إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرئيس السوري بشار الأسد يؤكد في لقاء متلفز مع قناة " نيوز راي "الإيطالية الرسمية انّ الاتحاد الأوروبي دعم الارهابيين في سوريا

د . بيير عازار

نسخة للطباعة 2019-12-13

* والمركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب يكشف عن أنّ فرنسا أكبر دولة صدّرت الارهابيين إلى البلاد السورية *

" ... بداية علينا أنْ نبدأ بسؤال بسيط : مَنْ خلق هذه المشكلة ؟ لماذا يوجد لاجئون سوريون في أوروبا وغيرها ؟ لأنّ الارهاب مدعوم من أوروبا ، وبالطبع من الولايات المتحدة وتركيا وآخرين ؛ ولكنّ أوروبا كانت اللاعب الرئيس في خلق هذه الفوضى في سوريا ، وبالتالي كما تزرع تحصد ، والسبب أنّ الاتحاد الأوروبي دعم علناً الارهابيين في سوريا منذ الاسبوع الأول ... ومن البداية حمّلوا المسؤولية للحكومة السورية ؛ وبعض الأنظمة الأوروبية-- كالنظام الفرنسي-- أرسلت لهم الأسلحة . هم قالوا ذلك ، وأحد مسؤوليهم ، أعتقد أنه كان وزر الخارجية ( الأسبق ) لوران فابيوس ، قال إنّ بلاده ترسل أسلحة ( للإرهابيين ) . هم أرسلوا الأسلحة وخلقوا هذه الفوضى " .

هكذا كان جواب الرئيس السوري بشار الأسد عن السؤال الثامن من جملة الأسئلة الثمانية عشر التي طرحتها عليه الصحافية " مونيكا ماغيوني " ، والتي تعمل لصالح تلفزيون " راي نيوز 24 " الايطالي الرسمي ، الذي امتنع -- كما بات معلوماً -- عن بثّ المقابلة بضغط من دول الاتحاد الاوروبي ، وأخص بالذكر فرنسا ، اللائي تتشدّقْنَ جميعاً بحرية التعبير والرأي وحقوق الانسان والديمقراطية والحرية الشخصية ... غير أنّ المقابلة بُثت على حسابات الرئاسة السورية ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر الاعلام الوطني ؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة الاعلام الغربي المسيطَرْ عليه من قِبَلْ اللوبيات المستترة .

وتأتي مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد بعد أيام قليلة على مقابلة أجرتها معه مجلة " باري ماتش " الفرنسية ، أكد خلالها " أنّ الحرب ضد الارهاب في سوريا لم تنتهِ بعد ، رغم التقدم الكبير فيها ، وأنّ الارهاب ما زال موجوداً في مناطق الشمال ، كما أنّ الدعم المقدّم للإرهابيين لا يزال مستمراً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا " .

وشدد الرئيس السوري على " أنّ وجود قوات فرنسية على الأرض السورية دون موافقة الحكومة السورية يُعدّ احتلالاً وشكلاً من أشكال الارهاب ، والمطلوب من الحكومة الفرنسية العودة إلى القانون الدولي والتوقف عن دعم كل ما من شأنه أنْ يزيد الدماء والقتل والعذاب في سوريا " . ( تعميماً للفائدة : الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي موجود حالياً في مدينة القامشلي بضيافة قسد وبعلم قصر الاليزيه ) .

وعلى الرغم من الرد الهزيل من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الانتقادات التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد ، والتي اتهم فيها فرنسا بدعم الارهاب ، إذْ ادّعى ماكرون ، في تصريحات أدلى بها للصحافة " أنّ فرنسا كانت ثابتة منذ البداية وهي تقاتل ضد عدو واحد هو داعش في سوريا " ....رغم هذا الادّعاء ، فانّ المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب ، أكد في تقرير حصيف وشفاف أنّ فرنسا تتصدّر قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديراً للمقاتلين ( التكفيريين ) الأجانب ، وانضمّ أغلبهم إلى تنظيم داعش الإرهابي ، وتُقدّر أعدادهم بالآلاف ، وهم يقاتلون في سوريا .

ونحن بدورنا -- ومن موقعنا المتواضع-- نذكّر الرئيس ماكرون بأن سلفه الرئيس فرانسوا هولاند ، وفي خطاب له أمام السفراء الفرنسيين في باريس في العام 2014 ، كان هدد أنه بمقدور فرنسا وحدها أنْ تحتل سوريا/الشام خلال ساعات ... ( ربما نسي هولاند أنه رئيس دولة وليس رئيس عصابة ) .

والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند نفسه كان أقرّ أيضاً في تصريحات أدلى بها للصحافي والديبلوماسي الفرنسي هنري بانون ، بأن بلاده أرسلت أسلحة متطورة لمقاتلي داعش لمحاربة الدولة السورية .

ونذكّر الرئيس ماكرون أيضاً ، بأن رئيس الوزراء الفرنسي السابق " مانويل فالس " هو مَنْ أعلن في تصريحات متلفزة في العام 2015 " أنّ الحكومة الفرنسية لا تمانع في ذهاب المسلحين ( الارهابيين ) إلى سوريا لمقاتلة ما وصفه بالديكتاتورية هناك ، وهم ، أي الإسلاميين ، يقومون بعمل جيد " .

نعم سيدي الرئيس ، إنّ سياسات فرنسا الخارجية ، ومنذ أيام الرئيس نيكولا ساركوزي وحتى يومنا هذا ، ليست أكثر من قنابل صوتية تصمّ الآذان فقط ، ولا تأثير فعلياً لها سوى التدمير والتخريب وتهجير الشعوب عَبْر الشريك الأميركي البغيض .

وأخيراً ، لا نبالغ في القول ، إنّ دول الاتحاد الأوروبي أثبتت ، من خلال ممارساتها السياسية ، أنها تتصف بالنفاق السياسي والمخادعة

الديمقراطية ؛ فيما تتباهى الولايات المتحدة بسرقة ثروات سوريا/الشام ، وتفاخر باحتلالها لشمال شرق البلاد إلى جانب فرنسا ، التي لا تزال تتشدّق -- للأسف -- بحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير ... فرنسا ، للعلم ، هي الدولة الأوروبية شبه الوحيدة التي تُجبر إعلامييها ، العاملين في الصحافة المكتوبة والمقروءة والمسموعة ، على عدم استخدام عبارة " الرئيس السوري بشار الأسد " واستبدالها بعبارة " النظام السوري " امعاناً في حرية التعبير والرأي واجتراراً لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الفرد .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024