إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

كلما نزل الليل

مريم خريباني

نسخة للطباعة 2007-01-31

إقرأ ايضاً


كلما نزل الليل

يخلع حذاءه و يعيد على مسامعنا

لازمةً طلسمية

لا ندري ماذا يقصد ..

لكننا نصغي و نعجز امام نعاسه

فنسهر قليلا

ثم يدركنا النوم في حضنه

قبل شهرزاد بقليل..


و تغيب عنّا اللازمة

نغرق في معزوفة النهار .

النهار لا ينعتنا بشيء

انه حتى لا يلتفت الينا !

نمشي فوق صدره

نتقافز

نتسلّق أضلعه

نعبر الى أحلامنا .. ثمّ

ننزلق الى قعره

منهكين .. متعبين

هو الجبّار لا يتعب

لا يلقي علينا نظرة اكتراث

فلا مراكب الضوء تتعب

و لا الشمس

و لا حتى ثقل الانتظار ..

و نحن نتمسّك بذيله رجاءَ الاّ نقع

في الخوف

لكنه .. يبدّل ثوبه و يرميه

فيرمينا خلفه يوما بيوم ..

لنعود الى لازمة الليل الطلسمية

تثقلنا الاحلام

على أمل ان نلدها قبل أن

تصلنا فرس الموت

على صهوتها أميرٌ مبلّل

بعطر شهيّ

و رغم وسامة الامير

و رغم عطره ال يضوع

لا نرغب بالذهاب معه

الى الموت

الحقُّ الوحيد ال مستعدون للتخلي عنه

و رغم موت الاحلام مع مطلع كل نهار

لا نرغب مفارقة الحياة ..

نتعلّق بأذيالها

واعدين الغدَ بحلمٍ أحلى

ليرحل عنّا خيّال الموت

و ان كان اميراً جميلا ..


في ذهن العتمة , أنّ الموت سلامٌ منتظر

و في ذهن الضوء

أنّ الحياة روح و ابداع

و في كلا الذهنين ملائكة تنظر الينا و تهمس :

أنتم في قلب الله .. فلا تسرفوا في بغض الموت

و لا تسرفوا في شدّ أذيال الحياة كي لا

تسقط في أصداف العرّافات .

فيا أيتها الملائكة

كيف ينظر الينا الله من عليائه ؟

سبحانه .. سبحانه .. سبحانه

أسال لأحطّم جداراً

تعجز اعتى الجيوش عن دكّه و اختراقه

جدار الخوف ال يعيش في حكايات الصغار

ينهب منهم كنوز الامان

و يقلّم أحلامهم حلماً حلماً

ليبتلعهم قرشٌ أعمى ..

كيف ينظر الله الينا ؟

كيف يتعافى الصغار من الخوف,

و القرش الاعمى نهمه وحشيّ

كلّما حميناهم منه قالوا : ارهاب

اذن

لو يلتهم لحم و أحلام صغارهم

أتزول عنّا التهم ؟؟؟؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024