شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1944-09-04
 

نفوذ اليهود في الواتيكان 1/4

أنطون سعادة

منذ بضعة اشهر صدرت رسالة البابا فيوس الثاني عشر في صدد التوراة، فكانت أشد الرسائل البابوية خطورة وأكثرها تعديلاً للموقف الكاثوليكي الرسمي فيما يختص بالتوراة المعروفة في لغة الكنائس المسيحية بالعهد القديم.


كانت الكنيسة الكاثوليكية تكتفي، منذ زمن الاصلاح، بالإنجيل المسيحي، المعروف بالعهد الجديد، مرجعاً للتعليم الديني ومصدراً للروحية الدينية المسيحية كلها. وكانت قراءة التوراة شبه محرمة على اتباع الكنيسة المذكورة. ولكن بعض البابوات السابقين أشاروا في رسائلهم إلى التوراة واستحسنوا درسها والعناية بها حباً بجلاء مسائل تتعلق بخصائص التفسيرات الدينية. وقد خرجت رسالة البابا فيوس الثاني عشر التي نحن في صددها الآن عن ذلك الحد بإثبات وصية صريحة لقداسته تحث على القراءة اليومية للكتاب المقدس في العائلات المسيحية وتحرض الأساقفة على "تحبيذ مساعدة تلك الجمعيات التقية التي ترغب في نشر طبعات التوراة بين المؤمنين، وخصوصاً نشر الأناجيل، وأن يسعوا بكل اجتهاد أن تقرأ في العائلات المسيحية باستقامة وتقديس".


بناء على هذه النصائح والتعليمات الواردة في رسالة قداسة البابا فيوس الثاني عشر، المؤيدة لما سبقها من إرشادات للبابا فيوس الحادي عشر والبابا بندكتوس الخامس عشر لم يعد يصح للكاثوليك أن يقولوا أن التوراة كتاب افروتسطنتي غير جائز للكاثوليك قراءته. وهذا يعني أن جميع القصص التي أخذها اليهود عن الأساطير السورية وأولوها لمصلحتهم وتعزيز شأن جماعتهم ستجد قبولاً "وتقديساً" جديدين عند الكاثوليك كما وجدت قبولاً وتقديساً عند الشيع الافروتسطنتية.


لسنا نريد أن نعالج هنا الدوافع والمرامي الدينية البحت للبحث عن دراسة التوراة توخياً لجلاء بعض غوامض التأويلات والتفصيلات اللاهوتية.


....


يتبع


"الزوبعة" العدد 20 في 4 أيلول 1944.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه