة الحدودية، فإن تركيا تواصل نقل معدات جديدة وأسلحة نوعية باتجاه المنطقة المحاذية لتل أبيض. يأتي ذلك في وقت يُنتظر فيه، غداً، إعلان دمج فصائل «درع الفرات» و«غصن الزيتون» وبعض فصائل إدلب في إطار واحد يُسمى «الجيش الوطني»، ما يشي بأن المنطقة الشمالية الحدودية تتجهّز لمرحلة جديدة تبسط فيها تركيا سيطرتها الكاملة عليها، وتُصفّي الفصائل والتنظيمات المتمردة على إرادتها. في المقابل، رُصد إنشاء «قسد» نقطة عسكرية في قرية السفح جنوب مدينة رأس العين الحدودية، فيما أرسل «مجلس الطبقة العسكري - قسد» عشرات المسلحين إلى الشريط الحدودي مع تركيا، في ريف الرقة الشمالي.

*جاويش أوغلو: تركيا لم ترَ جدّية من جانب الولايات المتحدة*

ولم تغِب هذه التحركات الميدانية عن القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة. إذ نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين إعرابهم عن «قلقهم من توغّل تركي واسع في شماليّ سوريا ومواجهة المقاتلين الأكراد، وهو ما من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من النزاع». كما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين الذين لم تسمّهم أنهم «رأوا أدلة متزايدة على أن تركيا تستعد لإدخال قوات إلى شمال شرقيّ سوريا، في خطوة قد تعرّض القوة الأميركية المتبقية للخطر». وأضاف المسؤولون أن «لديهم مخاوف عميقة من سحب القوات من المنطقة وترك حلفائهم الأكراد يواجهون مصيراً مجهولاً، في خطوة من شأنها أن تبعث برسالة سيئة عن مصداقية واشنطن تجاه شركائها الحاليين والمحتملين الآخرين في جميع أنحاء العالم». من جهته، قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية، كارلوس غورديويلا، إن «الاتحاد الأوروبي يحذّر من استئناف الاشتباكات في شمال شرقي سوريا، ما يمكن أن يقوّض الجهود لاستقرار الوضع فيها». وأضاف غورديويلا للصحافيين: «إننا نعلم بقلق تركيا في مجال أمن حدودها مع سوريا، وفي هذا السياق تتواصل المشاورات الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة».

مشاورات لا يبدو إلى الآن أنها تحقق رضى لدى أنقرة، إذ نقلت قناة «خبر» التركية عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس، قوله إن بلاده «لا تعتقد أن جهودها مع الولايات المتحدة لإقامة منطقة أمنية في شمال شرقيّ سوريا تحقق النتائج المرجوّة، وهي مستعدة لشنّ عملية عسكرية». وأشار جاويش أوغلو إلى أن بلاده «لم ترَ جدية من جانب الولايات المتحدة»، مضيفاً: «نحن نعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك». وأكد أنه «يتعين علينا اتخاذ خطوات لطرد المنظمات الإرهابية من على حدودنا وإعادة النازحين إلى هناك». وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار أعلن في وقت سابق، أنه سيتحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي مارك إسبر، لافتاً إلى «(أننا) بعيدون كل البعد عن توقعاتنا في ما يتعلق بإقامة المنطقة الآمنة... نواصل محادثاتنا من أجل حل سلمي بصبر وإخلاص». وتابع: «استعداداتنا اكتملت. استمرار المحادثات والرغبة في حلّ الأمر سلمياً لا يجب أن يعدّ ضعفاً، كما أن قولنا إن خططنا جاهزة ينبغي ألا يُعدّ تهديداً».


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه