Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: مسعد حجل رجل المراحل الصعبة بقلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2021-01-22
 

مسعد حجل رجل المراحل الصعبة بقلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين

الامين لبيب ناصيف

كتب الكثير عن الأمين مسعد حجل وسيكتب الكثيرون من بين عارفيه في الوطن ومناطق عبر الحدود، فحضرة الأمين مسعد كان سجلّ حضوراً لافتاً ومميزاً في حزبه السوري القومي الاجتماعي، كما في مختلف المجالات التي نراها تفصيلاً في مذكراته "لم أبدل... ولن" وفي الكتاب الذي أصدرته عنه الدكتورة رينيه بولس.

من بين الكثيرين الذين كتبوا بعد رحيله، الكلمة الصادقة والمعبرة للأديبة، رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين.

ل. ن.

*

أحزنني غيابه، هذا الرجل العملاق، عملاق في مسيرة حياته من ألفها إلى يائها، هكذا عرفته وأنا اللاحزبية التي لم تنتم يوماً لأيّ حزب داخل لبنان أو خارجه، لكن هذا لا يمنع إعجابي واحترامي للبعض ممن لهم مسيرة

نضال قومية وعربية يُشار لها بالبَنان كمثل رجل المراحل الصعبة، عنيتُ الصديق الراحل مسعد حجل

كم هو الموت مؤثر حين يصلك النبأ، تصبح غير مصدّق، خصوصاً بعد أن آنست لقاءه والسيدة ناديا وابنته

السيدة سوسن وزوجها في منزلهم في ضهور الشوير في الصيف الفائت، وكان قد أجرى عملية جراحية تكللت

بالنجاح وهو في العمر المتقدّم، ولم أكن أعلم أنها الزيارة الأخيرة حيث كنت قد وعدته بزيارة أخرى نتقاسم بها

مائدة الغداء بعد إلحاح شديد منه.

هذا الرجل أثر كثيراً في نفسي، فقد كنت أعتبره رمزاً للنضال الحقيقي الذي لا يبغي مصلحة ما، من وراء حزب انتسب إليه عن قناعة تامة، وبإخلاص تامّ لزعيمه المؤسّس ومبادئه، هو الأمين الذي تنقل في المسؤوليات

الحزبية وصولاً إلى موقع الرئاسة، لم يتغيّر أو يتبدّل، رغم الظروف الصعبة التي مرّت عليه وعلى رفاقه، وبقي مواظباً على وفائه لحزب اعتبره المنقذ والمخلص لهذة الأمة التي أصابها الخذلان .

لم أعرفه منتقداً الآخرين، حتى لو كانوا ضدّ قناعاته الحزبية، بل كان يحاورهم بالتي هي أحسن، معتمداً ما ورد في القرآن الكريم: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، على أساس أنّ الحوار بين الناس قادر على حلّ كلّ إشكال مهما تعاظم واستشرس، وكان بدماثة خلقه قادر على اعتماد الحوار العقلاني وقادر على قطف المحبة من

قلوب الناس.

تعرّفت إليه في بلدة قانا الجليل، كان قادماًمن بلدة حاريص االتي قصدها لواجب عزاء، وتفاجأ حين قلت له إنّ

أمي من بلدة حاريص وإنني جنوبية من بلدة جويا، تحدثنا مطوّلاً عن السيد المسيح عيسى بن مريم ونحن نزور مغارته، هو بحكم وجوده في الجنوب وأنا بحكم عملي كمسؤولة عن المغاور في وزارة السياحة اللبنانية، كانت

لدينا ورشة عمل وتحضيرات في حرم المغارة، وكنا نتهيّأ لإطلاقها كمعلم سياحي ديني، تحدثنا مطوّلاً في هذا

الموضوع، فلم يكن منه إلا أن شكرني على اهتمامي، لكني أجبته:هذا ما يمليه علي واجبي الديني وإنْ كنت

مسلمة وضميري المهني وأنا أقوم بتأدية وظيفتي..وافترقنا على أمل اللقاء.. وكانت بعدها لقاءات متعدّدة في

مهرجانات "ديوان أهل القلم" وفي ندوات "ندوة الإبداع" وكانت الرفيقة الدائمة له زوجته الأمينة ناديا التي تتمتع بدماثة الخلق والوداعة والطيبة.

يا صديقي الكبير الكبير، لم تخسرك زوجتك وأولادك ومحبوك ومريدوك فقط بل خسرناك نحن كلبنانيين أولاً

وكعرب ثانياً، لأنك كنت المقاوم بشرف من أجل أهمّ قضايانا، وكنت الحامل لواء قضية فلسطين كجرح عميق

أصبت به ولم يندمل طوال مسيرتك الحياتية، كنت التواضع بعينه بالرغم من علو مقامك وقدرك وقيمتك المعنويةالتي لم تسجل لأمرئ مهما علا شأوه وشأنه، وكنت المثقف المحاور بدماثة خلق، وكنت القامة المنتصبة التي لم تنحن ولم تهادن ولم تتغيّر او تتبدّل ولم تبع قناعاتها الوطنية والقومية بالرغم من كثرة التقلبات والتبدّلات.

سنفتقدك أيها الفقيد الراحل الأمين مسعد حجل، وستبقى في ذاكرتي الرجل الوطني المعطاء الكريم الذي بذل كلّ إمكانياته في سبيل ما آمن به.

حتماً زوجته الأمينة ناديا ستكمل المسيرة، ولا يسعني إلا أن أتقدّم منها بخالص العزاء، وأقول: لقد رحل الأمين والرئيس مسعد حجل وله في القلوب منازل ملأى بالحب والاحترام.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه