إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سعادة مواجهًا المُحاكمة عام 1935 بقلم الأمين شوقي خيرالله

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-11-07

إقرأ ايضاً


من مؤلف "قُصّة الحزب" صفحة 61:

نحن بعدُ في الاربعينات وفي الحرب العالمية الثانية، والزعيم في المنفى والحرب مشتعلة. جاءنا خوري جديد الى بحمدون إسمه سليمان ابو سمرا.

روى على سمعي، لوالدي، انه كان دركيّاً قبل ان يصبح خورياً، حين ألقي القبضُ على الزعيم انطون سعادة بتهمة تأليف حزب مناهض للانتداب، العام 1935 -16: تشرين الاول. روى الكاهن:

" دخل الزعيم إلى المحكمة وإلى قفص الاتهام فيما القاعة تعجُّ بأزلامِ الانتدابِ والسلطة، لم ندري ماذا حصل عندما أطلَّ الرجل بمهابة مُشعّة وبهدوء، وجَلَسَ في القفص كأنّهُ على عرشهِ، وحولهُ مُتّهمون من كبارِ حزبه.

ويقال إنَّ أغلبهم كانوا يجهلون أنّهُ هو زعيم الحزب حتى تلكَ الساعة، برغم أنّهم مقسمون قَسَمَ انتماء مهيب رهيب، وسَرت في القاعة جميعًا رجفة وسكون، سي! سي! سي! يا بوخليل(1)! وأنا أوّلهم، وأنا دركيّ وحامل بارودة لحفظ الأمن، حتى أعضاءُ المحكمة - الفرنسيّون ومن معهم من الّلبنانيين - توقفوا عن الكلام إزاءَ مهابتهِ، ولو سمتعهُ عندما تكلّمَ لكنت عشقتهُ، كانَ القُضاة الفرنسيّون ساهمين مُضعضعين وكأنّهُ هو يعلّمهم ويحاكمهم على الإنتداب كلّهُ وجميعًا، وأمّا الرجل فأجال نظرهُ فيهم كأنّهُ نسرٌ مُحلّقٌ وكأنّهُ هو القاضي وهم الموقوفون.

يا بوخليل!!.. الزعامة من الله..


الهوامش:

(1) أبو خليل: نسبة لكونَ خليل، المربي وصاحب "المعهد العربي" في بحمدون، هو بكر الأبناء.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024