Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق من عمالقة الارتجالي
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2022-08-04
 

الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق من عمالقة الارتجالي

الامين لبيب ناصيف

" فوزي عبد الخالق شاعر من الكبار، وعملاق من عمالقة الارتجالي، أسلوبه فريد وحضوره مميز يغرف من بحر موهبة تشهد له المنابر. تحدى الشعراء. لمع اسمه كإشراقة شمس وأضاء قصائده من قنديل إيمان وقضية ".

هكذا بدأت إحدى المجلات حديثها في 11/2/1993 عن الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق، الذي عرفه شعراء الأدب الشعبي ورفقاؤه وأهالي الغرب، والعديد من أصدقائه ومن رفقائه المنتشرين في لبنان والشام ودنيا الاغتراب، شاعراً فذاً، المتمتع بذاكرة عجائبية قلما أوتي مثلها الشعراء.

فقد كان الرفيق الشاعر فوزي يحفظ قصائده، غيباً، وهي بالمئات، ويحفظ قصائد غيره، وقصائد شعراء العرب. لم يحتج يوماً لأن يكتب قصيدة له، فهي في أعماقه متى أراد، خرجت منه شلالاً يتدفق غزيراً.

ولد الرفيق فوزي عبد الخالق في مجدلبعنا عام 1934. انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1952، منضماً إلى شقيقيه الأمين محمد سلامة عبد الخالق والرفيق وديع.

شارك في معارك شملان عام 1958 وفيها تجلى بجرأته ومواقفه البطولية، كذلك كان من بين الرفقاء الذين استنفروا للمشاركة في الثورة الإنقلابية أواخر العام 1961 فسجن مدة تسعة أشهر، وفي معارك العامين 1975-1976 قاتل بشراسة إلى جانب رفقائه وخاض معارك المتين، بيروت، الجبل، حتى إذا إجتاحت "إسرائيل" لبنان عام 1982 كان الرفيق فوزي عبد الخالق المقاتل الذي يتصدى ويقاوم معرّضاً نفسه أكثر من مرة للشهادة.

عام 1960 اقترن رفيقنا الشاعر من المواطنة سعاد أحمد ورد من نيحا الشوف (شقيقة الأمين سعيد ورد) ورزق منها نضال، نـداء، رحاب، رامي، سوريانا، إباء وباسل، وجميعهم رفقاء ومواطنين أصدقاء للحزب.

بعد صراع مرير مع المرض استمر أربعة أشهر، وافت المنية الرفيق فوزي عبد الخالق في 6/1/2000، فنعاه الحزب في بيان رسمي هذا نصه:

" ينعي الحزب السوري القومي الاجتماعي، أحد مناضليه الرفيق الشاعر فوزي سلامة عبد الخالق الذي توفي في 6/1/2000 عن عمر ناهز الخامسة والستين عاماً بعد صراع مع المرض استمر أربعة أشهر.

والرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق من مواليد مجدلبعنا عام 1934.

انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي سنة 1952 .

كان مثالاً للتضحية والعطاء، ومشاركاً في كل نضالات الحزب القومية وشاعراً نهضوياً ملتزماً قضية الحزب في صراعه من أجل النهضة والعز والكرامة.

وللشاعر إنتاج كبير من القصائد الوطنية والقومية، والبقاء للأمة ".

في اليوم التالي، 7/1/2000 " شيع الحزب وأهالي مجدلبعنا الرفيق المناضل والشاعر فوزي عبد الخالق في بلدته مجدلبعنا، في مأتم حزبي وشعبي حضره حشد كبير من الأهالي والسوريين القوميين الاجتماعيين، يتقدمهم رئيس الحزب الأمين علي قانصو ونائب رئيس الحزب الأمين محمود عبد الخالق وأعضاء قيادة الحزب والنائبين الأمين أسعد حردان، وأكرم شهيب، ومسؤولي الحزب في المناطق والأمناء، وعدد كبير من المشايخ ".

هذا ما تورده نشرة "صوت النهضة" في عددها السابع بتاريخ 1/2/2000، وتضيف: " ألقيت في التشييع كلمات تأبينية للرفيق نصير الرماح الذي اعتبر أن الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق كان منتمياً أصالة وقيماً إلى الأمة، وملتزماً فكراً ونهجاً برسالتها القومية الاجتماعية.

وقال: لقد خسرتك الأمة جندياً صلباً.. وخسرك الحزب شاعراً مبدعاً.

وختم بالقول: " أن الرجل الكبير لا ينتهي بمأتم وأن أبا رامي سيستمر خالداً في حزبه وفي أمته وبين رفقائه حياً ".

كلمة المركز

ثم ألقى كلمة مركز الحزب، رئيس الندوة الثقافية المركزية الأمين الدكتور غالب نور الدين فقال: " أن فوزي كان قدوة في حياته، التي كرسها لتحقيق نهضة أمته، وأنه كان يعمل لوحدة المجتمع متعالياً على الخلافات والانقسامات التي تعتري مجتمعنا، وقال: " ان الرفيق فوزي كان يتحسس آلام الوطن، وكان في شعره يعبئ ضد العدو الصهيوني المغتصب أرضنا.

وأضاف: " الرفيق فوزي عبد الخالق كان سيفاً ويراعاً، أنشد لتموز، أنشد للحق، أنشد للقضية، وكان يقول أن مقدار التقدم عند الشعوب لا يقاس بشيء إلا بعدد الناس الذين ينتفضون على الظلم. كان صلباً عنيداً يعلن كما أعلنت حنينة ضاهر:

" منرصف جماجمنا جبل يسند جبل

ونشيد الاسوار في وجه الدخيل

وكل ما الرمل عالشط بالدم انجبل

منواجه الجلاد بالشكر الجزيل "

وألقى الأمين محمد عبد الخالق شقيق الرفيق الراحل كلمة باسم العائلة، قال فيها: " كأني بك تقول وتحيا القول أن ليس لأي إنسان قيمة لذاته، فقيمته في هذه الحياة هي بمقدار ما يهب من عقله وعمله وحياته للإنسان الآخر، للإنسانية، فتخلد القيم، وتنمو وتزدهر الإنسانية بالعطاء والمحبة.

وقال: أيها الأخ والرفيق.. كم ستفتقدك الساحات والمجالس والمنابر وأنت القائل في زعيمك الذي مزق جسده رصاص الغدر، على رمل جناح بيروت:

ولليوم فوق الرمل في فوهة عدم

كوّم تراب الأرض ما بيسدها.

بعد التشييع تقبلت قيادة الحزب وآل الفقيد التعازي .

*

في 13/4/2000 نشر الرفيق خالد معروف موفق في جريدة "الديار" كلمة رثاء بالرفيق فوزي عبد الخالق جاء فيها:

" فوزي عبد الخالق، الشاعر الخلاّق وصاحب القلم السيف، والفكر الوثاب، النابغ من المحيط القومي وسع الأمة على امتداد التخوم وإلتماع النجوم في صفاء السماء ولا محدودية العطاء... شاعر أحب أمته حتى العشق فحكى عن التراب والحجر وعن البحر والرمل والطير والشجر، أشاد في كتاباته بالإنسان المميّز في أمة مميّزة، حضنت المجد وتمجّدت بعظمائها وتفاخرت بتاريخها...

لم يغب الالتزام عن قوافيه وما أكثرها، وفي أيّة مناسبة كان الشوق فيها صارخاً لتوحيد القوى ضد عدوّ غاصب وبربري حاقد، من كيليكيا واسكندرون في الشمال حتى فلسطين في الجنوب ...

كتب بمداد الفؤاد وأنشد بصوت اللهب لتحريك الخانعين والمتخاذلين في هذه الأمة، لإذكاء نار الحمية في داخلهم كي يتنبهوا للأخطار، فيجنبوا الأمة مصير الانهيار!...

فوزي عبد الخالق أنشد لحطّين ولميسلون ولتمّوز ولرمل بيروت، كما حكى عن موقعة سرحمول وحادثة الويمبي وعن بيّارات الليمون في فلسطين وأطفال الحجارة. حكى عن قانا والنبطية والمنصوري في جنوب لبنان وعز الأمة الآتي كل يوم من جنوب لبنان...

فوزي عبد الخالق الصادق في التزامه والصديق في مسراه وكلامه وفي شعره وأحلامه ارتحل في الزمان الحالك وفي الظروف الصعبة، تاركاً قوافيه يردّدها وجدان هذه الأمة الجبارة القاهرة لكل فناء... لك الرحمة يا رفيقي .

ووداعاً أيها الصديق !

*

من قصائد الرفيق الشاعر فوزي عبد الخالق "خلق للرمل زرع الدم وحدو" نشرت في مجلة الحزب "البناء – صباح الخير" في 1/7/1987

انتفض عالشط يضحك عالهزيمة وصفن واستعرض النية السليمة

افتخر بسنين كرّت في غيابـو قرفت تقطع اليد الأثيمة

وقف مارد قوي جدّد شبابـو عرف قديش فيلو الدم قيمة

انتظر تا يطرق الجلاد بابـو بقلب جبار مشتد العزيمة

وصل وتأهل بحضرة جنابـو وهز شعور أفكارو السقيمة

وقلو بتذكر الشط وعذابـو ورصاصاتك السخنة اللئيمة

انحنا الجلاد وتضعضع صوابـو قلو مارد الفكرة العظيمة

لا تحني البيت مش واطي عتابـو ونحنا صحاب والصحبة قديمة

لا المغدور عمترجف عصابـو ولا الغادر قبل ضغط العزيمة

صرخ من قلب سهم الغدر صابو لا لا إنت وحدك مش عزيمة

ولصرخة عزتو جنودو استجابـو نبت زرع الوعي بتربة عقيمة

وطنا عندما انقصت جنابـو انتفض بركان رملان الشواطي

بعد عدة سنين من الجريمة

صوت النصر حرك جيل هادي فلش نور الوعي لفلف بلادي

يا شط العز لا تخفي سرارك اكتسبت المجد من عظمة سعاده

كشف عنك صمود وستر عارك خلق دمو بعقم أرضك ولاده

صمود العز عوّض افتقارك شيش الدم كونلك مبادي

يا منقذ جيلنا من اختبارك فلش عا ربوعنا نور السعاده

استوى التاريخ لما وهج نارك ولْع بنفوسنا وأوجد قياده

رماد الذل ما بيخفي جمارك سعيرك مضطرم والوهج بادي

جاع الرمل غذيتو ثمارك شبع اتخم تعود عالبلاده

ولحد اليوم كلما الشط عارك صراع الموج بتفيق الحقيقة

برمل مطرطش بدم الشهاده

ظنو ضربة سعاده مهمة ونسو وتجاهلوا عظم المهمة

نسو قلب البطولة الكان راكن بوجه الموت وحرابو المسمة

نسو البعدو لحد اليوم ساكن قلوب تسخر بأكثر ملمه

اشهدي يا رمال بعدو الموج ساكن نغم مبحوح بالإذن الأصمه

انزرع نور الحقيقة بليل داكن خلق من كل حبة رمل قمه

بينما الزرع في كل الأماكن بأيدي بخلق ترونها ملمه

بأرض خصبة بيحيا الزرع لكن خلق للرمل زرع الدم وحدو

تا يعطي ثمار تشبع جوع أمّه

ومن قصائده أيضاً قصيدة "خلقت"، وهذا جزء منها :

خلقت والشعر خططلي مصيري

وعطاني كنوز فلسفتو الوفيري

زرعني والبذور البكر طلو

واحة بصحرة الجهل الكبيري

انزرع وعيي وحي فكري استغلو

بعد ما غب دمعاتي النميري

قصر عقلي خلق للدين معبد

ت يقبل توبتي وترجع عيوني

كفرت بالمعبد وبطلت اعبد

رسل محو الخطايا كفروني

وعلى قمة جبل جبار اجرد

خرق فكري وسنيني وصلوني

مطرح ما الخلق هالكون عند

قلا للأرض ت تكون كوني

وصلت ع جبال فيها السحر مجد

مواهب ع البطولي دربوني

وفكري قوة الإبداع جند

خلق ثورة صراعو من سكوني

طلقها وحد نجم سهيل ورد

طفا جمر العطش كوثر عيوني

إذ بكرا سعير الجمر رمد

تحت صقعة جهل دنيا خذوني

بدو يظل شعري دين يُعبد

بدل ما ينكروني – يذكروني

جعلت المنبر الجبار مسجد

سجد مجد البلاغة ع خشابو

بناتو البكر جنو وجنوني

مثل ما وعيت ع الكون ومطلو

جبرني واجبي وعي العشيري

وعيت العدرب الذل ذلو

شوق خنوعهم فرشي وثيري

وعيت العدرب الذل خلو

طريق النور ت ريح ضميري

وت أذكر من وعي من نوم ذلو

الوعي غيري إذا موجود غيري

سمعت اخرس بعد ما الصوت علو

وصمتوا النطق فلسفتو الجديري

بتوصيل السمع للماوصلو

السمع والنور للعين الضريري

وعي الإبداع والوعي بمحلو

وعي بالشرنقة الخيط الحريري

وعي الكوخ وملاك الطهر جلو

عن اسمي في ظلالو مستجيري

نقز عدخولها الاعصاب حلو

انحنى لاكن بقي واقف بحيري

لا بينفع طريد الحر ظلو

ولا حلو بتشمت بضعفو الحصيري

* * *

ومن قصيدة "فجر الوعي" :

فجر الوعي المطلوق من آذار

حامل عكتفو للمجد أخبار

فلفش جناحو عالروابي البكر

ضوا الطريق وبعد المشوار

فلفش جناح العز

عاربوع منسية

سيف البطولة هز

بكفوف حرية

ورصاص مجدو از

صيحات مدوية

عرش الطغاة اهتز

بزنود ثورية

من أجل وحدة حق سورية

مترس فتح عالذل خط النار

زرع صراع جديد

للتضحية تمهيد

لا يفكروا منحيد

لو صوبوا بواريد

هني بحر تهديد

نحنا قطع طوربيد

يا ما حلا التسديد

تا يطل فجر العيد

بأجيال شعلاني بنار العز

يشلح على جليد الليالي جمار

فجفج ظلام الليل

من كل ميل وميل

خلا البطولة سيل

جبال ملا الكيل

واشتد فينا الحيل

فقنا وسحقنا الذيل

وهزت نجوم سهيل

لما بعثنا ويل

عاجو بسموم الخطر ملغوم

زارع بطياتو الحمول غبار

والنصر خلف جبل

ما بيعرف التدجيل

جبار ما بييميل

مهما قشع تهويل ا

سلام بالإنجيل

بحكمة لها تنزيل

بقرآن عمنشيد

حمل الظلم تا يزيل

أحقاد كونها فجال العمر

نزلت عراس الشعب وصمة عار

والشعب حدو اصطف

للمجد يخلق صف

قلبو الأصيل اشتف

تنكون كف بكف

بحر الضغاني جف

والكان حاقد عف

ونسر البطولة غف

وجناح عزمو لف

عالشعب حتى يخلصو من الذل

علقان عنقو بقبضة الجذّار

نشرت في مجلة "البناء – صباح الخير" العدد 1094 .






 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه