إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

" أنا أحب النفط " ... دونالد ترامب يدّعي أنّ بلاده أمّنت حقول النفط في شمال سوريا/الشام

د . بيير عازار

نسخة للطباعة 2019-12-16

إقرأ ايضاً


* والحزب الديمقراطي يشدد على أنّ سياسة الإدارة الأميركية المتناقضة من تنظيم داعش ستدفع إلى تشكيل " دولة الخلافة الإسلامية "

لم تمضِ أيام قليلة على إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أنّ الولايات المتحدة تقوم بتهريب النفط السوري إلى دول أخرى ( لم يسمّها ) تحت غطاء شركات عسكرية أميركية خاصة ووحدات من القوات الخاصة ؛ حتى انبرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المجاهرة بأنّ واشنطن وضعت النفط في سوريا/الشام تحت سيطرتها ، وبات في مقدورها التصرف به كما تشاء .

تصريحات الرئيس الأميركي حديثة العهد ، كشف فيها عن أنّ تنظيم داعش ( الإرهابي ) حاول وسعى إلى الاحتفاظ بسيطرته على النفط في شمال شرق سوريا ؛ أمّا الآن فانّ الولايات المتحدة أضحت تسيطر عليه بشكل كامل ، مشدداً على أن الإدارة الأميركية تتمتع ، في هذا الشأن ، بدعم عدد كبير من الناس المختلفين ... على حد تعبيره .

وكان الرئيس دونالد ترامب أعلن قبل أسابيع قليلة عن سحب القوات الأميركية ( المحتلة ) من منطقة عملية " نبع السلام " العسكرية التي شنها النظام التركي ضدّ المقاتلين الأكراد شمال شرق سوريا/الشام ؛ غير أنه لم يُخفِ نيّة واشنطن على إبقاء الحقول النفطية في هذا الجزء من البلاد السورية تحت سيطرة الأميركيين .

إنّ تصريحات ( هلوسات ) الرئيس الأميركي ليست جديدة ، لكنها تكشف حقيقة الإدارة الأميركية في سعيها إلى الهيمنة على النظام العالمي من خلال أعمال القرصنة ، وخرق القوانين الدولية ... كذلك يسعى ترامب ، عبر سياسات الاستبداد الأميركية واستغلال الأزمات التي يشهدها العالم ، إلى تسريع وتيرة نموّ الاقتصاد الأميركي ، إضافة إلى أنه يعمل جاهداً على تحسين صورته المهزوزة قبل الانتخابات الأميركية المنتظرة في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام المقبل 2020 .

الرئيس الأميركي -- الذي يُنتظر عزله قريباً -- كان أعلن في مؤتمر صحافي ، أنّ بلاده تريد تأمين النفط السوري ، لافتاً الى أنّ هناك كميات مهولة من النفط ، ومن الضروري أنْ نؤمّن عليه ... وادّعى ترامب انّ السيطرة الأميركية على النفط في شمال شرق سوريا/الشام ، تعود لعدة أسباب

أولها : لأن تنظيم داعش الإرهابي كان يستخدمه ... وثانيها : لأنه مفيد للأكراد ...

وثالثها : لأن الولايات المتحدة ستأخذ حصتها منه أيضاًً ، وهذا السبب الأخير يعكس الصفاقة والهمجية الأميركية عبر التاريخ القريب والبعيد .

وللعلم ، فانّ قوات الاحتلال الأميركي تسيطر -- حالياً -- على أهم حقول النفط والغاز في شرق سوريا/الشام ، وأبرزها : " حقل العمر " النفطي ، ويقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات قرب مدينة الميادين في محافظة دير الزور ، وهو يُعدّ من أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وانتاجاً ؛ كذلك تسيطر قوات الاحتلال الأميركي على " حقل التنك " ، وهو من أكبر الحقول في البلاد بعد " حقل العمر " ، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي ... ويضاف إلى " حقلَيْ العمر والتنك " حقل " كونيكو "للغاز ، وهو من أكبر الحقول لاستخراج ومعالجة الغاز في سوريا/الشام ؛ كما يُستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ، ويقع بريف دير الزور الشمالي .

ووفق مصادر إعلامية غربية متقاطعة ، فانّ إنتاج الحقول الثلاثة فقط يُقدّر بحوالي 150 ألف برميل يومياً من أصل حوالى 386 ألف برميل نفط يومياً في العام 2010 ، أي قبل الحرب القذرة على سوريا/الشام ، وكان استهلاك سوريا آنذاك 210 آلاف برميل يومياً ... لذلك ليس مستغرباً إعلان الرئيس الأميركي، في مطلع الشهر الماضي ، أمام أنصاره في ولاية ميسيسيبي ، وبوقاحته المعهودة ، : " لقد قمنا بتأمين حقول النفط في شمال سوريا ... وأنا أحب النفط " .

وليس من باب المصادفة ، أنْ تجيء تصريحات ترامب في أعقاب تهديدات وجهها وزير الدفاع الأميركي " مايك اسبر " إلى كل من سوريا وروسيا ، بالتصدي لأية محاولة تنتزع السيطرة على حقول النفط من أي طرف كانْ .

سياسات ترامب المتناقضة لاحقتها انتقادات حادة ، داخلية وخارجية ، ... فقد شككت النائب في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي " تولسي غابارد " بتصريحات ومواقف المسؤولين في الإدارة الأميركية من تنظيم داعش الإرهابي ، ووصفت مواقف الرئيس ترامب من هذا التنظيم الوهابي بالمتناقضة ، كما شددت على أنه في حال الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ، فانّ تنظيمات داعش والنصرة وغيرهما ستجد فرصة لتشكيل " دولة الخلافة الإسلامية " ، وتزيد بذلك من تهديداتها لسكان المنطقة والعالم بشكل أكبر مما شهدناه حتى الآن .

يبقى التأكيد ، انّ زمن البلطجة الأميركية قد بدأ بالأفول ، وتكفي الإشارة ، في مقالتنا المتواضعة ، إلى ما نقلته القناة الإسرائيلية العاشرة عن رئيس " الشاباك " ( جهاز الأمن العام الإسرائيلي ) السابق " يورام كوهين " قوله حرفياً : " من أين جاء (الرئيس ) بشار الأسد بكل هذه الجحافل العسكرية التي اقتلعت النصرة من مناطق واسعة في الجنوب السوري وبعملية صاعقة ؟؟ على جنرالاتنا أنْ يعيدوا حساباتهم دوماً مع هذا الرجل ..." .

على الأميركيين والأوروبيين ، ومعهم الأجراء الإسرائيليين والأتراك ومشيخات الخليج ( ملوك الرمال ) أنْ يعرفوا جيداً أنهم في سوريا بوابة التاريخ ومهد الحضارة ... إنها الحكاية التي لا تنتهي .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024