شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2005-05-12 |
نحن وهم وسياسة لعن الظلام |
كل شيء يصبح ممكناً عندما نتحول من ( لاعني ظلام ) إلى ( مضيئي شموع ) عندما أتخيل ما وصل إليه مجتمعنا , بفعل بعض الساسة الكرام , أتخيل رجلا غاضبا في منزله , والتيار الكهربائي مقطوعاً , وهو يلعن الظلام جيئة, و أرجله تتعرقل بطاولات المنزل , وذهابا ً مصطدماً رأسه بالجدار , وكل لطمة تزيده لعنة وغضباً , ويستمر هكذا حتى يتعرقل ويقع على مؤخرة رأسه فاقدا الحياة . " في حين أن للشموع معاملاً لن تغلق مدى الدهور " وعلى ضوء هذه الرؤية يمكننا أن نحكم على السياسة الأميركية المتهودة – ومن التفت مصالحهم البعيدة المدى حولها – بأنها تريد أن تحولنا إلى لاعني ظلام , وقد حققت غايتها في نفوس الكثيرين من الأفراد في مجتمعنا ( للأسف ) . ·إنهم يعلمون تمام العلم أن في هذه الأمة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ ... لذلك نراهم, و على مدى التاريخ, اعتمدوا قتل السوريين المبدعين حتى الأطفال فيهم : ففي سفر العدد : " فقاتلوا مدين كما أمر الرب موسى , وقتلوا كل ذكر . وقتلوا أيضاً , زيادة على قتلاهم , ملوك مدين وهم خمسة : أوي وراقم وصور وحور ورابع و أما بلعام بن بعور , فقتلوه بالسيف . وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفالهم , ... " وعندما أتوا إلى موسى يقول سفر العدد : " فغضب موسى على ضباط الجيش , أي رؤساء الألوف , القادمين من قتال الحرب . وقال لهم موسى : "هل استبقيتم الإناث كلهن ؟ إن هؤلاء هم اللواتي حملن بني إسرائيل , بمشورة بلعام , على أن يخونوا الرب في أمر فغور , فحلت الضربة في جماعة الرب . والآن فاقتلوا كل ذكر من الأطفال واقتلوا كل امرأة عرفت مضاجعة رجل وأما إناث الأطفال اللواتي لم يعرفن مضاجعة الرجال , فاستبقوهن لكم . " - و في سفر التثنية يعظهم موسى بأصول فتح المدن : " ... وإن لم تسالمك , بل حاربتك , فحاصرتها , وأسلمها الرب إلهك إلى يدك , فاضرب كل ذكر بحد السيف . وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة , فاغتنمها لنفسك ... هكذا تصنع بجميع المدن ... أما مدن تلك الشعوب التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثاً , فلا تستبقي منها نسمة , بل حرمهم تحريماً : الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين , كما أمرك الرب إلهك , كيلا يعلموكم أن تصنعوا مثل قبائحهم التي صنعوها لآلهتهم , فتخطأوا إلى الرب إلهكم . " وهذا كله وارد في ( الكتاب المقدس ) من العقيدة المسيحية , العهد القديم . وذا هو محمد الدرة قوة المستقبل ... فهل قرأ أحد الإعلاميين مقتل محمد الدرة على حقيقته : أن رب اليهود يأمرهم بقتل أطفالنا . * ثم أتى المسيح السوري فقال : " دعوا الأطفال يأتون إلي " , حاملاً قوة الحب والحق والعطاء والخير والجمال التي هي من أساس أمتنا , فقتلوه, محاولين القضاء على فكره , مخترعين سياسات ألوهية معا:سة لإلهنا الذي نؤمن به وأدخلوها في كتبنا المقدسة . ولنقارن بين قول موسى والمسيح ... ! ومن له آذان فليسمع . ·ثم أتى أنطون سعادة , زعيماً حاملاً فكر النهضة , مبشراً بقوة هذه الأمة ... فقتلوه ولم يجدوا سبيلا للقضاء على فكره . ·ثم انتقلوا من قتل أجساد الرموز إلى قتل نفوس الأفراد في الأمة , والعمل على أفراد مجتمعنا كي يتشكل داخلنا إحساس بأننا ضعفاء أمامهم , بعد أن أظهر الواقع والتاريخ الحقيقة " حقيقة نحن وهم " . فاخترعوا أساطيراً واساطير . من أسطورة إسرائيل إلى أسطورة الجيش الذي لا يقهر , إلى أسطورة الموساد , إلى " أسطورة بغداد العظيمة التي سقطت بأقل من ساعتين " , قائلين لنا: " ها نحن " و " ها أنتم " ; وانسوا نبو خذ نصر ; وانسوا هاني بعل ; وانسوا سيرجون الأكادي ملك الجهات الأربع . .. فهذه حقيقتنا نحن ; وهذه حقيقتكم ( بغداد ) ... محاولين أن يحولونا إلى لاعني ظلام من الطراز الأول . وعلى هذا فإن كل واحد منّا يلعن الظلام يضيف طوبة في صرحهم المبني على أجسادنا . ولكم هو جميل الظلام عندما يخترقه نور الشموع . فلنضئ شموعنا ... وعلى كونفوشيوس الرحمة .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |