إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بلاغ الى الرأي العام (البلاغ الأزرق) جزء2

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1936-06-15

إقرأ ايضاً


مع أن الموقف الذي وقفوه سياسيو الداخل أو من ادعى تمثيلهم بسبب نهضة الحزب السوري القومي الاجتماعي لم يكن موقفا مؤيدا ومشجعا على التعاون فإن الحزب لم يأل جهدا في مد يده للوفد الذي تقرر إرساله إلى فرنسة مفوضا ومساعدته في كل أمر خطير يؤول إلى خير الأمة. فرفع إلى الوفد تقريرا ضافيا بالحالة الاقتصادية في سورية والمشمولة بالانتداب الفرنسي تبناه الوفد وأعلن هذا التبني. ولما ظهر أن الوفد لم يعرض للبنان في المفاوضات الاساسية في بيروت وكنا حريصين على ألا تسير المفاوضات من غير تناول اعتبار لبنان جزءا من البلاد السورية له الحق بالدخول في الوحدة السورية حين تقرر أكثريته ذلك في الظروف المناسبة قررنا إرسال مذكرة إلى الوفد قبل سفره في هذا الصدد. وهكذا كان فقد سلم رسول مستعجل رسالة بهذا المعنى إلى الوفد قبل سير القطار من رياق ببضع دقائق. وكان هذا الحد الأخير الذي جاز لنا البلوغ إليه في التعاون مع ممثلي النتيجة السياسية لحوادث الداخلية والمطالبين بنصوص سنة 1928 والمطالب المتعلقة بمناطق الداخلية فقط.

وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي قد أعلن بواسطة العريضة التي أشار الزعيم من سجنه بوضعها ووضع نقاطها الأساسية، وقدمها الأستاذ لبكي ونشرتها الصحف في حينها موقفه من القضية السورية ومسألة لبنان ولكن الجانب الوطني أهمل هذه الإمكانية. كما أهملها الجانب الفرنسي. والأغرب من كل ذلك أن زعماء الوطنيين في الشام اعتمدوا على سياسة المفاوضات وأغفلوا إمكانية تنظيم البلاد فكريا وعمليا التي يقدمها الحزب السوري القومي الاجتماعي ففاوضوا على أساس عقد معاهدات من غير أن يكون قد أمنوا الوحدة بالفعل ولذلك نرى الحركات الانفصالية في مناطق الداخلية تشجع في كل مكان والأمل الوحيد بتحقيق الوحدة الداخلية في حالة استفتاء هو في وطنية أهل المناطق غير المنظمة. ولو ان التعاون مع نهضة الحزب السوري القومي الاجتماعي التنظيمية سار في طريق فسح المجال للعمل الموحد أو المشترك لمن كنا الآن في شكوك كثيرة من نتائج المفاوضات الباريسية سواء أكانت المفاوضات ناجحة أو خائبة.

الحقيقة أن عقد معاهدة على مثال المعاهدة العراقية البريطانية ولمثل مدتها على أساس أن سورية لا تشمل إلا الشام وقد تشمل جبل الدروز والعلويين فقط من غير تسوية عامة لمنطقة الانتداب الفرنسي كلها تدخل فيها جميع القضايا السياسية وخصوصا الاقتصادية – إن عقد معاهدة في هذه الحدود الضيقة ليس نجاحا قوميا مطلقا لأن تصريحات السيد باستيد المشار إليها آنفا تدل على أن الدوائر السياسية الفرنسية كانت تتوقع مطالب أوسع نطاقا من مطالب الوفد.

...

يتبع


في 15 حزيران 1936

----

 كان لظهور الحركة السورية القومية الاجتماعية الأثر البعيد في جعل الفرنسيين يقررون إعادة النظر في قضية انتدابهم على الشام ولبنان، فقد أعلن "المسيو باستيد" في تصريح له عزم الحكومة الفرنسية على درس قضية الانتداب وفق أسس جددية.


أذاع الزعيم في تلك المناسبة هذا البلاغ على الراي العام، وعُرِفَ بـ " البلاغ الأزرق


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024